نــــــــــــشر الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي مقالا على موقع ”الجزائر الآن” تــحدث فيه عن القرارات التي أعلنها الاتحاد الافريقي لكرة القدم يوم امس الأربعاء و التي تقضي بمنح المغرب تنظيم بطولة افريقيا لـسنة 2025 و الثلاثي أوغندا كينيا و تنزانيا بطولة 2027 .
و قال حفيظ دراجي في مقاله : بقدر ما كان فوز المغرب بتنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 ، مرتقبا و منتظرا، ومستحقا في نفس الوقت خاصة بعد انسحاب الجزائر، زامبيا، السنغال ونيجيريا رفقة بينين من السباق ، بقدر ما كان فوز الثلاثي (كينيا وأوغندا وتنزانيا) بدورة 2027 مثيرا للسخرية، خاصة وأن منتخباتها تستقبل مبارياتها خارج أراضيها بسبب عدم توفرها على ملاعب تستوفي شروط الكاف، حتى أن أوغندا استقبلت الجزائر في الكاميرون الشهر الماضي، وكينيا وتنزانيا ، كانت إلى وقت قريب تستقبلان خارج قواعدهما، ومع ذلك كان أعضاء اللجنة التنفيذية سيصوتون لصالح الثلاثي على حساب الجزائر قبل انسحابها، وهي التي تتوفر على ملاعب عالمية و بنية تحتية ومنشآت قاعدية سمحت لها باحتضان الألعاب المتوسطية والعربية وبطولة كأس أفريقيا للمحليين و كأس أفريقيا للناشئين في سنة واحدة.
و أضاف :خيارات أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي أكدت بما لا يدع أي مجال للشك أن انسحاب الجزائر كان قرارا استباقيا صائبا لأن اختيار منظم دورة 2027، لم يكن يخضع للمعايير والمقاييس والشروط المطلوبة، ولا يمت بأية صلة لما هو معمول به في باقي القارات، وبأن كل شيء كان مقررا قبل تقديم الملفات وزيارات لجان المعاينة و التفتيش ، و قبل اجتماع المكتب التنفيذي البارحة ، خاصة وأننا لم نسمع عن الملف الثلاثي من قبل ، ولم نقرأ عن ملاعب ومنشأت جاهزة في البلدان الثلاث، بينما صنعت الجزائر الحدث على مدى سنتين ماضيتين بإنجاز ملاعب جديدة واعادة ترميم ملاعب أخرى قديمة، وإطلاق مشاريع مركبات رياضية أخرى في جنوب الجزائر على غرار ورقلة وبشار، وكذلك مركب قسنطينة العالمي الذي رفع عنه التجميد و ملعب سطيف المنتظر أن يكون تحفة بكل المقاييس ، وكل هذه الملاعب العالمية والمرافق المنتظر تشييدها تضاف الى كل المرافق التي تملكها الجزائر ، وتلك التي تنجزها .
و تابع :عندما نستذكر الحالة المزرية لملاعب وفنادق الكاميرون التي احتضنت النسخة الماضية من البطولة، ونعلم أن الملعب الرئيس الذي يحتضن افتتاح نهائيات كأس الأمم المقبلة في كوت ديفوار لم يجهز بعد، ونحن على بعد ثلاثة أشهر عن البطولة، ندرك ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الكاف ، التي تحفظت لجانها عند زيارتها للجزائر على نوعية كراسي منصة الصحفيين التي يمكن تغييرها في اقل من 24 ساعة ، وتحفظت على حجم الأبواب المؤدية إلى غرف الملابس والتي يمكن توسعتها في ظرف ساعة واحدة ، لكن بالمقابل أبدى أعضاءها في تصريحاتهم إعجابهم ورضاهم عن التنظيم الرائع لبطولة كأس افريقيا للاعبين المحليين ، وكأس افريقيا للناشئين، والفنادق التي آوتهم ، واحتضنت اجتماعاتهم.
و واصل :الكاف قررت “بايعاز” من زمان حرمان الجزائر من تنظيم الحدث القاري ،رغم انجازها لخمس ملاعب جديدة في براقي ، الدويرة ، تيزي وزو ، و وهران، وأعادت ترميم ملاعب قسنطينة و، عنابة و خمسة جويلية في العاصمة، وتملك أكثر من خمسين ملعبا سعتها بين 15 ألف و 80 ألف متفرج ، و 58 مطار ، و45 ميناء على امتداد ساحل طوله 1600 كلم، وشبكة طرقات هي الأكبر في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا تتعدى 128 ألف كلم، إضافة الى أكثر من ألف فندق على امتداد التراب الوطني من ثلاثة إلى خمسة نجوم، ناهيك عن 23 مستشفى جامعي و حوالي 6000 مؤسسة رعاية صحية ،وو أكثر من 1700 مستوصف، دون احتساب العيادات و المؤسسات الصحية الخاصة المنتشرة في البلد القارة.
و أضاف :فوق كل هذا وذاك تتوفر الخزينة العمومية في الجزائر على أكثر من 60 مليار دولار، بامكاننا أن نشيد بها بلدا جديدا، في حين تغرق دول افريقية كثيرة في ديون تفوق بعضها المائة مليار ، قد تتراجع في أي لحظة عن تنظيم البطولات كما فعلت من قبل عندما كان الاتحاد الأفريقي في مأزق ، لا يجد من ينظم مختلف بطولاته، مثلما هو الحال بالنسبة لبطولة المحليين التي لم تجد من ينظم نسختها القادمة خاصة بعد أن رفعت الجزائر سقف التنظيم عاليا عندما أعادت لها الروح وزادت من قيمتها بشهادة الجميع.
و إختتم قائلا :مقابل كل هذا يجب أن نقر أننا أخطأنا عند تقديم ترشحنا دون ضمانات، وتأخرنا في إعلان انسحابنا عندما أدركنا أن الأمور محسومة من زمان، وكنا على نياتنا عندما وضعنا ثقتنا في جهات غير موثوقة، وعلى نياتنا عندما استصغرنا ما يحاك ضدنا ، لذلك يجب التعويل على أنفسنا ، وتقوية مؤسساتنا الرياضية لتطوير منظومتنا الرياضية والكروية حتى تركز على الفوز بالبطولات أينما نظمت لأن التتويج أهم من التنظيم في كثير من الحالات.