حلّ الدولي الجزائري السابق خالد لموشية ضيفا على قناة “دزاير توب” الإلكترونية وجريدة “دزاير سبور” في حوار حصري، للحديث عن المنتخب الوطني وكذا ناديه السابق وفاق سطيف الذي عاش معه تجربة كلاعب وأخرى كمدرب، بالإضافة إلى العديد من الأمور المهمة التي تخّص الكرة الجزائرية.
خالد لموشية غائب منذ مدة عن الساحة الكروية الجزائرية، أين هو الآن؟
بعد 6 أشهر قضيتها ضمن الطاقم الفني لوفاق سطيف ابتعدت مؤقتا عن التدريب، فبعد نهاية مشواري في 2015- 2016 قمت بتكوين في مجال التدريب، وقضيت تقريبا 7 سنوات في التكوين وتدريب اللاعبين الشبان، والآن توقفت بشكل مؤقت حتى أتفرغ إلى العائلة وسأعود في الأيام المقبلة بإذن الله.
كيف قررت دخول مجال التدريب؟
بالنسبة لي، أي لاعب يعتزل الميادين يجب أن يبقى في كرة القدم سواء عن طريق التدريب أو أن يكون مناجير، المهم أن يقدّم خبرته التي اكتسبها على مدار السنوات للجيل القادم؛ وأنا اخترت ميدان التدريب لأنني أشعر براحة كبيرة ولازلت في بداية المشوار.
تجربتك مع أولمبي المدية لم تكن موفقة، لماذا في رأيك ؟
أولمبي المدية كان يعاني من مشاكل مالية كبيرة، حين التحاقي بالطاقم الفني شهر أكتوبر بطلب من الرئيس حسان حمار آنذاك، وجدنا تعدادا يضم حوالي 40 لاعبا وكان علينا تقليص القائمة، وكان الفريق غارقا في المشاكل المالية، مررنا بمرحلة جد صعبة وعملت كل ما في وسعي لتحفيز اللاعبين ورفع معنوياتهم، لكن بعد 5 أشهر تيقنت بأن الأوضاع لن تتحسن فقررت الرحيل.
العديد من اللاعبين القدامى على غرارك أنت ورحو سليمان أرادوا دخول مجال التدريب في البطولة الجزائرية، كيف وجدتم الأمر؟
بالنسبة لي يجب على المدربين الشباب أن يستفيدوا من الخبرة في الملاعب الجزائرية، لدينا مدربين كبار، سواء مع المنتخب الوطني على غرار جمال بلماضي الذي قاد المنتخب للتتويج بكأس إفريقيا ، أو رابح سعدان الذي حقق نتائج رائعة مع المنتخب في المونديال، وأيضا عبد الحق بن شيخة الذي قاد اتحاد العاصمة للتتويج بكأس “الكاف” مؤخرا إلى جانب خير الدين مضوي المتوج برابطة أبطال إفريقيا مع وفاق سطيف، لذلك يجب على رؤساء الأندية أن يمنحوا الفرص للمدربين الشباب حتى يستفيدوا من خبرة هؤلاء، حان الوقت لإعطاء الفرصة للاعبين القدامى في التدريب وأنا لست خائفا من هذه المهمة وأدرك أنه سيكون لدي مستقبل جيّد، خاصة وأننا نرى نجاح عدة مدربين مع أنديتهم على غرار زغدود مع بسكرة ودزيري بلال مع بن عكنون وغيرهم.
ألا ترى بأنّ الأندية الجزائرية تمنح الفرصة للمدربين الأجانب على حساب المحليين؟
المدرب المحلي يتعرض لضغوطات كبيرة مقارنة بالأجنبي، على رؤساء الأندية أن يفهموا أمرا لو لم تمنح الوقت الكافي للمدرب ويحظى بدعم المحيط لن يستطيع النجاح، فمثلا لو تكلمنا على وفاق سطيف منذ تدريبي للفريق تعاقدت الإدارة مع المصري حسام البدري، ثم التونسي شهاب الليلي، وبعدها عمراني ثم الفرنسي فرانك دوما وبعدها المدرب الحالي عمار السويح، المشكل ليس في المدرب وإنما في الوقت اللازم، يجب على الإدارة أن تضع مشروعا حسب إمكانيات الفريق وتعطي المدرب الوقت الكافي لتحقيق ذلك، أما أن تأتي بمدرب جديد ولاعبين جدد وتطالب بـ “البوديوم” في حين تضغط الجماهير للعب على الألقاب فهذا صعب جدا على أي مدرب كان.
