السبت 19 جويلية 2025

جدلٌ حول سماح سلطات المخزن لفريق سينمائي أمريكي بتصوير فيلم ضخم في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
جدلٌ حول سماح سلطات المخزن لفريق سينمائي أمريكي بتصوير فيلم ضخم في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة

أثار تصوير فيلم “الأوديسة”، للمخرج كريستوفر نولان، والمتوقع عرضه في يوليو من العام المقبل، جدلاً حول أحد المواقع المختارة لتصوير الفيلم: مدينة الداخلة الصحراوية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي احتلها المغرب منذ عام 1975.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة صورٌ لمات ديمون وزندايا، وهما اثنان من الممثلين، فيما يبدو أنه مطار الداخلة، مما أثار انتقاداتٍ من الصحراويين، الذين يُشيرون إلى أن الداخلة – المعروفة سابقًا باسم فيلاسيسنيروس الإسبانية – مدينةٌ تحتلها الرباط، حيث يُهمّش سكانها الأصليون لصالح المستوطنين المغاربة. ولم تُجِب مصادر من شركة الإنتاج التي تواصلت معها صحيفة “إل إنديبندينتي” الإسبانية على اتصالاتها.

علمتُ أن كريستوفر نولان على وشك البدء بتصوير مشاهد فيلم “الأوديسة” هنا في الكثبان الرملية البيضاء بمدينة الداخلة، المغرب. pic.twitter.com/mPaed0ePzM
— أرشيف نولان (@NolanAnalyst) ١٧ يوليو ٢٠٢٥

الداخلة والترويج السياحي للمغرب

وجاء في أحد منشورات وسائل التواصل الاجتماعي: “اختار المخرج كريستوفر نولان، الحائز على جائزتي أوسكار وغولدن غلوب، مدينة الداخلة لتصوير مشاهد فيلمه الملحمي “الأوديسة”. ويشير المنشور إلى أن “اختيار مدينة الداخلة يُعدّ تسويقًا سياحيًا للمنطقة، وسيساهم في الترويج لها كمنطقة رائدة في صناعة السينما العالمية ووجهة سياحية للمشاهير”. ويتزامن التصوير مع ترويج السلطات المغربية للداخلة المحتلة كوجهة سياحية. وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت شركة رايان إير خطًا جويًا مباشرًا بين مدريد والمدينة المحتلة، وسط عمليات ترحيل وطرد طالت صحفيين وسياسيين ونشطاء إسبان.

“الأوديسة” هي اقتباس لقصيدة الشاعر الإغريقي الملحمي هوميروس، من إخراج نولان، مخرج أفلام “بداية” و”بين النجوم” و”أوبنهايمر”. وبدأ التصوير أواخر فبراير 2025 في آيت بن حدو، بولاية ورزازات المغربية. يضم الموقع، المُدرج على قائمة التراث العالمي، أولى مواقع التصوير التي تُعيد إحياء طروادة القديمة.

وتشير مصادر مقربة من المشروع إلى أن الفيلم لن يكون اقتباسًا تقليديًا. وعلى حد تعبير نولان في مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا، “الأوديسة ليست مجرد رحلة جسدية، بل هي رحلة داخلية”. وصرح قائلًا: “بالنسبة لي، أوديسيوس رجل عالق بين مجد الماضي وصدمة الحاضر”.

العرض الأول في يوليو 2026

بعد إكمال المرحلة الأولى في المغرب، يسافر فريق العمل إلى صقلية لتصوير مشاهد في فافينيانا – “جزيرة الماعز” التي ذكرها هوميروس – وإلى دول أوروبية أخرى مثل أيسلندا والمملكة المتحدة. كما يتضمن الفيلم مشاهد صُوّرت في مواقع تصوير بالولايات المتحدة.

ويضم الفيلم طاقمًا من الممثلين من الطراز الرفيع. يلعب مات ديمون دور أوديسيوس، إلى جانب توم هولاند في دور تيليماكوس، وآن هاثاواي في دور بينيلوب، ونجوم آخرين مثل زندايا، ولوبيتا نيونغو، وروبرت باتينسون، وتشارليز ثيرون، وجون بيرنثال. قبل بضعة أسابيع، أصدرت شركة إنتاج نولان ملصقًا للفيلم القادم.

الفيلم، الذي أنتجته شركة سينكوبي فيلمز بالتعاون مع وارنر براذرز، يضم موسيقى لودفيغ غورانسون، الذي سبق له العمل مع نولان في فيلمي تينيت وأوبنهايمر. من المتوقع عرض الأوديسة لأول مرة عالميًا في يوليو 2026، بمدة عرض تُقدر بثلاث ساعات تقريبًا، وبإصدار سينمائي بتقنية آيماكس 70 ملم.

رابط دائم : https://dzair.cc/5dn0 نسخ