أعلن سليمان عبدوش رئيس جمعية صحفيي الجزائر العاصمة، عن برمجة دورات تكوينية لفائدة الصحفيين بقطر.
وقال سليمان عبدوش ، أن هذه الخطوة تعتبر الأولى من نوعها و تتمثل في دورات تدريبية للصحفيين من الوسائل المسموعة، المرئية والإلكترونية، وقال:”القانون يجبر الجرائد على تخصيص 2 بالمائة من رقم أعمالها للتكوين، والدولة لا تستطيع أن تفعل كل شيء”
وتابع:”على الرغم من ذلك سنفعل ذلك سواء للإشهاريين أو التقنيين لكن قبل كل شيء ينبغي على مدراء الجرائد أن يساهموا ماليا كواجب مواطنين بتخصيص 2 بالمائة من رقم أعمالهم لتكوين عناصرهم وللاستثمار في أداة الإنتاج”.
وفيما يتعلق ببقية البرنامج التكويني أبرز سليمان عبدوش، أنه قد تمت برمجة دورة تكوينية بدولة قطر تمتد على مدار سنة للصحافة والإشهار ومهنة المصمم المحرر وغيرها وكحصيلة أولية للدورة التكوينية الموجهة لمهنيي الصحافة أشار سليمان عبدوش إلى أنه حتى الآن تم تنظيم 4 دورات تكوينية بالجزائر العاصمة.
كما أوضح المتحدث فيما تعلق بأثر الدورات التكوينية على الصحفيين المحترفين، أنه لحد الآن تم تلقي ردود فعل جد إيجابية من الصحفيين الذين ثمنوا هذه الدورات التكوينية خاصة وأن صحفيين محترفين كبار هم الذين أشرفوا على تأطير هذه الدورات وقال:”يندرج مسعاي في إطار خارطة الطريق لرئيس الجمهورية وتهدف خارطة الطريق التي وردت في رسالته التي وجهها مؤخرا بمناسبة اليوم الوطني للصحافة”.
وأضاف:”إن التحدي الكبير الذي يواجهه الإعلام الجزائري، إنما هو تسليح البلاد بإعلام قوي وذي مصداقية، يكون حاملا لرسالة وطنية، تقوم على خدمة المواطن و الدفاع عن الوطن و سيادة القانون و رموز الدولة، و يكون سدا منيعا في وجه دعاة العنف و الاستهتار بقيم الشعب و ثوابته و وحدة البلاد إننا نفتخر بصحافتنا الوطنية، سواء أكانت عمومية أو خاصة أو الكترونية، ونعتبر الانفتاح الإعلامي، خاصة قطاع السمعي البصري والإلكتروني، تعزيزا للأمن الوطني ودعما لحق المواطن في الاعلام، هذا الحق الذي يمر حتما عبر حرية الوصول إلى مصدر الخبر”.
وتابع:”إننا نشد على أيديكم، من أجل إعلام وطني، تتحرر فيه الطاقات و المهارات، ويكون قادرا على إرساء صناعة إعلامية متطورة و رشيدة و فعالة، تكون في خدمة الجزائر.”
كما أكد عبدوش أن السلطات العليا في البلاد تحرص على تعزيز دور الممارسة الإعلامية وترقيتها، من خلال توفير بيئة عمل ملائمة تسمح بممارسة مهنية واحترافية، وفق مقاربة تشاركية، وهو ما يتجلى في توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أسدى تعليمات في اجتماع مجلس الوزراء، الشهر الماضي، بتنظيم أشمل لمجال الصحافة المكتوبة والإلكترونية، لإبعادها عن كل أشكال الاستغلال، مع التصريح بمصادر التمويل، مؤكدا أن الآليات تضمنها هذا المشروع تستند إلى منطق حماية الصحفيين وتهدف إلى النهوض بقطاع الإعلام .
