في توضيح حول التصريحات التي أطلقها الشيخ أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والتي حرض فيها المغاربة على ما أسماه “الجهاد في الصحراء الغربية وتندوف”، صرح الاتحاد بأن “دستور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمسن ينص على أن الرأي الذي يسند إلى الاتحاد هو الرأي الذي يتم التوافق، والتوقيع عليه من الرئيس والأمين العام بعد المشورة، ثم يصدر باسم الاتحاد.”
الاتحاد العلمائي العالمي وبعد بيانه الذي صاغه عقب مشاورة رئيسه الريسوني، واتفاق مع أعضاء الأمانة العامة، يكون قد تنصل من مسؤوليته في التبرؤ مما صدر من تصريحات عدائية تجاه الجزائر لرئيسه، وبدلا من ذلك اكتفى بالتأكيد على أن التصريحات تلزم الرسيوني لوحده.
وأضاف بيان الاتحاد أنه “وبناء على هذا المبدأ فإن المقابلات أو المقالات لسماحة الرئيس، أو الأمين العام تعبر عن رأي قائلها فقط، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد.”
وفي خرجة ذات الهيئة الغريبة، راح أعضاء أمانتها يغطون على تصريحات رئيسهم المنافية للإسلام، مشيرة إلى أن “ما تفضل به فضيلة العلامة الريسوني في هذه المقابلة أو في غيرها حول الصحراء هذا رأيه الخاص قبل الرئاسة، وله الحق في أن يعبر عن رأيه الشخصي مع كامل الاحترام والتقدير له ولغيره، ولكنه ليس رأي الاتحاد.”
وفي النقطة الثالثة من البيان التوضيحي، ناقض الاتحاد نفسه بقوله: “من المبادئ الثابتة في الاتحاد أنه يقف دائماً مع أمته الإسلامية للنهوض بها، وأن دوره دور الناصح الأمين مع جميع الدول والشعوب الإسلامية، ولا يريد إلا الخير لأمته، والصلح والمصالحة الشاملة، وحل جميع نزاعتها ومشاكلها بالحوار البناء، والتعاون الصادق.”، فهل هذا هو حال الناصح الأمين ومن يريد لأمته الخير، أن يسكت عن الأذى الذي صدر من رئيسه وهو يدعو إلى الجهاد على أرض إسلامية، بدل أن تكون دعوته هذه موجهة إلى مدينيتي سبتة ومليلية التي تحتلهما إسبانيا منذ ما يزيد عن قرون؟
كيف يجكم علماء اتحادهم العالمي بهذه الطريقة المنحازة إلى دولة تحتل أرض شعب يبحق عن عيش كريم ويحلم بدولة مستقلة، بعيدا عن احتلال نظام المخزن.
لماذا سكت هرلاء العلماء عن رئيسهم الذي دعا إلى الجهاد على أرض هي جزء من دولة مستقلة ذات سيادة، بعيش بها مسلمون يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله.
هل من الشرع أن يدع هؤلاء الريسوني يقول بمقتضى أطروحات نظام المخزن العميل للصهاينة، والذي وصف اعتراف هذا النظام بدولة موريتانيا على أنه كان غلطة وهفوة؟ أبعقل هذا.
ما الفائدة من اتحاد لعلماء المسلمين لا ينصف المسلمين ولا ينتصر للمظلومين ولا يصدع بكلمة الحق في وجه أي كان، تصدر منه تصريحات معادية ومسيئة لبلد شقيق، حتى ولو كان رئيسه، الذي ينبغي لهم إعادة النظر في مسألة تقليده هذه المسؤولية العظيمة.
أحمد عاشور