حراك طلابي مناهض في الجامعات المغربية المطبعة مع الكيان.. طلبة جامعة “الأخوين” يُطالبون بطرد شبان زاروا تل أبيب

نقلت وسائل إعلام مغربية أن حوالي 7 شبان من ضمن الوفد الذي نظم زيارة للكيان الصهيوني في الأسابيع الأخيرة، هم طلبة بجامعة الأخوين بإفران، مما أثار موجة غضب داخل أوساط الجامعة المذكورة لدى الطلبة وبعض الأساتذة الرافضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتشويه “صورة الجامعة المغربية”.

وأطلق عدد من الطلاب بجامعة الأخوين، عريضة على موقع “التغيير” لإدانة ما أقدم عليه هؤلاء الطلبة المنتسبين لجامعة الأخوين، وقالوا في عريضتهم إن هؤلاء “المطبعين” يتخذون موقفًا بكل فخر يتعارض مع جميع القيم والأخلاق التي نُعلم بها هنا في جامعة الأخوين الدولية.

وقال طلبة في جامعة الأخوين لموقع “لكم” المحلي طلبوا عدم ذكر اسمهم: “الغرض من الالتماس والعريضة التي تجمع التوقيعات قبل كل شيء إثبات أن بقية الطلاب ضد ما فعله “المطبعون” وحتى لا نكون مرتبطين بهم بأي شكل من الأشكال.

ونظم وفد من الشباب المغاربة الأسبوع الماضي، ضمن ما يسمى بـ”جمعية شراكة” زيارة خاصة لإسرائيل، في ظل حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني وعمليات التقتيل الجماعي للمدنيين والأطفال.


وأظهر شريط فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاركة الوفد المغربي في حفلة رقص وغناء بأحد فنادق القدس المحتلة، إلى جانب مستوطنين مهجرين من شمال فلسطين المحتلة بسبب حرب الإسناد التي يشنها “حزب الله” على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة في إطار دعمه للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار دشن “تطبيع الجامعات”

في ماي سنة 2022، وقع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف الميراوي، أول اتفاقية تعاون –تطبيع- مع إسرائيل، تشمل الجامعات المغربية.

وقال رئيس مكتب الاتصال الصهيوني في المغرب، دافيد غوفرين، إنه شهد اليوم على ما وصفه بـ”حدث تاريخي” يتمثل في توقيع اتفاق بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربية، ووزارة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، بمقر الوزارة بالرباط. يهدف الاتفاق إلى توسيع التعاون بين جامعات ومراكز أبحاث البلدين وربط التواصل بين الطلبة والباحثين في المجال.

وفي أغسطس من عام 2022 شرع المغرب في تفعيل تعاونه مع إسرائيل في قطاع التعليم العالي، بمشاركة أول وفد من الطلبة المغاربة في فصل دراسي بجامعة إسرائيلية.

وقالت وسائل إعلام عبرية، إن أربعة طلاب مغاربة وصلوا إلى جامعة بن غوريون في النقب للمشاركة في فصل دراسي صيفي، في تعاون هو الأول من نوعه بين جامعة إسرائيلية ومغربية، في إطار برامج علوم البيانات والنظام الصحي بالجامعة، يجمع طلاب من جميع أنحاء العالم.

وسبق للاتفاقيات بين وزير التعليم العالي في المغرب واسرائيل، أن جرت عليها انتقادات من طرف الأساتذة الجامعيين، حيث إن النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي سبق واستنكرت بشدة، نشاطات حضرها إسرائيليون في الجامعات المغربية، محذرين من تكرارها.

وقال إيال دافيد، نائب رئيس مكتب الاتصال الاسرائيلي في الرباط، إن الجامعة الدولية بالرباط تستضيف أول طالب إسرائيلي في إطار برنامج تبادل دراسي لمدة فصل دراسي كجزء من شراكتها مع جامعة بن غوريون في النقب، مضيفا أن “هذه مجرد البداية، ونتطلع إلى تعزيز المزيد من التبادلات الثقافية بين الطلاب الإسرائيليين والمغاربة في المستقبل”.

في ظل حرب الإبادة.. جامعات مغربية تصطف إلى “إسرائيل”

ومنذ 7 من أكتوبر من العام الماضي، حيث بدأت إسرائيل في شن حرب إبادة واسعة على الشعب الفلسطيني، اتخذت بعض الجامعات المغربية موقفا لصالح الكيان الصهيوني، وطبعت معه العلاقات وسط استمرار المجازر في حق الشعب الفلسطيني، كانت على رأسهم جامعة محمد السادس في بنجرير، التي رفضت قيام الطلبة بأنشطة داعمة لفلسطين.

وفي نهاية الموسم الدراسي الجاري، حينما علمت جامعة محمد السادس ببنجرير، بخبر قيام الطلبة أثناء حفل تسليم الشواهد بارتداء الكوفيات الفلسطينية والتضامن مع فلسطين، أعلنت إلغاء هذا الحفل حتى الآن.

وتزامنا مع استمرار الحراك الطلابي في الجامعات الغربية دعما للفلسطينيين في حرب الإبادة الإسرائيلية التي يتعرضون لها منذ العام الماضي، طالبت النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بقطع الشراكة التي تجمعها بجامعة حيفا الإسرائيلية.

غضب ضد عميد كلية ابن مسيك

ويوم الأحد 14 يوليو الجاري، أقدم عميد كلية ابن مسيك، الذي كان مجرد ضيف شرف لدى المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء، على رفضه تسليم جائزة تخرج لإحدى الطالبات، وطلب منها نزع الكوفية الفلسطينية، لكن إدارة المدرسة العليا تدخلت لتدارك الأمر، وتسليم الطالبة شهادتها، مما تسبب في حرج لعميد الكلية.

طالب طلاب المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء، بفتح تحقيق في واقعة رفض عميد كلية العلوم بنمسيك، توشيح طالبة متفوقة في مؤسستهم، بسبب حملها للكوفية الفلسطينية.

وأصدر مكتب الطلاب في المدرسة العليا للتكنولوجيا بيانا استنكاريا، يوم الأحد، يستنكرون فيه بشدة ما وقع عشية يوم السبت 13 يوليو بمؤسستهم، وقالوا “شهدنا موقفًا مؤسفًا وغير مقبول من عميد كلية العلوم بنمسيك، الذي رفض تسليم الجائزة لطالبة متفوقة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية، معتبراً ذلك طرحًا لقضية سياسية”.

وأكد الطلاب أن هذا التصرف أثار استياء وغضب الحضور من أطر تعليمية، وأولياء أمور الطلبة، والطلبة أنفسهم، معتبرين أن فيه “إهانة للقيم الأكاديمية والإنسانية التي تقوم عليها مؤسساتنا التعليمية”.

ويقول الطلاب إن ارتداء الكوفية الفلسطينية “هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهو حق يكفله الدستور المغربي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان”، مطالبين بضرورة احترام حقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم بشكل سلمي وحضاري.

وطالب الطلبة جميع المسؤولين في المؤسسات التعليمية بالالتزام بمبادئ النزاهة والعدل واحترام حقوق الطلبة، إلى جانب مطالبتهم بإجراء تحقيق عاجل في هذه الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل.

وعبر مكتب الطلبة، عن تضامنه مع الطالبة المتفوقة وحقها في التكريم والاعتراف بجهودها وإنجازاتها الأكاديمية، ملتزما بالدفاع عن حقوق الطلاب وحريتهم في التعبير والمشاركة الفعالة في قضاياهم الوطنية والإنسانية.