وقال في هذا الصدد إنه مع “تكريس حرية الصحافة وتثمين مسايرتها لمقتضيات الرقمنة، بمحتويات وطنية قادرة على إحراز الثقة، بما تعرضه من مادة إعلامية مقنعة، وذات مصداقية عبر مختلف وسائل الإعلام، ومن خلال فضاءات الاتصال، فإننا بحاجة إلى المزيد من الجهد لاكتساب أدوات التحكم في المناهج والمعارف للتصدي لحروب الجيل الرابع الهادفة إلى النيل من الجزائر” وأن هذه الحروب “تندرج ضمن مخططات متعددة الأوجه والأطراف، تستهدف بلادنا في أصالتها وهويتها المتجذرة في عمق التاريخ، وتمعن في حبك المؤامرات الرامية إلى التأثير على انطلاقة الجزائر الجديدة، المصممة على استعادة دورها الريادي إقليميا ومكانتها المستحقة في المحافل الدولية ولقد تعددت أطراف التآمر على أرض الشهداء، وجندت أساليب الجوسسة والحرب السيبرانية المركزة، وعملت على الإساءة إلى تاريخ الأمة وذاكرتها.. وكلها محاولات يائسة ستجهضها الجزائر باستماتة واقتدار ويقظة جميع الجزائريات والجزائريين وتأهب خطوط دفاعات الأمة المتمرسة، والتي يساهم فيها بنات وأبناء قطاع الإعلام الوطني باحترافيتهم العالية والتزامهم الراسخ، وهم يتصدون بوعيهم الوطني لأكاذيب وتضليل عرابي الحرب السيبرانية القذرة والمهيكلة، ولعملائهم المنساقين إلى التورط في الإساءة إلى الجزائر الشامخة، بتجنيد مواقع إلكترونية انغمست في وحل خيانة الوطن والأمة”.
كما أشار المتحدث أن التحديات التي تواجهها الجزائر، خلال احتضانها للقمة العربية، تتطلب العمل بشكل مستمر وصادق لتطوير قدرات إعلامنا الجزائري حتى يحقق التطلعات المنتظرة منه، وأن تتكامل الجهود لرفع إمكانات منظومتنا الإعلامية وتمكينها من إيصال رسالتها إقليميا ودوليا، والعمل دوما على تقريب وجهات النظر وتعزيز التعاون على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، خاصة من أجل بلوغ الغاية المثلى في لم الشمل العربي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، منذ إعلانه عن استضافة الجزائر للقمة العربية، علما أن نجاح الإخوان العرب في تأسيس كتلة بالجزائر ونحن في عصر التكتلات، سيجعل من أمتنا قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب.
وبشأن دور الإعلام في الترويج لصورة الجزائر، فإن التحديات التي تواجه الجزائر في الوقت الراهن، سواء على المستوى السياسي، الفكري، أو الاقتصادي، تفرض تسخير كافة الإمكانيات والوسائل لمواجهة هذه التحديات، خاصة وأن الإعلام أصبح من أفتك الأسلحة في الصراع الحضاري الذي يدور، اليوم وهو مدعو أكثر من أي وقت مضى، بالنظر إلى المهام النبيلة المنوطة به، إلى تعزيز ترقية الحرية والحوار وتنوير الرأي العام خدمة للصالح العام ومستقبل الوطن، خاصة لما يتعلق الأمر بالتصدي لمروّجي الفرقة والتشتت، والإجرام والإرهاب الذي يمثل خطرا حقيقيا على استقرار الدول وقد جعل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من حرية الصحافة مبدأ ثابتا كرسه دستور 2020 الذي ينص على أن “حرية الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية مضمونة” ويشمل ذلك حرية تعبير وإبداع الصحفيين ومتعاوني الصحافة وحق الصحفي في الوصول إلى مصادر المعلومات، في إطار احترام القانون والحق في حماية استقلالية الصحفي والسر المهني وفي إنشاء الصحف والنشريات بمجرد التصريح بذلك وكذا الحق في إنشاء قنوات تلفزيونية وإذاعية ومواقع وصحف إلكترونية ضمن شروط يحدّدها القانون.