حاول استخدام حق النقض ضد مشاركة البوليساريو في إحدى الجلسات.. عضو البرلمان الأوروبي المنتمي لحزب مارين لوبان اليميني المتطرف ينفّذ أجندة مخزنية

بعد طول انتظار، أصبح لجبهة البوليساريو موعد رسمي في البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء المقبل. وقد تمت دعوة ممثليها من قبل لجنة التجارة الدولية التابعة للبرلمان الأوروبي على خلفية الحكم التاريخي الذي أصدرته محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي والذي أعلن في أكتوبر الماضي بطلان اتفاقيات الصيد والزراعة بين بروكسل والمغرب.

حالة غير مريحة بالنسبة لبعض مقاعد البرلمان الأوروبي. هذا الأسبوع، احتج الفرنسي تييري مارياني، وزير الدولة السابق للنقل المرتبط الآن بحزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان، أمام الغرفة مطالبا بتعليق مشاركة الممثل الصحراوي في مجموعة المراقبة المغاربية التابعة للجنة المذكورة.

وقال الفرنسي، وهو مدافع متحمس عن النظام العلوي: “تنص المادة العاشرة من نظامنا الداخلي على أن النواب يجب أن يحافظوا على كرامة البرلمان وعدم المساس بسمعته. لذلك، أود أن أدين الدعوة الموجهة إلى ممثلي جبهة البوليساريو. أولا وقبل كل شيء، هذه الميليشيا تحظى بالدعم وثانيا، علاقاتها مع الإسلاميين، والهجمات الوحشية ضد سكان مدينة السمارة في عام 2013، وحالات اختلاس الأصول. ويجب أن تكون المساعدات الإنسانية القادمة من مخيم تندوف مدعاة للقلق”.

وأضاف مارياني أن “هذه الدعوة تضر بسمعة برلماننا، وبسمعة سكان الصحراء المغربية، وتضر بتعاوننا مع المغرب. ولذلك، سيدتي الرئيسة، وفقا للوائحنا، أطلب منك إلغاء هذا التدخل”.

نسخة بي إن جي

طلب غير ناجح لأن الدعوة لا تزال مقررة رغم محاولات عرقله في برلمان لا يزال يحمل ذكريات حية عن “ماروك غيت” وحملة الرشاوى ضد أعضاء البرلمان الأوروبي التي وقعها دبلوماسيون مغاربة. وردا على مداخلة الفرنسي، دافعت النائبة البرلمانية آنا ميرادا، من الكتلة القومية الجاليكية، عن اللقاء في وضع اتسم بإلغاء اتفاق الصيد البحري والفلاحي بين منطقة السبعة والعشرين والرباط.

“لدي نقطة حول القواعد وهي قبول جداول أعمال اللجان ومجموعات المراقبة، وفي هذه الحالة جدول أعمال INTA الذي بموجبه تم السماح لجبهة البوليساريو أخيرا بالدخول كممثل شرعي لشعب الصحراء الغربية. هذا هو احترام قواعد هذا البرلمان وأيضا لقرار محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، لذا لا تأتوا لتعديل ما هو قانوني ودولي”، ردت ميراندا، التي اعترفت – في تصريحات لصحيفة الإندبندينتي الإسبانية – بأن ” اليمين واليمين المتطرف يمارسان الضغوط”.

البوليساريو تدافع عن دعوتها

من جهتها أوضحت جبهة البوليساريو لهذه الصحيفة أن لديها ثقة كاملة في استمرار الدعوة. وأضافت أن “أغلبية لجنة التجارة والصناعة، رغم معارضة تييري مارياني، دعت جبهة البوليساريو إلى عرض موقفها ورؤيتها للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وهذا هو الموقف المنطقي والثابت الذي يتوافق مع روح حكم محكمة العدل الأوروبية.”

وأضافت جبهة البوليساريو بالقول: “إننا ندعو جميع المجموعات البرلمانية إلى حوار بناء ومفتوح وشامل لحل المشاكل وفقا للقانون الدولي والتقدم لصالح السلام والتنمية والتكامل بين الاتحاد الأوروبي والمغرب العربي وإفريقيا بشكل عام، وإغلاق الطريق أمام التوسعية والحروب التي تغرق أفريقيا والمغرب العربي وتفقرهما وتخلق مناخا من المواجهة وعدم الاستقرار والفقر”، مؤكدة أن “زمن الاستعمار وكراهية الأجانب والظلم ونهب الموارد الطبيعية لأفريقيا قد رفضه الشعب الأفريقي وفشل”.

كما ترى البوليساريو أن “المواقف المتطرفة للسياسيين الفرنسيين وحكومتها الحالية هي التي أدت إلى فقدان تلك الدولة نفوذها في أوروبا وإفريقيا والعالم”، حيث اختتمت بالقول: “إن هذا الافتقار إلى التكيف والفهم هو الذي تغير الزمن الذي تمر به فرنسا المتواجدة في أزمة لأجله، لكننا على يقين من أن الشعب الفرنسي العظيم سيجد قادة يعرفون كيف يلهمونه مرة أخرى كما فعلوا في تاريخهم الغني”.