خبراء يجمعون خلال يوم دراسي من تنظيم المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة: المغرب يعرقل بناء فضاء مغاربي  بسبب أطماعه الاستعمارية وارتباطه بالكيان الصهيوني 

أكّد مدير المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، عبد العزيز مجاهد، على أن بناء “مغرب عربي الشعوب” أصبح “حتمية” بالنظر إلى التطورات الحاصلة في العالم، لافتا إلى أن النجاح في تحقيق هذا المبتغى مرهون بإرادة الشعوب.

وشدّد مجاهد وخلال يوم دراسي نظمه المعهد ، الأحد بالجزائر العاصمة، بعنوان “قضية الصحراء الغربية في قلب الضمير العالمي” على أن “المخزن لا يخدم مصالح الشعوب، بل يعمل ضدها”، وهذا الأمر “يستلزم فضحه، وهي مهمة كل شرفاء العالم لإبراز هذه الحقيقة”، متسائلا بقوله: “ما هو حجم شعوب المغرب العربي، وما هو حجم المخزن؟”

من جهته، أكد مدير المركز العربي للأبحاث والتحاليل السياسية بجنيف، رياض الصيداوي، أن الهدف الآن هو إقامة “مغرب عربي الشعوب”، بعيدا عن النهج الذي يعرقل بناء اتحاد المغرب العربي باحتلال المغرب للصحراء الغربية والتطبيع مع الكيان الصهيوني، مبرزا رفض شعوب المنطقة لأي علاقات مع الكيان الصهيوني، بما فيهم الشعب المغربي، بنسبة “لا تقل عن 85 في المائة”، مثل ما تؤكده مراكز سبر الآراء.

ونوّه صيداوي باللقاء الدوري التشاوري بين الجزائر وليبيا وتونس، وأن يكون هذا الاجتماع “طريقا لبناء اتحاد المغرب العربي”.

بدوره، شدّد سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، على أنه وفي ظل التطورات الحالية، فإن الرد الحقيقي والمناسب على المخططات الاستعمارية هو “بناء مغرب عربي الشعوب”، مشيدا باللقاء الثلاثي الأخير الذي جمع رؤساء الجزائر وتونس وليبيا.

من جانبه، أكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الصحراوي، ابراهيم محمد محمود، في مداخلة له أن التأسيس لـ”مغرب عربي الشعوب” حتمية يفرضها السياق الدولي الراهن والتحولات الكبرى المتلاحقة، ليس في هذه المنطقة فقط، بل حتى في المنطقة الإفريقية.

وفي هذا السياق، أبرز محمد محمود بقوله: “التحديات والتداعيات كبيرة وتترتب عنها مسؤولية ثقيلة، ما يستوجب الرجوع إلى فكرة التكتلات حتى تتمكن الدول من سيادتها والدفاع عن مصالحها”، مبرزا ان بناء “مغرب عربي الشعوب” فكرة واقعية، بحكم العلاقات بين الشعوب والقواسم المشتركة والثروات الطبيعية التي تتوفر عليها المنطقة، داعيا إلى حذو نهج الكثير من الدول الإفريقية التي نجحت في بناء تكتلات.

وأكد المتحدث إبراهيم أن المخزن “هو من يعرقل بناء تكتل المغرب العربي، لأنه لا يحترم الشرعية الدولية ولديه أطماع توسعية، فهو لا يزال يحتل الصحراء الغربية”.

وأضاف المتدخل سباب آخر لعدم بناء اتحاد مغاربي، يتمثل في “وجود نوايا استعمارية لا تريد الخير للمنطقة، فهي تريد أن تبقى مستعمرة لنهب خيراتها”، وبالتالي – يضيف – “مغرب الشعوب” هي محاولة يجب أن تكون من الشعوب، “وهو ما يفرض فتح جسور تواصل بين النخب والمجتمع المدني لتحقيق هذا المبتغى”.

كما أبرز أن الجزائر تمتلك كل المقدرات التي تؤهلها لإطلاق وتأطير النقاش و”كي تكون قاطرة قيادة شعوب المنطقة لبناء الصرح المغاربي”. وختم المتحدث بالقول إن بناء “مغرب الشعوب” قناعة راسخة وحتمية لا مناص منها وعامل استقرار وتوازن في المنطقة.

بدوره، اعتبر الإعلامي والناشط المغربي بدر العيدودي في مداخلة له من اسبانيا عبر تقنية التحاضر عن بعد، انه “لا يمكن بناء اتحاد المغرب العربي في ظل تصور المغرب الضيق وأطماعه الاستعمارية”.

وتابع يقول: “هناك محاولات حقيقية حتى لا يكون هناك اتحاد سواء من طرف المخزن أو الكيان الصهيوني المحتل، لأن أي اتحاد سيجعل من المنطقة معادلة صعبة في الوقت الراهن، خاصة في ظل التحولات الراهنة”. وتأسف بهذا الخصوص من ان المخزن “ربط نفسه بالمصالح الصهيونية”.