الكثير من الأنصار كانوا يعلّقون آمالا كبيرة عليك في وفاق سطيف، لكن الأمور لم تسر وفق ما كان متوقعا أين هو المشكل؟
هذا السؤال من المفترض أن يطرح على أصحاب القرارات في الفريق، أعرف عبد الحكيم سرار جيدا، في ذلك الوقت كانت هناك مشاكل مالية وديون كبيرة، ورغم ذلك قبلت بالمهمة ولو كان فريقا آخر غير الوفاق لرفضت لأن مكانة الوفاق كبيرة في قلبي، بعد مرور 6 مباريات تحدث معي الرئيس وطالبني باللعب على المركز الثالث ولأني لا أحب الكلام “الشعبوي” قلت له بأنّ الأمر صعب ولا نريد الكذب على الجماهير خاصة في ظل عدم وجود الأموال، طالبته بتدعيم العارضة الفنية بمراد دلهوم لتسيير تلك المرحلة وبعد نهاية الموسم، الإدارة تقرر ما إذا كانت تريد التعاقد مع مدرب يمتلك الخبرة اللازمة، وقلت له بأنه من المستحيل اللعب على المرتبة الثالثة والوقت أعطاني الحق في النهاية.
هل من الممكن رؤية خالد لموشية مع وفاق سطيف مجددا؟
في الوقت الحالي ليس لدي أي اتصال، لكن سيأتي يوم وأعود لتدريب الفريق، الوفاق يبقى دائما فريقا كبيرا، ويجب أن يعود لمكانته الطبيعية، وما على الجمهور سوى الصبر ومساندة الفريق.
وفاق سطيف يحتل المرتبة الرابعة هذا الموسم، ومع ذلك الجماهير غير راضية وتريد اللعب من أجل الألقاب، كيف ترى الوضعية؟
يجب أن نكون واقعيين، الفريق متأخر نوعا ما عن الأندية العاصمة بما أن شركة “سونلغاز” جاءت مؤخرا فقط، رسالتي هي على الجمهور أن يصبر، كما أن الإدارة أخطأت في البداية حينما بدأت مشروع على مدى 3 سنوات واستقدمت لاعبين كثر، من الصعب اللعب البوديوم هكذا وستضع ضغطا سلبيا على فريقك.
وفاق سطيف قام مؤخرا بتعيين عبد الكريم بيرة، كمدير راضي وتقني وناطق رسمي للفريق، كيف ترى هذا التعيين؟
عبد الكريم بيرة يمتلك الخبرة في ميدان التدريب بالجزائر، لا نستطيع الحكم عليه في الوقت الراهن، ربما سونلغاز رأت بأن خبرته ومعرفته لخبايا البطولة ستفيده كثيرا يجب منحه الوقت اللازم وبعدها سنرى.
بعيدا عن الوفاق، تعرّض نادي اتحاد العاصمة لظلم كبير من قبل “الكاف” في قضية نهضة بركان، هل ترى بأنّ ذلك سيؤثر على الفريق ؟
بالنسبة لي لا أظن أن الاتحاد سيتأثر بما جرى، الفريق تعرض لظلم صريح من قبل الاتحادية الإفريقية، بصفتي جزائري ولاعب سابق في الفريق، أشعر بالحسرة، الاتحاد فاز الموسم الماضي بثنائية كأس “الكاف” وكأس السوبر، وهناك “لوبيات” في “الكاف” تعمل على تحطيم كل ما هو جزائري لكن الصراحة لا نلوم إلا أنفسنا، كان لدينا رجال في “الكاف” ونحن من طالبنا بإزاحتهم من مناصبهم،كل طرف يعمل لمصلحته في “الكاف” لكن قضية اتحاد العاصمة اللوبي المغربي عمل لمصلحته وداس على القوانين، يجب علينا الاستفاقة والعمل على استعادة هيبة الجزائر قاريا.
كيف ترى مأمورية الرئيس وليد صادي الذي ورث مشاكل كبيرة في بيت الاتحادية الجزائرية؟
المأمورة ليست سهلة، وليد صادي شاب ويمتلك الطموح، لا يجب علينا أن نحاسبه في الأشهر المتبقية من العهدة الحالية، عليه إصلاح ما يستطيع إصلاحه وسنحاسبه على العهدة الثانية، الوقت قصير جدا ولا يستطيع القيام بأمور كثيرة، يجب أن يمتلك الشجاعة والصبر بالنسبة لي أعتقد أن بإمكانه النجاح علينا منحه الوقت اللازم فقط.
