خلال تجمع شعبي كبير… هذا ما قاله رئيس حركة البناء بولاية الأغواط

أشرف، اليوم السبت، رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، على فعاليات تجمع شعبي بولاية الأغواط.

وبهذه المناسبة، ألقى بن قرينة كلمة، جاء فيها :

أيها السيدات أيها السادة:

أحييكم بتحية الأخوة والمحبة والسلام فالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

وأحيي من منبر مدينة الأغواط كافة أبناء شعبنا الجزائري الأصيل

وصدق شاعرُ ثورتنا المباركة مفدي زكريا حين قال (أبا الغوطتين يُبَاهي الشَّآمَ 0 وأغواطُنا بالشآمِ استخفَّا)، كأنه يشير إلى الحديث الصحيح الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم (إنَّ فُسطاطَ المسلمين، يومَ الملحمةِ، بالغُوطةِ إلى جانبِ مدينةٍ يُقالُ لها: دمشقُ، من خيرِ مدائنِ الشَّامِ)

فالأغواط رمز من رموز الأصالة الجزائرية التي اجتمع فيها ما تفرق في غيرها من ولايات من خصال السيادة والكرم ، وخصال المقاومة والشهامة، وخصال النجابة والثقافة ، وخصال أخلاق القرآن وعراقة التقاليد ، وأخلاق الوطنية الصادقة.

أيها السيدات أيها السادة:

لقد كنت في الأسبوع الماضي بأعالي الهقار بمدينة تازروط حيث الأصالة الأمازيغية، وها نحن اليوم في مدينة الأغواط بوابة الصحراء ورمز الأصالة العربية.

وإن هذه اللوحة التي ارتسمت أمامي تعكس جمال الجزائر التي وحد الإسلام ونضالات شعبنا وتضحياته وثوراته المختلفة ودماؤنا الممتزجة بالمصاهرات بين أبنائها وبين ثقافاتها وأعراقها.

وإنها كذلك لوحة الصحراء الجزائرية، والجزائر أغلب جغرافيتها صحاري مسقية بدماء الشهداء، بوعيهم العالي الذي أبى أن يخضع لإغراءات المحتلين حين رفضوا استقلال شمال الجزائر دون استقلال صحرائها، وكان ردُّهم ردًّا حاسما وقويا عبروا من خلاله:

عن وحدة الوطن،

ووحدة الشعب،

ووطنية الثورة،

فرفضوا عروض المحتلين واحتكموا إلى الرصاص فاستمرت ثورتنا المباركة ثلاثة سنوات أخرى، كانت عامرة بالتضحيات والشهداء من أجل استعادة استقلال صحراء الجزائر الطاهرة المباركة،

وبهذه التضحيات أخذت صحراء الجزائر قدسيتها في قلوب كل الجزائريين المخلصين وأصبحت اليوم غصة في قلوب المنافقين والمرجفين والاستعماريين وأولياء الاحتلال في كل زمن.

إننا في حركة البناء الوطني حينما نتحدث عن الصحراء الجزائرية إنما ننطلق من هذه القيمة الوطنية التي تجعلنا جميعا نعتز ونفتخر:

• بالانتماء لهذه الصحراء

• وبالدفاع عن هذه الصحراء

• وبتنمية هذه الصحراء

• وبالرؤية الاستراتيجية لهذه الصحراء في كل المجالات.

ولذلك كان دائما خطابنا يؤكد أن صحراء الجزائر هي عمق انتمائنا التاريخي ،وهي مركز أمننا القومي، وهي أفق رؤيتنا الاستراتيجية

ولقد كانت صحراء الجزائر طريقا سالكا لرجالنا ولعلمائنا الذين عمروا افريقيا بقيم الاسلام وبقيم التحرر.

كما أنّ صحراء الجزائر كانت حاضنةً للمقاومات الكبرى التي قادها الشيوخ والعلماء من أمثال مقاومة الشيخ بوعمامة ومقاومة الشهيد ناصر بن شهرة ومقاومة الزعاطشة ومقاومة الطوارق، فكانت بهذا صحراء الجزائر في قلب فكرنا الثوري المجيد.

