حفيظ دراجي : لم يعد بإمكان جمال بلماضي الاستمرار مع المنتخب ؟

حفيظ دراجي : لم يعد بإمكان جمال بلماضي الاستمرار مع المنتخب ؟

نــــــشر الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي مقالا على موقع ”الجزائر الآن” تحدث فيه عن مستقبل الناخب الوطني جمال بلماضي مع المنتخب الوطني الجزائري .

و قال حفيظ دراجي :الى غاية البارحة لم يرد المدرب جمال بلماضي على مقترح رئيس الاتحاد الجزائري وليد صادي بقبول تعويض راتب ثلاثة أشهر لفك الارتباط وديا بعد الفشل الثاني على التوالي في نهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار ، رغم التزامه بالرد بعد 24 ساعة من لقائهما الأول ، ورحيل كل طاقمه الفني الذي وافق على فسخ العقد بالتراضي مقابل حصول أعضائه على راتب شهرين ، ما جعل بلماضي وحيدا يصعب عليه الاستمرار في ظل انقسام الجماهير الكروية بين متذمر وأخر متعاطف ، وتراجع دعم اللاعبين الذين أعتذر بعضهم في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي دون أدنى إشارة الى مدربهم رغم اعلانه مغادرته العارضة الفنية في غرف الملابس بعد نهاية مواجهة موريتانيا.

و تابع :كل المعطيات تشير الى أن جمال بلماضي لن يكون بمقدوره الاستمرار مع المنتخب من الناحية الفنية والمعنوية والأخلاقية، بعد فشله الثالث على التوالي في ظرف سنة واحدة ، خرج فيها من الدور الأول في دورة الكاميرون، ثم أقصي من التأهل الى مونديال قطر شهران بعد ذلك، وخرج من الدور الأول مجددا في نهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، دون أن يحقق أي فوز في النهائيات، وهي أرقام تحمل دلالات أكثر من تلك التي تحملها 35 مباراة دون هزيمة، وستة هزائم في 67 مباراة على مدى خمس سنوات ، كانت حاسمة و كافية لتقصي الجزائر في مواعد رسمية هامة ، ناهيك عن تقسيم الرأي العام بين مؤيد ومعارض له، رغم أن منتخب الكرة كان دوما جامعا بين الجزائريين لا يختلف على حبه والتعلق به اثنان، تحول في عهد بلماضي الى سببا في الاحتقان السائد اليوم.

و أضاف :بلماضي لن يكون بمقدوره الاستمرار بعد أن رحل كل طاقمه الفني و بلغ درجة من الإفلاس الفني والتكتيكي وعدم القدرة على التجديد رغم تواجد عدد كبير من اللاعبين المتميزين والمواهب الشابة التي لم يقدر على استغلالها والاستثمار فيها ، فوجد نفسه يشارك في البطولة ب 15 لاعبا من المتوجين بكأس أمم إفريقيا 2019، و تشكيلة أساسية مكونة من 7 لاعبين كانوا أساسيين خمس سنوات من قبل في القاهرة، حيث تراجع مردود المنتخب ومستوى ركائز الفريق ، ما يقتضي تغيير المدرب ورحيل بعض اللاعبين الذين لم يعد بإمكانهم إعطاء المزيد ، وانتداب مدرب آخر جديد بفكر جديد وفلسفة كروية جديدة واستراتيجية تعامل حديثة مع اللاعبين و كل الفاعلين في الوسط الكروية الجزائري والافريقي والعالمي.

و واصل :لن يكون بمقدوره الاستمرار من الناحية الأخلاقية والمعنوية بعد الاختلاف الذي حصل بينه وبين رئيس الاتحاد الجزائري الذي يبدو مصرا على رحيله، وبعد تدهور علاقاته مع بعض اللاعبين، وجزء كبير من الصحافيين والمحللين والرأي العام الوطني الذي انقسم بين مؤيد متعاطف معه تحركه مشاعره تجاه الرجل الذي صنع فرحته في زمن الغضب ، وبين معارض له يعتقد أنه فشل ويجب أن يرحل مثل غيره ممن سبقوه، تجنبا لفشل أكبر في بلوغ مونديال 2026، يكون بمثابة صدمة رابعة لا يمكن قبولها وتحملها هذه المرة من مدرب يصنف ضمن السبعة الأعلى راتبا في العالم ، استهلك أربع رؤساء اتحادات راحوا ضحايا الدعم الرسمي والشعبي الذي حظي به لمجرد أنه كان صاحب الفضل الكبير في التتويج بكأس أمم إفريقيا 2019.

ليضيف قائلا :الدعم الذي لقي بلماضي لم يسبق له مثيل في تاريخ الكرة الجزائرية منذ الاستقلال ، حيث كان بعض من سبقوه يرحلون لمجرد تعثر في مباراة ودية فما بالك بالإخفاق في ثلاث بطولات رسمية متتالية في ظرف سنة واحدة ، لم تشفع له فيها أرقام قياسية اتضح مع الوقت بأنها بلا معنى لأن فيرغسون رحل عن المان يونايتد تاركا خلفه خزائن معبأة بالألقاب والكؤوس، وزيدان غادر الريال بعد تتويجه بدوري الأبطال، و مورينيو واحد من أفضل مدرب العالم أقيل أربع مرات مع نواديه المختلفة، ويورغن كلوب سيرحل نهاية الموسم من الباب الواسع رغم فوزه بكأس العالم للأندية مع ليفربول ودوري الأبطال والدوري الانجليزي.

و تابع : بقاء بلماضي أو رحيله غير مطروح للاستفتاء في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي بين جماهير تحركها العواطف أكثر مما تؤثر فيها النتائج السلبية والإخفاقات المتكررة ، وبلغت درجة المطالبة بإقالة كل الصحافيين والمحللين والجماهير التي تنتقد بلماضي وتعتقد أنه أخفق، وتزيد من توسيع دائرة الشرخ الحاصل في الوسط الكروي ، وتشجع الاخفاق والفشل ، في وقت صرنا بحاجة الى مدرب يشبه بلماضي سنة 2019 الذي بعث في المنتخب نفسا وروحا ونسقا ، وبحاجة الى خيارات فنية جديدة تستثمر في المواهب الكثيرة المتوفرة اليوم ، والتي لايمكنها أن تغيب عن مونديال 2026.

و إختتم قائلا :أفضال بلماضي على المنتخب لا ينكرها إلا جاحد، لكن أفضال الجزائر عليه لا يمكن نكرانها أيضا، مثلما لا يمكن إغفال التراجع الذي بلغه المنتخب والإخفاقات المتكررة منذ سنة ، والتي تقتضي فك الارتباط وديا بكل الاحترام المتبادل ، مع ضمان حقوق كل طرف طبقا للقانون والعقد المبرم بينهما، مهما كانت طبيعة العقد وبنوده التي كانت في صالح المدرب سواء في الأصل سنة 2018 أو عند تمديده وزيادة راتبه السنة الماضية مباشرة بعد الإقصاء من مونديال قطر مكافأة له على إخفاقه.