الرئيسية / الرياضة

حفيظ دراجي في مقال كتبه على موقع ”الجزائر الآن” : هل دخل الخضر عهدا جديدا؟

حجم الخط : +-

كتب الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي مقالا على موقع ”الجزائر الآن” تــحدث فيه عن المنتخب الوطني الجزائري بعد الفوز على منتخب النيجر و بعد التغييرات الكبيرة التي قام بها الناخب جمال بلماضي على مستوى تشكيلة المنتخب .

و تطرق حفيظ دراجي للعديد من المواضيع التي تخص المنتخب الوطني الجزائري بعد الانتصار الاخير الذي حققه امام منتخب النيجر و الذي قربه من ضمان التأهل بشكل رسمي الى نهائيات كأس امم افريقيا المقرر اقامتها في كوت ديفوار العام المقبل.

و كتب حفيظ دراجي : الخرجة الأخيرة للمنتخب الجزائري لكرة القدم أمام النيجر برسم الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم افريقيا 2023، كانت محط أنظار عشاق الكرة في الجزائر وخارجها لمعرفة الشكل الجديد للخضر بالوجوه الجديدة التي استدعاها المدرب جمال بلماضي ، والتي وصفها البعض بأنها مؤشرات ثورة في التشكيلة، وقال عنها البعض الأخر أنها بداية تحولات مرتقبة على مستوى منظومة لعب المنتخب وتركيبته التي شهدت لأول مرة انضمام سنة لاعبين جدد ، من بينهم خمس لاعبين مزدوجي الجنسية اختاروا اللعب للجزائر ، شارك ثلاثة من بينهم في المباراة التي ظهر فيها الخضر بوجهين مختلفين وحققوا فيها فوزا صعبا لكنه مستحقا في اللحظات الأخيرة من اللقاء ، مما خلف ردود فعل متباينة في الأوساط الاعلامية والفنية والجماهيرية، يشوبها التفاؤل أحيانا والتشاؤم أحيانا أخرى، بينما فضلت غالبيتها التريث قبل إصدار الأحكام .

في مواجهة النيجر أقحم المدرب جمال بلماضي مدافع وولفرهامبتون في التشكيل الأساسي لأول مرة واعتمد على ثلاثي وسط ميدان مشكل من بن ناصر، بن طالب وبوداوي، كلفه بالاسترجاع وصناعة اللعب في نفس الوقت أمام منتخب نيجيري غلق المنافذ في وجه محرز وبلايلي ، ومنع وصول الكرات الى أندي ديلور، بل تمكن من مباغتة الدفاع بتسجيل هدف أول وتضييع فرصة هدف ثاني في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول الذي كان تعيسا وعقيما من جانب الخضر مما أدى بالمدرب جمال بلماضي الى احداث تغييرات على مستوى منظومة الهجوم مع بداية الشوط الثاني باقحام الثنائي بونجاح وعمورة ، فتمكن الخضر من تعديل النتيجة، ثم تحسين المردود باقحام الثنائي فارس شايبي وبدرالدين بوعناني اللذان صنعا فرصة الهدف الثاني الذي وقعه رياض محرز في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
فوز المنتخب الجزائري الصعب والمنطقي جنب بلماضي والمجموعة انتقادات شديدة من محللين غير مؤيدين لخياراته ، وإعلاميين آخرين كانوا يتربصون اخفاقه بسبب غروره وعناده وتعاليه، وعدم تقبل الانتقادات والملاحظات، كما أن المردود المقبول نسبيا للاعبين الجدد وكل الفريق في الشوط الثاني ، خفف من حجم الضغوطات والانتقادات للخيارات الجديدة للمدرب التي اعتبرها البعض ثورة جديدة بعد الاخفاقين المتتاليين في كأس أمم أفريقيا وكأس العالم، بينما صنفها البعض الآخر ضمن خانة تغييرات اضطرارية بسيطة، يراد منها ضخ نفس جديد في الفريق مع الحفاظ على نفس الخيارات الفنية بأسماء لا تتغير وكأنها من الثوابت على غرار ماندي وبلايلي ، وأسماء أخرى تتغير كل مرة بسبب وبدون سبب مثل بن رحمة وأدم وناس على سبيل المثال .

لكن رغم الفوز لم يسلم بلماضي وبعض اللاعبين من الانتقادات خاصة اصراره على الاعتماد على بلايلي رغم الاصابة وتراجع مستواه، و على المدافع ماندي رغم نقص المنافسة لديه، اضافة الى خيار اللاعب بثلاثة لاعبين في الارتكاز يقومون بنفس الدور لم يتحسن مردودهم إلا عندما خرج هشام بوداوي وعاد بن ناصر الى مهامه الأصلية كوسط ارتكازي، كما اعتبروا تدعيم الفريق بلاعبين شباب يفتقدون للخبرة والتجربة بمثابة مغامرة لن تنفع خاصة إذا أساء توظيفهم والاستثمار في قدراتهم، وأصر على اللعب بنفس الأسلوب والنمط الذي لم يتغير سوى مرة واحدة كانت بمناسبة المباراة الفاصلة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم أمام الكاميرون ذهابا وأيابا، عندما لعب بثلاثة مدافعين في الارتكاز .

البعض الأخر من المحللين ثمن تغييرات جمال بلماضي و ردة فعل لاعبيه في الشوط الثاني للمباراة و التي كانت موفقة ، سمحت باستعادة توازن الفريق وتحقيق الفوز الصعب في اللحظات الأخيرة ، واعتبرت استدعاء لاعبين جدد بمثابة نفس جديد يزيد من حدة المنافسة على المناصب ويحفز اللاعبين على بذل مزيد من الجهد للفوز بثقة المدرب و دعم الجماهير ، ويشجع لاعبين آخرين من مزدوجي الجنسية على اختيار اللعب مع المنتخب الجزائري مستقبلا ، لكن رغم ذلك لا يمكننا الحديث عن بداية عهد جديد بنفس جديد لمجرد تدعيم المنتخب بوجوه جديدة ، بقدر ما نعتبرها مرحلة انتقالية ضرورية في حياة منتخب، تقتضي إعادة النظر في بعض القناعات والخيارات التي تجاوزها الزمن و كلفتنا الإقصاء من كأس العالم الأخيرة.

غدا سيكون الموعد مع مباراة العودة ضد النيجر ضمن الجولة الرابعة من تصفيات كأس أمم افريقيا ، والتي ينتظر أن تشهد بعض التغييرات في التركيبة وأسلوب اللعب يؤدي الى تحسين المردود وتبديد الشكوك ، وبالتالي اعادة الثقة في صفوف المدرب واللاعبين ، والطمأنينة في نفوس الجماهير التي لا تزال وفية لمنتخب بلدها ومدربه ولاعبيه مهما كانت الظروف حتى ولو غضب أحيانا، وانتقد الخيارات والمردود أحيانا أخرى، اذا لا يجب أن ننسى أنها الجماهير الوحيدة في العالم الذي وقفت مع مدرب ولاعبين أخفقوا مرتين في ظرف شهرين باحتلالهم المركز ما قبل الأخير في نهائيات كاس أمم افريقيا ، وفشلهم في التأهل الى كاس العالم على ميدانهم..

مقالات ذات صلة

بالــفيديو…هدف شايبي في مرمى هايدنهايم

01 ديسمبر 2024

بالـفيديو…أسيست بن رحمة الرائع ضد نيس

01 ديسمبر 2024

بالفيديو…هدف دروفال في مرمى بريشيا

01 ديسمبر 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.