الجمعة، 28 مارس 2025 
باتت أكاديمية نادي بارادو نموذجا حيا للاستثمار في المواهب الرياضية بالجزائر، فككل موسم رياضي جديد ومع فتح أبواب سوق الانتقالات الصيفية تتهافت الأندية المحلية لخطف مواهب الأكاديمية والنادي على حد سواء في وقت لا تكلف الفرق الأخرى أصحاب الشركات الوطنية عناء التكوين والتأطير وتقوم بجلب لاعبين برواتب خيالية.
مركز أكاديمية بارادو.. منجم المواهب كلف تشييده 15 مليار سنتيم فقط
عند العديد عن الصفقات الكبيرة التي يبرمها نادي بارادو والمبيعات والمداخيل التي يجنيها جراء عمليات تحويل اللاعبين إلى الخارج أو حتى إلى الفرق المحلية يدفعنا إلى التساؤل عن قيمة الاستثمار الذي خصصته إدارة زطشي من أجل تشييد مركز الأكاديمية الواقع بضواحي تسالة المرجة بالعاصمة ، حيث تشير الأرقام أن قيمة تشييده بلغت 15 مليار سنتيم فقط في ظرف أربع سنوات ، ففي 2007 بدأ مشروع الأكاديمية وفي 2008 انطلقت أشغال بناء المركز ، وفي نهاية 2012 انتقلوا للعمل الحقيقي في مركزهم الجديد الذي تبلغ مساحته 1.5 هكتار وهو الأمر الذي كان كافيا بعدها للقيام بصفقات مدوية في تاريخ كرة القدم الجزائرية وتصدير لاعبين نحو الخارج أمثال يوسف عطال ، رامي بن سبعيني ، آدم زرقان والقائمة طويلة
تحويل بوقرة إلى شباب بلوزداد مقابل 1 مليار و 500 مليون سنتيم
والملاحظ خلال السنوات القليلة الماضية أن شباب بلوزداد بات زبونا خاصا لنادي بارادو بحكم تعاقده مع بعض لاعبي أكاديمية نادي بارادو ، حيث قامت إدارة الباك بالتنازل عن خدمات الظهير الأيمن بوقرة مقابل 1 مليار ونصف سنتيم وهي القيمة التي انعشت خزينة النادي ناهيك على أنه من شروط العقد المبرم بين إدارة الشباب والباك هو استفادة هذه الأخيرة من قيمة تحويله مستقبلا بنسبة 50 بالمائة وهذا ما يؤكد احترافية إدارة نادي بارادو حتى في ضبط العقود المبرمة بينها وبين الفرق التي تتهافت على الظفر بخدمات مواهبها الشابة والصاعدة.
11 مليار سنتيم قيمة انتقال بن بوعلي إلى “شارل لوروا”
ولعل الصفقة الأبرز التي أعلنت عنها إدارة نادي بارادو هذا الموسم تلك المتعلقة بانتقال اللاعب بن بوعلي إلى البطولة البلجيكية مقابل قيمة مالية معتبرة قدرها 11 مليار سنتيم والتي اعتبرت لحد الساعة هي الأعلى فضلا عن الاستفادة من قيمة تحويله مستقبلا من شارل لوروا إلى نادي آخر يطلب خدماته مستقبلا وهذا ماأنعش خزينة النادي الذي يسعى بشتى الطرق والوسائل للاستثمار في المواهب الشابة والصاعدة.
التنازل عن خدمات بن عياد للترجي التونسي مقابل 6 مليار سنتيم
صفقة أخرى صنعت الحدث في سوق الانتقالات الصيفية هذا الموسم تلك المتعلقة بانتقال الدولي الجزائري رياض بن عياد إلى الترجي التونسي مقابل 6 مليار سنتيم وراتب شهري يقدر بـ 250 ألف أورو بعقد يمتد على مدار ثلاث سنوات على أن يستفيد منه نادي بارادو في حال بيعه مستقبلا بنسبة 20 بالمائة، وهي الصفقة التي ستذر أموالا كبيرة على خزينة الباك.
ورغم أن عرض شباب بلوزداد كان بنفس القيمة التي منحها الترجي التونسي إلا أن اللاعب فضل الوجهة التونسية أملا في فتح آفاق جديدة في مستقبله الكروي
تيطراوي إلى كورتري مقابل 750 ألف أورو
وقامت أكاديمية نادي بارادو بتصدير لاعب دولي آخر نحو البطولة البلجيكية ويتعلق الأمر بياسين تيطرواي الذي شارك مع المنتخب الجزائري في بطولة كأس العرب واكتفى بلعب دقائق معدودة فقط حيث وصلت قيمة انتقاله إلى نادي كورتري البلجيكي حوالي 750 ألف أورو بالإضافة إلى بنود العقد التي تنص على منح 50 بالمائة من عائدات انتقاله إلى أحد الفرق التي تنوي انتدابه مستقبلا
صفقة انتقال عادل بولبينة إلى بوافيستا قدرت بـ 500 ألف أورو
صفقة أخرى استفاد منها نادي بارادو مؤخرا تلك المتعلقة بانتقال لاعبها عادل بولبينة إلى البطولة البرتغالية وبالتحديد إلى نادي بوافيستا مقابل 500 ألف أورو ناهيك عن استفادة الباك من 50 بالمائة من قيمة انتقال اللاعب إلى فريق آخر ينوي التعاقد معه مستقبلا ، وكان عادل بولبينة قد برز بشكل لافت مع المنتخب الوطني للشباب في الدورة الأخيرة التي شارك فيها الخضر بفرنسا حيث جعلته محط أنظار النوادي المحلية وحتى الأوروبية .