لذلك كنت أقول ولا زلت أكرر إذا كان

هناك خطر على وحدتنا

أو له أطماع في استغلال ثرواتنا

أو يبحث عن قوة الجغرافيا السياسية

أو له مخططات للتفتيت.

فعينه الخاسئة

ومحاولاته البائسة هي تجاه صحرائنا وليس أي جهة أخرى.

ولأجل ذلك أصبح واجبا علينا أن نجدد الوعي في أمتنا وعند شبابنا كي نكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن كل ذرة تراب من هذا الوطن وكل بقعة من هذه الصحراء الجزائرية التي تستهدفها اليوم مخططات المكر والغدر:

• تستهدفها أحيانا بأجندات الارهاب

• وتستهدفها أحيانا بأجندات التقسيم كما قسمت السودان وتحاول بتقسيم ليبيا

• وتستهدفها أحيانا بتحرشات التدخل الاجنبي

• وتستهدفها أحيانا بأجندات نهب الثروات،

• وأجندات تجار المخدرات.

• وأجندات بارونات الهجرة غير الشرعية.

وإن كل هذه المخططات تدعونا إلى تعزيز مقومات اليقظة الوطنية التي تجعل الجزائر في حصن منيع في وجه كل هذه التهديدات الواقعة وليست المتوقعة.

بل علينا أن نحرص على تنمية هذه الصحاري الواسعة والمترامية الأطراف، واسمحوا لي هنا أن أشيد بالأدوار الكبيرة التي يقوم بها عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الذي نعتز في حركتنا بترشيحه لقيادة الجزائر لعهدة رئاسية جديدة جراء ما قدمه للوطن من أعمال كبيرة، والتي منها أهمها إعادة بعث مشاريع التنمية في هذه المناطق الصحراوية الكبيرة، والتي لا نثمنها فقط لمجردة المخصصات المالية التي فيها والدينار والدولار، فذلك حساب بسيط

• وإنما نثمن فيها الرؤية الاستراتيجية لتأمين الجزائر من تعزيز مناعتها لمواجهة المخاطر والتهديدات.

• كما نثمن فيها جعل هذه المناطق منصات للانطلاق باتجاه إفريقيا غربا ووسطا وشرقا

• كما نثمن فيها تعزيز محورية الدولة باتجاه الأورو متوسطي والأفور متوسطي.

إننا في حركة البناء الوطني نعتبر أن من دلائل ومظاهر الوطنية الصادقة اليوم عند كل الهيئات والأشخاص هو مدى وحجم تحمل الاعباء الوطنية الذي ينبغي أن ينقلب حقيقةً في المحطات والمنعرجات لا مجرد شعارات وادعاءات.

أيها السيدات أيها السادة:

اسمحوا لي ونحن في الأغواط بوابة الصحراء أن نقول لكل الجزائريين والجزائريات بأن مستقبل بلادكم الاقتصادي والأمني إنما تضمنه هذه الصحراء الجزائرية وذلك من عدة مستويات:

• مستوى الطاقات والطاقات المتجددة

• و مستوى الامن الغذائي

• و مستوى الأمن الفكري والمرجعي

• ومستوى الانفتاح الدبلوماسي المؤثر في الملفات الحساسة وخاصة ملف تصفية الاستعمار

• مستوى الجغرافيا السياسية.

وهذه المستويات كلها تحتضنها اليوم صحراء الجزائر وتشكل فضاء إنجازها الأول:

• فعلى مستوى الطاقات الأحفورية كانت وما زالت في هذه الصحراء المتنوعة العطاء، وعلينا أن نطور مجال العمل في الأمن الطاقوي، خصوصا وأن طاقاتنا المتجددة بكل أشكالها متاحة في صحرائنا وعلى مستويات عالية وبأرقام كبيرة .

