الاثنين 14 جويلية 2025

حينما يتجرّد المحسوب على مهنة الصحافة من مسؤوليته أمام الوطن عندها ينبغي للجهات المختصة أن تتدخل

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
حينما يتجرّد المحسوب على مهنة الصحافة من مسؤوليته أمام الوطن عندها ينبغي للجهات المختصة أن تتدخل

كان ينبغي أن ننتظر حتى تمرّ أيام على زيارة الرئيس إلى ولاية تيزي وزو حتى نردّ على منشور أحد أشباه الصحافيين، الذي ينعدم لديه الحس بالمسؤولية بالكلية ويُفتضح عنده الغرض من امتهان الصحافة، بل ويصبح انتماؤه للجزائر غير مؤكّد ومدى التزامه أمام هذا الوطن الغالي محلّ شك.

المحسوب على زمرة الصحفيين المدعو عمار قردود وضع على صفحته المنشور قال فيه بالحرف الواحد: “رسميا وفعليا.. تيزي وزو تعود إلى حضن وطنها الأم الجزائر.”

طبعا المنشور واضح ولا يحتاج إلى أي تأويل، وصاحبه الذي كتبه كشف عن خلفيته النفسية المختلة والعقلية المضطربة، التي تزوّده بمشاعر وأفكار غير سوية تجاه الوطن، ولا يمكنه بعد أن ننعته بالخروج عن دائرة الوطنية وسقوطه في حضيض الإساءة للوطن، على أقل تقدير، أن يبرّر أو يحتج بإساءة فهمنا لمنشوره.

أن تقول تيزي وزو عادت إلى حضن الجزائر لا معنى له إلا أن هذه الولاية التاريخية المجاهدة، كانت بعيدة عن حاضنة الوطن، ولو تمعنا في ما ينبني على هذا المعنى سنجد اتهاما خطيرا لسكان الولاية بأنهم كانوا منقطعين عن الجزائر يقف وراءه، وهنا تتشعب التأويلات لكنها تؤول إلى الغاية ذاتها: نفي الوطنية عن ولاية بأكملها!!

وإلى جانب أن هذا الكلام المليء بالسموم يدحضه الاستقبال الشعبي الحاشد الذي حظي به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من قبل ساكنة تيزي وزو، ويفنده التاريخ الثوري لأبناء المنطقة البررة ومجاهديها الأشاوس، فإنه ينسجم إلى حد التطابق مع أفكار ظلامية وهدامة تحرص منظمة إرهابية تزعم انفصال منطقة القبائل عن الجزائر على نشره، بل ويلبي غرور ومطامع العملاء الخونة المنتسبين إلى هذا التنظيم المفلس.

أن تقول هذا الكلام في نفس توقيت الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى تيزي وزو يطرح تساؤلات عن المغزى من هذا المنشور والغرض منه، ومتى غابت تيزي وزو عن الجزائر حتى تعود إليها؟! وهل ارتمت أثناء هذا “الغياب” المزعوم في حضن آخر غير حضن أمّها الجزائر؟!

إنّ المسؤولية الصحافية تفرض على صاحبها التأني قبل نشر أيّ كلام ينبغي وضعه في ميزان الوطنية، وأي صحفي لا يمتلك هذا الميزان لا يجدر به أن يبقى في هذه المهنة ولو للحظة واحدة، لأنه حينما يكتشف الناس ذلك تصبح خلفيته وأهدافه وطموحاته عبارة عن مخزن ذخيرة مليء بالقنابل الموقوتة المتاحة لأيّ قارئ ساذج، لا يمكن لأحد توقع متى وأين تنفجر.

وهنا تقع المسؤولية على الجهات المختصة التي عليها أن تضع حدا لأمثال هذا المنتحل لصفة صحافي، وتجرّده من الأسلحة الخطيرة التي يُشهرها أمام الوطن وفي وجه الشعب، وإلا فإن العاقبة ستكون وخيمة والكارثة ستصبح مهولة إن لم تفعل، وهل ينبغي علينا أن ننتظر أن تتحول مؤسسته الإعلامية المعتمدة إلى دكان من دكاكين الفتنة أو وكر يُؤوي إليه مجنّدِي الطابور الخامس المتآمر على الوطن؟!

رابط دائم : https://dzair.cc/ls6a نسخ