إعارة زروق بوسيف إلى وفاق سطيف
وقامت إدارة وفاق سطيف بإعارة لاعبها الشاب زروق بوسيف إلى وفاق سطيف فضلا عن تحويل المهاجم يسري بوزوك إلى نادي الرجاء البيضاوي المغربي بقيمة تفوق 400 مليون سنتيم شهريا بعدما كان حديث العام والخاص في الميركاتو الصيفي نظرا للصراع القائم بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد لانتدابه حيث كشفت مصادر مقربة بأن إدارة مولودية الجزائر عرضت على اللاعب قيمة 360 مليون نظير الاستفادة من خدماته مستقبلا إلا أن اللاعب فضل الوجهة الخارجية ما يعني بأن إدارة الباك ستجني الكثير من تحويله شأنه شأن حمزة موالي ومروان زروقي .
الإعارة واكتساب صفة لاعب دولي لرفع قيمة اللاعب في الميركاتو
ومعروف أن إدارة نادي بارادو تسعى بشتى الطرق والوسائل إلى رفع قيمة اللاعب المالية قبل عرضه في سوق انتقالات اللاعبين، حيث أن إدارة زطشي تولي أهمية بالغة لاكتساب موكلها صفة لاعب دولي من خلال حمل قميص المنتخب الوطني لمختلف الفئات السنية والعمرية حتى ترتفع أسمه في بورصة الانتقالات، فضلا عن ذلك تلجأ إدارة نادي بارادو إلى إعارة لاعبيها لنوادي كبيرة معروفة بضغط جماهيرها على غرار وفاق سطيف ، مولودية الجزائر وشباب بلوزداد حتى يتأقلم اللاعب ويثبت مكانته ويبرز أكثر تماما مثلما حصل في صفقة بن عياد رياض الذي أعير إلى وفاق سطيف وتألق بشكل لافت في منافسة دوري أبطال أفريقيا وهو الأمر الذي أوصله لحمل قميص المنتخب فيما بعد لترتفع قيمته بشكل قياسي.
الأولوية للعروض الأوروبية والتونسية
المتمعن لسياسة نادي بارادو التسويقية في سوق انتقالات اللاعبين يدرك جيدا بأن الهدف الرئيسي هو تصدير لاعبي الأكاديمية إلى خارج الوطن حيث تبقى الأولوية للعروض الأوروبية على غرار الفرق البلجيكية التي صارت تنتدب وتقبل بشكل كبير على شبان الأكاديمية يتجلى ذلك في صورة نادي كورتري وشارل لوروا فضلا عن النوادي الفرنسية وأندية البرتغال ، فيما يأتي العرض التونسي في الصف الثاني ممثلا بنادي الترجي الرياضي الذي لطالما يقدم عروضا سخية للفرق الجزائرية قصد خطف المواهب وتدعيم صفوفه رغم أن قطب الكرة التونسية يريد من اللاعب الجزائري خدمة فورية مرتبطة بأهداف قريبة المدى
على أن يقوم بتحويله مستقبلا إلى أندية الخليج حتى يستفيد منه ماليا تماما مثلما حصل مع بغداد بونجاح ، يوسف بلايلي والقائمة طويلة.
الاستثمار في عامل السن لضمان فائدة أكبر
المتابع أيضا لفلسفة إدارة نادي بارادو في التسيير يلاحظ أن هيئة زطشي تولي أهمية بالغة لعامل السن حيث أن اللاعب يتم تسويقه مبكرا أي في سن 19 سنة بمجرد أن ينضج ويكتسب بعض الخبرة سواء مع النوادي أو على صعيد المنتخب وهذا من أجل الاستثمار المالي حيث يبقى اللاعب يذر على أكاديمية بارادو أرباحا مالية طيلة مشواره الكروي، ففي كل تنقل للاعب أو تغييره لوجهة جديدة أو تعاقده مع فريق جديد إلا ويحصل نادي بارادو على نسبة معينة من انتقاله ابتداء من خمسين بالمائة من قيمة العقد ما يعني أن إدارة الباك تستثمر في حياة اللاعبين طيلة مشوارهم الكروي.