• وعلى مستوى الأمن الغذائي قد أصبحت صحراء الجزائر اليوم هي مطمورة الوطن حيث يتربع القمح ومختلف أنواع الاحتياجات الغذائية للوطن في هذه الولايات الصحراوية، بل أصبحت مجالا للشراكات الجزائرية مع الخارج في انتاج الحليب ومشتقاته، وغيره. وستكون مستقبلا ركيزة من ركائز أمننا الغذائي.

ونبارك اليوم المجهود والتوجه الذي أسداه رئيس الجمهورية والأهمية التي يوليها لهذا القطاع حتى وصلنا إلى ما وصلنا إلي من مردود هذه السنة من القمح الصلب.

• وعلى مستوى الأمن الفكري والدبلوماسي فنحن في الأغواط مثلا أمام صرح عظيم هو مهد الطريقة التيجانية التي تمثل اليوم منظومة عالمية تمتد بفكرها وتأثيرها الروحي وعلاقاتها الكبيرة في عمق إفريقيا وعمق أسيا وقد تكون واحدة من الأسباب الكبرى في بعث مشروعنا الأفرو آسيوي على مستوى آخر.

وبالمناسبة نحيي خليفتها سيدي الحاج على بلعرابي على دوره الوطني المبهر

كما أن الطريقة القادرية في الجزائر وفي عموم إفريقيا منبع بولايات صحراوية أخرى ، إضافة إلى حضور العلماء الذين أسس للعلم والفكر من أمثال سيدي بلكبير رحمه الله تعالى في صحراء الجزائر التي جعلها مركزا للدعوة والتربية فكانت مدرسته مركز للنور الذي امتد عبر ربوع الجزائر، وقد كان من محاسن الاقدار أيضا أن تكون ولاية الأغواط محطة للشيخ البشير الابراهيمي في منفاه ، مثلما كانت أيضا محطة للمفكر مالك بن نبي رحمه الله عليه في وظيفته، وتراب ورمالها الأغواط هي التي ألهمته صياغة معادلته الشهيرة التي نص فيها أن (الحضارة = الإنسان + الوقت +التراب).

أيها السيدات أيها السادة:

إن الجزائر الجديدة اليوم أمام محطة جليلة واستحقاق مهم ألا وهو الانتخابات الرئاسية التي ستكون مؤثرة في مستقبلها والذي رأينا جزءا من ملامحه من خلال الاحترام الدولي للجزائر في المناسبات حيث كان السيد رئيس الجمهورية محل تقدير عالٍ من رؤساء وزعماء دول العالم ، وما كان ذلك ليكون لولا قيم الوفاء والصدق والتلاحم التي كانت وستبقى دائما هي الركيزة الاساسية لأي موقع تريد الجزائر أن تضع فيه قدمها بين الأمم.

وكأول محطة وخرجة لي بعد إعلان المواطن عبد المجيد تبون ترشحه نحث فيها المناضلين للتحرك لجمع التوقيعات لمرشحنا.

من هنا فإننا في حركة البناء الوطني نعتبر بأن رئاسيات 07 سبتمبر هي حجر الزاوية في بناء الجزائر الجديدة لأنها

ستجعل مستقبل الجزائر آمنًا ببناء المؤسسات، وبترسيخ الشرعية، وبوضوح الرؤية التي هي رؤية لاستكمال مشروع التجديد الوطني.

أيها السيدات أيها السادة:

لايزال كثير من المتابعين يتحدثون داخل الجزائر وفي خارجها عن قرار حركة البناء الوطني القاضي بترشيح المواطن الاخ عبد المجيد تبون، وكان البعض يظن أننا بهذا الموقف نحتكر هذا الترشيح وهم على خطأ فنحن بادرنا بالخير لقول النبي صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم )، ونحن انطلاقا من هذا قد كنا ولا زلنا نخشى فتن التحديات والمخاطر أن تصيب بلادنا، ولذلك منهجنا هو دائما التعجيل بالمبادرة، لقطع الطريق على المتاجرين بالوطن، وقطع الطريق على المتربصين بالشعب، وقطع الطريق على الباحثين مرة أخرى عن المراحل الانتقالية وعن جزائر تسير بالتعينات وبدون انتخابات وبدون ديمقراطية، جزائر سهلة للنهب المبرمج من طرف من ليس لهم شرعية شعبية ولا تقع عليهم رقابة ولا محاسبة.

