أكّد الناشط السياسي والجمعوي الجزائري المقيم بفرنسا، عبد الغني بورصالي، أنّ مديري المدارس الخاصة بالجزائر يقع عليهم واجب تحمّل مسؤولياتهم في ما يتعلق بتعليم اللغة العربية جنبا إلى جنب مع اللغة الفرنسية من خلال برنامج مزدوج، وعدم الاكتفاء بتلقين المناهج الدراسية للتلاميذ فقط باللغة الفرنسية.
جاء ذلك خلال برنامج “وجها لوجه” على قناة فرانس 24 ، والذي وقف عند ما ذكرته صحيفة “لوموند” الفرنسية من أن الجزائر أوقفت بشكل مفاجئ تدريس المناهج الفرنسية في المدارس الخاصة وأن السلطات الجزائرية طلبت من المسؤولين عن المؤسسات التعليمية الخاصة في نهاية أغسطس، وقبل وقت قصير من بداية السنة الدراسية التوقف عن تدريس المواد كما تدرس في فرنسا تحت طائلة فرض عقوبات عليها.
وأوضح بورصالي في هذا الإطار، أن مديري المدارس الخاصة في السابق كانوا يلتزمون بهذه الصيغة في التعليم المزدوج، لكن اليوم القانون واضح بهذا الشأن وكلّ ما عليهم هو تطبيق القانون الذي تحرص الدولة الجزائرية على التقيّد به، وأن يتحمّلوا مسؤولياتهم، مشيرا إلى أنّ سعي الدولة الجزائرية لتقليص مساحة استخدام اللغة الفرنسية له أبعاد سيادية وإيديولوجية وثقافية.
وأشار المتحدث بقوله: “منذ سنوات كان هناك مرحلة لجس النبض وحديث عن توقيف هذه البرامج، ومن المفترض أن الجميع استعد لذلك.”
وقد حاول مُحاور عبد الغاني بورصالي وضيف فرانس 24 من لوكسمبورغ، الذي تمّ تقديمه على أساس أنه ناشط سياسي وحقوقي والمدعو صالح حجاب، أن يستفزه بعد أن خرج عن سياق الحديث وسعى لتسييسه مقحما استخدام الرئيس تبون للغة الفرنسية تحت زعم أن “السلطات الجزائرية تحارب اللغة الفرنسية بينما يتحدّث بها مسؤولوها”، لكن بورصالي كان رابط الجأش ومحافظا على اتزانه وملتزما بحسه الوطني مبديا ذكاء وحنكة في التعامل مع محاوره.
وفي هذا السياق، ردّ بورصالي على كلام المدعو صالح حجاب بقوله: “لا توجد هناك أيّ محاربة، أعتقد أنّ الأخ يخلط ما بين أن تكون موضوعيا في الطرح وأن تجعل معارضتك لدولة أو نظام يأخذ السبق.”
وتابع المتحدث: “لما يتكلم عن الرئيس عبد المجيد تبون ويقول أنه يتحدث باللغة الفرنسية، أظن أن اللغة الفرنسية وأي لغة أخرى هي لغة تواصل المهم أن الرسالة تصل والقرار يتخذ ويطبق، وهو يتكلّم باللغة التي يفهمها الشعب الجزائري الذي يستخدم مفردات باللغة الفرنسية في كلامه الدارج.”
كما أبرز ضيف فرانس 24 والمدافع عن قرارات الدولة الجزائرية السيادية في مداخلته بخصوص “إشكالية” الالتحاق بالجامعات الفرنسية، بالنسبة للجزائريين الذين تلقوا تعليمهم باللغة العربية، أنّه درس في الجزائر باللغة العربية والتحق بشكل جد عادي بالجامعات الفرنسية، دون أن تشترط عليه أن يكون قد تلقى تعليمه الثانوي باللغة الفرنسية.
أمّا بالنسبة للذين لا يتقنون سوى اللغة الفرنسية ويجدون صعوبة في مزاولة الدراسة باللغة العربية، فقد أكّد بورصالي أنّه “سيكون هناك تدارك في المستقبل، والمشكل سوف يحلّ فقط علينا إعطاءه حجمه الطبيعي فهو ليس بالمشكل الكبير، فنحن نتحدث عن جزائريين لغتهم الأم هي العربية.”
وكان الناشط الجمعوي والسياسي الجزائري المقيم بفرنسا، عبد الغني بورصالي، قد تخرّج من جامعة وهران في تخصص اقتصاد ومالية، وبعد أن قرر الهجرة إلى فرنسا سنة 2012 عاد لمقاعد الدراسة بالجامعات الفرنسية، فدرس القانون لفترة مع الأدب العربي ثم الاجتماع السياسي تخصص عالم عربي ومتوسطي بكل من جامعة سوربون وباريس 8 وتحصل بهما على ماستر عالم عربي وإسلامي وماستر عام متوسطة ومغاربي.
وخدمةً للجالية الجزائرية بفرنسا، أسس بورصالي جمعية لتدريس اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية لمحاربة التطرف والراديكالية، ومحاولة منه لإعطاء صورة أخرى أكثر قربا للإسلام الحقيقي، “إسلام السلم والسلام”.
كما ينشط سياسيا منذ ما قبل الحراك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقد شارك في الحراك الشعبي ثم بعدها دخل غمار الانتخابات التشريعية 2021 لتمثيل الجالية في البرلمان الجزائري، حيث كان ذلك كان فرصة له عرّف من خلالها على نفسه للجالية والسلطات والشعب عامة.
ومن خلال النشاط الجمعوي يحاول بورصالي جمع الجالية الجزائرية كقوة ولوبي يعمل على تقوية الجبهة الخارجية للجزائر وتحريك دبلوماسية المجتمع المدني، وذلك بالتقرب أكثر من الناشطين وجمعيات أخرى وهيئات رسمية وأخرى محسوبة على الجزائر كمسجد باريس، كما يحاول أن يساعدهم في إنجاح أي تظاهرة.