حفيظ دراجي : هل يسمح للمنتخب الجزائري الفوز بكأس إفريقيا؟

حفيظ دراجي : هل يسمح للمنتخب الجزائري الفوز بكأس إفريقيا؟

نشر الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي على موقع ”الجزائر الآن” تـحدث فيه عن مشاركة المنتخب الوطني الجزائري في بطولة إفريقيا للأمم بكوت ديفوار و التي ستنطلق يوم السبت المقبل.

و قال حفيظ دراجي في مقاله : كل المؤشرات توحي بأن المنتخب الجزائري على أتم الاستعداد لخوض غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق بعد غد السبت في العاصمة الايفوارية كوت ديفوار التي وصلها البارحة على متن طائرة خاصة من العاصمة التوغولية لومي أين أنهى تربصا كان ناجحا بكل المعايير ، لم يتخلله أي مشكل أو عائق، مارفع منسوب التفاؤل في الأوساط الجماهيرية الجزائرية التي تتوقع مردودا طيبا بغض النظر عن النتيجة النهائية التي تخضع لمعطيات ذاتية وموضوعية، داخلية وخارجية نتحكم في جزئها الذاتي والداخلي، بينما تخرج المعطيات الموضوعية والخارجية عن نطاق السيطرة، خاصة تلك التي تتعلق بالطقس والمناخ وأرضيات الميادين ، والكواليس والمكائد التي يرتقب أن يتعرض لها المنتخب الجزائري ، الذي لايراد له التألق والتتويج بعد أن بلغ العداء للجزائر ذروته في عديد المجالات منذ سنوات.

و أضاف :الاتحاد الجزائري لكرة القدم قام بواجبه وأكثر من خلال توفير الظروف الملائمة والضرورية لتحضير المنتخب ، بما في ذلك إجراء تربص تحضيري في العاصمة التوغولية لومي ، وفي نفس الظروف المناخية الايفوارية، وحجز فندق خاص بالفريق بعيدا عن القرية الافريقية التي خصصتها لجنة التنظيم للمنتخبات المشاركة ، كما أن أرضية ملعب بواكي الذي يحتضن مباريات المنتخب تسمح بتقديم مردود أفضل باعتبارها من أحسن أرضيات البطولة، دون أن الدعم الجماهيري والاعلامي والرسمي الذي يحظى به المنتخب الجزائري بعد أن نسي الجميع كل الاخفاقات السابقة ، واصطف الكل حول الطاقم الفني ولاعبيه الذين يخوضون الدورة بنية تدارك ما فات والثأر من القدر الذي أخرجهم من الدور الأول في كان الكاميرون، وحرمهم من المشاركة في مونديال قطر.

و واصل :استجابة الاتحاد الجزائري لكل حاجيات المنتخب، وثراء التشكيلة والخيارات الفنية الكثيرة التي يتوفر عليها جمال بلماضي، وكذا التزام اللاعبين وانضباطهم وشعورهم بالمسؤولية ، تشكل كلها أسباب نجاح لاشك فيه ، أو على الأقل عوامل توحي بتقديم مردود كبير ومستوى جيد ، يعد بتحقيق نتيجة مرضية ، رغم قوة المنافسين وتعدد المرشحين للفوز باللقب هذه المرة على غرار منتخب البلد المنظم كوت ديفوار، السنغال ، المغرب ، مصر، تونس ، نيجيريا والكاميرون ، وغيرهم من المنتخبات التي تطورت كثيرا خلال الفترة الماضي ، لكن يبقى الهاجس الكبير هو لعبة الكواليس التي لا تستثني حتى الأمور البسيطة، أو تلك التي لاتخطر على بال أحد، ليس من أجل الفوز على الجزائر، بل لكي تمنع الجزائر من تحقيق اللقب الذي يعتبره البعض خسارة بالنسبة اليهم، لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر حتى في الجزئيات البسيطة والتفاصيل البعيدة عن الميادين والمواجهات الكروية بين اللاعبين.

و تابع :الضغط على الجزائريين سيكون كبيرا ، حتى ولو كان الضغط الإيجابي ضروريا في مثل هذه البطولات والظروف النفسية التي يخوض فيها المنتخب الجزائري البطولة بمجموعة متجانسة ، تجمع بين خبرة القدامى الذين يأملون في تعويض ما فاتهم، وحيوية وشباب الجدد الذين يسعون الى التأكيد وتحقيق انجاز تاريخي كبير في ظروف تزيد من صعوبتها الظروف الموضوعية والخارجية التي تتجاوز الإطار الفني رغم اقرارنا بقوة المنافسين وقدرتهم على الظفر باللقب القاري الرابع والثلاثين في تاريخ القارة ، في ظروف وأجواء استثنائية، لا يكون فيها الفوز للأقوى ولا للأفضل بالضرورة ، بل لمن يتحكم في تفاصيل أخرى غير رياضية ولا أخلاقية ، ينتظر أن يتعرض لها المنتخب الجزائري.

و أضاف :مهمة المنتخب الجزائري صعبة من الناحية الفنية، لكنها ليست مستحيلة ، ويبقى كل شيئ وارد و ممكن حتى ولو اجتمعت كل الظروف لكي تعيقه عن تحقيق نتيجة تليق بقيمة الفريق ومجهوداته والامكانيات التي توفرت لديه أكثر من أي وقت مضى ، وأحسن مما توفرت لغيره من المنتخبات التي يسعى بعضها للفوز باللقب، ويسعى البعض الأخر لمنع المنتخب الجزائري من التتويج ، في ظاهرة تنامت خلال الفترة الماضية ، حتى صارت الجزائر عقدة عند البعض ، ويجب معاقبتها عند البعض الأخر بسبب مواقفها ومواهبها و طموحات أبنائها التي يجب تحطيمها بكل الوسائل والطرق ، وكأن سعادتها تزيد من تعاسة غيرها ، رغم اقرارنا بقوة الأخرين وأحقيتهم في التتويج بلقب قاري نتمنى أن يحسم فوق الملاعب وليس في الكواليس ولا تحت الطاولات ..

ليختتم قائلا :لن ننتظر أن يسمح لنا بالفوز، بل سنسعى لتحقيق ذلك، واذا خسرنا لن ننهزم ولن ننكسر لأن الأمر بالنسبة الينا هو مجرد بطولة كروية قارية ، نتمنى أن يكون فيها الفوز للأفضل كرويا .