وصحيح إننا بادرنا بهذا العمل وعملنا على أن تكون بيننا وبين شركائنا في الاحزاب الاخرى مساحات من التعاون والتكامل الذي

لا يلغي فيه طرف طرفا آخر،

ولا يجر فيه طرف طرفا آخر،

فلا يوجد في الاحزاب من يحتكر الحقيقة المطلقة

إنما نحن جميعا شركاء وطن،

وأمناء على وديعة الشهداء،

والحريصون على هموم الشعب ومصالحه التي ينبغي أن نتنافس في تتقاسم أعباءها وتكاليفها.

ونعتقد بأن الجزائر تسع الجميع، والانتخابات القادمة سواءً كانت رئاسيات أو محليات أو تشريعيات يجب أن يحضر فيها الجميع ولا تضيق بأي طرف وإنما يكون ذلك في إطار التسامح والتأخي والتعاون وليس في إطار السخرية والكراهية والتنابز بالألقاب والافتخار بالعصبيات ومحاولة إلغاء أو إقصاء الآخرين.

ونحن في حركة البناء الوطني حريصون على أن تكون جميع الاحزاب حاضرة في هذه الانتخابات التشريعية والمحلية القادمة، ونريد أن تعكس هذه الانتخابات صورةً للديمقراطية التشاركية وأن تكون صورةً للحضور والمشاركة الشعبية في بناء المؤسسات ، لأننا نراهن بأن يكون الاستحقاق الرئاسي القادم هو منطلق استكمال مشروع الجزائر الجديدة الذي يحقق جزائر الجميع .

أيها السيدات أيها السادة:

قد يقول المشككون بأن حركة البناء الوطني ترشح السيد عبد المجيد تبون من أجل أهداف سياسية قادمة ومصالح ومكاسب حزبية، ونحن نقول لهم بالتصريح لا التلميح نعم إننا نرشحه لأهداف سياسية:

• منها انسجام مؤسسات الدولة في أداء أدوارها.

• ومنها التخفيف من معاناة الفقراء

• ومنها حماية القرار الوطني

• ومنها رعاية الاستقرار بتطوير التنمية

• ومنها اسناد جيشنا السليل حتى يتفرغ لحماية الحدود

• والمحافظة على الاستقرار

• والضرب بيد من حديد على وجه كل من يريد أن يمس ذرة من تراب وطننا الغالي الممزوج بدماء الشهداء .

• ومنها دعم القضايا العادلة وعلى رأسها قضية الشعبين الشقيقين الفلسطيني والصحراوي.

وبذكر هاتين القضيتين اللتين أصبحتا مقترنتين في خطاب الجزائريين وأحرار العالم، اسمحوا لي أن أختم هذا الخطاب بالتعريج على القرار الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضي باعتماد يوم عالمي جديد يحتفل به كل سنة في 11 من شهر جويلية للتفكر في جرائم حرب الإبادة التي راح ضحيتها الألاف من أبناء شعب البوسنة والهرسك سنة 1995.

وإننا إذ نثمن هذا القرار المعزز للذاكرة الانسانية، نتمنى من دولة ألمانيا التي بادرة بمشروع هذا القرار أن تبادر أيضا بوقف دعمها للحرب الهمجية ضد شعبنا الفلسطيني وأن ترفع التضييق على الجالية المتضامنة معه على أرضها، لأن الإبادة الجماعية لا تمييز فيها بين الشعوب والأمم.

لا أريد أطيل عليكم أكثر من هذا، أشكركم على حسن الإصغاء وكرم الضيافة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته