حاوره موسى بوغراب
مرحبًا بك، عمي “لخضر جرادة”، يُعتبر نضالك جزءًا مهمًا من تاريخ الجزائر. كيف بدأت رحلتك إلى فرنسا في عام 1957؟
عمي “لخضر”: أهلاً وسهلاً، بدأت رحلتي مع صديقين، بلعباس دلولة ورحمون سعد. وصلنا أولاً إلى مدينة ليون، ثم انتقلنا إلى نورد لافرونس، حيث مكثنا 12 يومًا، بعدها توجهت مع المرحوم بلعباس إلى مدينة كني تورج قرب الحدود الفرنسية الألمانية.
وماذا حدث بعد ذلك؟
عمي “لخضر”: عشت مع الأخ البصري مصطفى بن بن عزوز، الذي كان يعمل في مصنع للحديد. بعد فترة، حصلت على وظيفة كهربائي في أحد المصانع، وكان الفضل يعود إلى شخص يدعى شبيرة. خلال تلك الفترة، بدأنا نتواصل مع فيدرالية جيش التحرير.
كيف كانت الأوضاع في ذلك الوقت؟
عمي “لخضر”: كانت مليئة بالتحديات، كنا نكلف بجمع الاشتراكات لدعم قضيتنا الوطنية. مظاهرات أكتوبر 1961 كانت نقطة تحول، حيث خرج الآلاف مطالبين بحقوقهم، لكن الأمور تحولت إلى كابوس.
ماذا حدث في تلك المظاهرات؟
عمي “لخضر”: واجهنا قمعًا وحشيًا من الشرطة الفرنسية. اعتقلوا الكثيرين، وتم نقلنا إلى جسر “سان ميشال”، حيث تعرضنا لمعاملة همجية. أُلقي بنا في نهر السين، وكانت لحظات مأساوية.
كيف شعرت في تلك اللحظات؟
عمي “لخضر”: كانت لحظة مرعبة، مليئة بالخوف والرعب. فقدت الإحساس بكل شيء، ولكن برودة الماء أيقظتني من تلك الحالة. بدأت أشعر بالحياة من جديد، وقررت النضال من أجل البقاء.
بعد أن خرجت من النهر، ماذا حدث؟
عمي “لخضر”: توجهت نحو أحد المساكن القريبة. لكنني تعرضت لهجوم من كلاب الشرطة. كنت أظن أنني في مأمن، لكن الأمور كانت على وشك أن تصبح مأساوية. لحسن الحظ، سمع صاحب البيت نباح الكلاب.
كيف استقبلك صاحب البيت؟
عمي “لخضر”: كان قلقًا وطرح عليّ العديد من الأسئلة. عندما سألني: “من الذي أتى بك إلى هنا؟”، شعرت بالخوف وقلت ببساطة: “سقطت في نهر السين”. لم أستطع أن أخبره عن تفاصيل القمع.
كيف كانت تجربتك معهم؟
عمي “لخضر”: أبدى صاحب البيت، الذي عرفت لاحقًا أنه يُدعى “ميتو”، تعاطفًا كبيرًا. استقبلني أحسن استقبال، وشعرت بالأمان الذي كنت أفتقده. اكتشفت أنهم كانوا مناهضين لسياسات فرنسا.
هل كان لديك انطباع عن تأثير الحرب على الفرنسيين أيضًا؟
عمي “لخضر”: نعم، كان لديهم وعي عميق بالظلم الذي يتعرض له الشعب الجزائري. كان أحد أبنائهم مجندًا في الجيش الفرنسي، مما جعلني أدرك أن الحرب تؤثر على الجميع.
في الختام، ماذا تمثل حادثة نهر “السين” بالنسبة لك؟
عمي “لخضر”: تظل درسًا مهمًا في الكفاح من أجل العدالة والكرامة الإنسانية. تجربتي تُذكرني بأن الإرادة البشرية قادرة على مواجهة الصعوبات، وأن النضال من أجل الحقوق لا يتوقف.