نــــــشر الاعلامي الجزائري حفيظ دراجي مقالا على موقع الجزائر الآن تحدث فيه عن أخر المستجدات بخصوص الانتخبات المرتقبة لـرئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم فاف .
و قال حفيظ دراجي : في مقال سابق تحدثت عن إقناع واقتناع رئيس الاتحاد السابق محمد راوراوة للعودة الى رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم ، لكن يبدو أن نفس الاقناع والاقتناع الذي ترسخ مع الوقت سيخلص الى تمهيد الطريق نحو المرشح وليد صادي لقيادة السفينة بشكل مباشر رفقة مكتب فيدرالي مشكل من وجوه جديدة ، على أن يتم تعيين محمد راوراوة رئيسا شرفيا في أول جمعية عمومية للاتحادية تكريما للرجل الذي التزم بمرافقة الرئيس المقبل لاعادة قطار الفاف الى السكة وتجاوز كل همومه ومشاكله التي تراكمت لسنوات ، وهو السيناريو الأقرب الى التحقيق في ظل تسريبات تفيد بتراجع كل من المدرب السابق للمنتخب الجزائري مزيان إيغيل ورئيس الرابطة الوطنية المحترفة عبدالكريم مدوار ، وكذا الأمين العام الحالي للاتحادية منير دبيشي الذي لم يتلقى الضوء الأخضر من الوصاية.
مهلة تقديم الترشيحات التي تم تمديدها بأسبوعين تنتهي الأحد المقبل دون مفاجئات تذكر بعد أن أدرك الجميع أن وليد صادي سيكون الأوفر حظا لترأس هيئة مفلسة من كل الجوانب ، مقبلة على مواعيد هامة وتحديات داخلية وخارجية كبيرة ومتعددة ، تقتضي مرافقة خاصة من طرف السلطات العمومية ، ليس فقط من الناحية المادية، بل من كل الجوانب المعنوية والأخلاقية لإنقاذ الكرة من الاختطاف الذي تعرضت له على مدى سنوات من طرف عصابة راحت تبيع وتشتري في كل شيئ بما في ذلك التجارة في لاعبين شبان من خلال التلاعب بالقوانين و عقود صفقات الانتقالات خلال السنوات الماضية، وشراء الذمم على حساب القيم والأخلاق التي تحكم ممارسة كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر والعالم.
من وصفها الاعلام الجزائري بعصابة سيدي موسى حاولت في الأيام الماضية عن طريق أذرعها الإعلامية دعم مرشحها للتغطية على فضائحها السابقة في تسيير الاتحادية ، لكن محاولات ايجاد من ينقذها من المحاسبة باءت بالفشل خاصة وأن الفاتورة صارت غالية اثر تراكم ديون فاقت 500 مليار سنتيم بعد تبذير أكثر من 700 مليار سنتيم في مضاعفة رواتب الموظفين والفنيين ومشاريع مراكز تكوين لم ترى النور، وفي اعادة ترميم مركز المنتخبات الوطنية بسيدي موسى كل سنة، وشراء لوازم المنتخبات الرياضية من الألبسة بتكاليف باهضة بعد أن كانت شركة أديداس تغطي حاجياتها وتدفع الأموال للاتحادية، دون احتساب تضييع صفقات اشهار مع ممولين محليين وأجانب رغم تتويج الجزائر بكأس إفريقيا سنة 2019 .
مهمة الرئيس والمكتب الفدرالي المقبل في اعادة ترتيب البيت الكروي تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة في ظرف وجيز ، خاصة وأن الأمر يجب أن يمر عبر عملية تقييم شاملة من طرف مكتب مختص أو لجنة تحقيق مستقلة تكشف الاختلالات وتحدد المسؤوليات ، ومن ثم تحدد الأولويات ضمن ورقة طريق محددة في الزمن تتولى مهام مطابقة اللوائح مع قوانين الجمهورية ، واعادة النظر في ملف الاحتراف و الرابطة الوطنية المحترفة وكل الرابطات الجهوية والولائية التي تبقى بحاجة الى نفس جديد و وجوه جديدة ونظام منافسة جديد يواكب الظرف ، ناهيك عن اعادة النظر في تركيبة وعمل المديرية الفنية والمنتخبات الوطنية والأندية المحترفة والهاوية ، و تكوين المؤطرين ، وكذا إعادة النظر في مشاريع مراكز التكوين التي تبقى من صلاحية الأندية وليس الاتحادية .
الرئيس القادم للاتحاد الجزائري مطالب باعادة التأسيس مجددا للهيئة الكروية وأخلقة الوسط الكروي، والبحث عن مصادر تمويل جديدة لتسديد الديون المتراكمة ومواجهة التحديات القادمة في مجالات التنظيم والتأطير والتكوين والتحكيم، ومطالب بأن يخوض المعركة الخارجية مع الهيئات الكروية القارية والجهوية والدولية، وهو الأمر الذي يتطلب تظافر جهود الدولة بمختلف مؤسساتها مع جهود كل الاطارات الرياضية دون إقصاء أو تمييز حتى نسمح لبروز كفاءات فنية وإدارية جديدة تعيد الاعتبار للدوري المحلي والأندية والمنتخبات الوطنية بكل أصنافها.
وليد صادي أم غيره لن يكون بمقدوره انقاذ السفينة لوحده ، لأن المياه غمرتها من كل الجوانب، أما اذا ضيعنا الفرصة مرة أخرى ، فستغرق السفينة بركابها ، وعندها نحتاج الى مزيد من الوقت والجهد والمال والصبر على حال لا يليق بكرتنا وبلدنا.