نادي مولودية الجزائر يقدّم موسما كبيرا في البطولة الوطنية ويتجّه بخطى ثابتة نحو اللقب، ما هو تعليقك؟
نستطيع القول بأنهم أبطال هذا الموسم، الإدارة قامت بتعاقدات قوية الصيف الماضي، وحتى أن باتريس بوميل الذي جاء في مارس من الموسم الماضي وجد صعوبات في البداية وأعطوه الوقت اللازم، بالنسبة لي الرئيس حاج رجم والطاقم الفني واللاعبين يسيرون في الطريق الصحيح، والموسم المقبل سيشارك الفريق في رابطة الأبطال الإفريقية سيتم تدعيمه بأسماء جديدة بإمكانها تقديم الإضافة.
وماذا عن بلايلي الذي استعاد بريقه مع المولودية ويعتبر أفضل اللاعبين في الدوري الجزائري هذا الموسم؟
يوسف لاعب معروف ويمتلك إمكانيات كبيرة، كان بإمكانه الذهاب بعيدا في مشواره الكروي، لكن أنا سعيد جدا لأنني أشعر بأن بلايلي مرتاح كثيرا مع المولودية ، إن شاء الله يعود إلى المنتخب الوطني، في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بكوت ديفوار كان من أفضل اللاعبين رغم الخروج من الدور الأول، لديه إمكانيات كبيرة ولازال بإمكانه تقديم الكثير للمنتخب الوطني، إن شاء الله يواصل مثلما هو عليه ويقدم الإضافة للمولودية.
على ذكر المنتخب الوطني، المدرب الجديد بيتكوفيتش قام بزيارة لكل الأندية المحترفة، وتعرّض لبعض الانتقادات بخصوص جدواها، كيف ترى أنت ذلك؟
أراها بأنها مفيدة، حينما تشاهد مدرب المنتخب الوطني يحضر إلى التدريبات، لتحفيز اللاعبين والحديث مع المدراء الفنيين، وربط علاقات مع المدربين فهو أمر جميل، بيتكوفيتش مدرب معروف وسبق له الإشراف على المنتخب السويسري، ربما النقطة الوحيدة التي تخوفت منها هي نقص الخبرة الإفريقية بالرغم من أن “الفاف” قامت بتدعيم الطاقم الفني بنبيل نغيز، وما شاهدناه في دورة الفيفا الدولية بالجزائر خلال مواجهتي بوليفيا وجنوب إفريقيا يبعث على الارتياح، شاهدنا بأن المجموعة استعادت الروح وتلقت تحفيزا جديدا نتمنى له النجاح مع المنتخب.
عمورة خطف الأضواء مع ناديه سانت جيلواز البلجيكي هذا الموسم، وأصبح حديث الجميع عن وجهته القادمة خلال الميركاتو الصيفي، ما هي توقعاتك؟
لدي علاقات طيبة مع عمورة، وحتى مع وكيل أعماله، هو لاعب رائع ويمتلك إمكانيات كبيرة، حينما أشاهده يفكرني بالنجم المصري محمد صلاح الذي كانت بدايته في سويسرا قبل أن ينفجر مع نادي ليفربول الإنجليزي ، أتمنى أن يسير على خطاه وأن يصل لمستوى أعلى، يستحق ذلك وأرى أنه يمتلك مستقبل زاهر، لديه اتصالات مع نادي برايتون الإنجليزي الذي قام بتوأمة مع سانت جيلواز البلجيكي، كما أنه يمتلك عروضا عديدة من ألمانيا وفرنسا، ونتمنى أن يحسن الاختيار رفقة مناجيره. في المنتخب كنت أريد رؤيته إلى جانب سليماني، ربما في المستقبل مع المدرب الجديد يمنح له الوقت اللازم وبإمكانه تقديم الإضافة للخضر.
محرز غاب عن التربص الماضي للمنتخب الوطني، وهناك حديث عن عودته إلى الخضر خلال الشهر المقبل هل تؤيّد ذلك؟
بيتكوفيتش قام بأمر جيد بعدم استدعاء محرز في التربص الماضي، وذلك حتى يكون بإمكانه معاينة لاعبين جدد، ويمنح الوقت لمحرز من أجل أن يرتاح ويستعيد جاهزيته بعد الفترة الصعبة التي قضاها عقب الخروج من الدور الأول من “الكان”، محرز لاعب كبير قدم الكثير ولازال بإمكانه تقديم الإضافة للمنتخب، وأنا مع عودته لكن بتحفيز جديد، هو يريد المشاركة في مونديال 2026.