دهاليز التاريخ: في ذكرى التفجيرات النووية برقان 13فيفري 1960… عار فرنسا المدفون في رمال رقان

كحلوش محمد

في مثل هذا اليوم من سنة 1960على الساعة السابعة وأربع دقائق صباحا قامت فرنسا بأول تفجير نووي في صحراء رقان وأطلقت على العملية اسم ( الجربوع الأزرق ) وكانت شدة التفجير النووي 70 كيلو طن ما يعادل أربعة أضعاف قوة القنبلتين النوويتين الأمريكيتين (قصفت بهما اليابان خلال الحرب العالمية الثانية) هذه التجارب والتفجيرات النووية السطحية والباطنية والتي استمرت على مدار أربعة أيام استخدم فيها الجزائريين كفئران تجارب في عمل همجي لا يمكن إلا أن يصنف في خانة جرائم ضد الإنسانية مازالت منطقة أدرار تدفع ثمن ذلك من ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان المرتفعة جدا والتشوهات الخلقية للمواليد الجدد إلى اليوم …

التجارب النووية الفرنسية والتي بلغ عددها 17تجربة بين منطقتي رقان وعين أمقل إلى غاية سنة 1966، والتي مكنت فرنسا من حيازة قنبلتها النووية تركت آثار فادحة ومدمرة للطبيعة والإنسان ستبقى بشاعتها لقرون عديدة، وستبقى مشكلة النفايات النووية دون حل ما دامت فرنسا تتهرب من تحمل مسؤوليتها ومازال هذا المشكل إلى اليوم سرا عسكريا فرنسيا، وترفض حتى إطلاع الجزائر على خريطة دفن النفايات النووية، ويبقى هذا الملف من الملفات العالقة التي يتوجب حلها من أجل بناء علاقات طبيعية بين الجزائر وفرنسا وقد طالبت 570 منظمة غير حكومية تمثل 105 دولة السلطات الفرنسية باستخراج نفاياتها النووية الناجمة عن تجاربها التي قامت بها في صحراء الجزائر، وهي أكثر من57 تجربة حسب بعض المصادر وتقدرها بعض الدراسات الفرنسية بنحو 210 تجربه فاق عدد ضحاياها  42 ألف جزائري حسب وزارة المجاهدين.

وأشارت تلك الدراسات أنه من بين هذه التجارب 4 تفجيرات نووية برقان، وكانت أول تجربه نووية فرنسية وأول تعاون عسكري بين فرنسا والكيان الصهيوني على أرض الجزائر واستخدم فيها 150 جزائري ثبتوا على ألواح خشبية كفئران تجارب لتحليل تأثير الإشعاعات النووية على أجسادهم و13 تفجيرا تحت الأرض بمنطقة عين إيكر و35 تجربه نووية في الحمودية و5 تجارب على البلوتونيوم بنفس المنطقة مازال سكان الجنوب الجزائري يعانون إلى اليوم من الإشعاعات النووية التي خلفتها هذه التفجيرات والتجارب وحالات الإجهاض والتشوهات الخلقية أمراض السرطان وأمراض أخرى نادرة ناهيك عن البيئة التي دمرت نهائيا، ولم تعد صالحة لشيء بل أسوأ وأبشع جريمة ارتكبتها فرنسا على أرض الجزائر والتي تصرّ على أن يبقى ماضيها النووي مدفونا تحت الرمال لأن الاعتراف يعني تعويضات بملايير اليوروهات…

فرنسا  لا زالت تصر بأن نشاط الإشعاع النووي بالمنطقة مستوياته اقل بكثير من مستوى الإشعاعات الخطيرة غير أن دراسة جاءت بعد أن رفعت السرية عن بعض الوثائق سنة 2013 كشفت أن مستوى النشاط الإشعاعي أعلى بكثير من المستوى الذي تقرّ به فرنسا وأن الأضرار قد طالت غرب القارة الإفريقية كاملا ووصلت حتى جنوب أوروبا إذ أن فرنسا استخدمت في تجاربها مواد كان أغلبها من البلوتونيوم شديد الإشعاع إضافة إلى اليورانيوم، هذه المواد التي يستمر إشعاعها إلى أكثر من 24 ألف سنة.

الإختيار وقع على منطقة رقان سنة 1957 حسب تصريحات الجنرال (لافو) وبدأت الأشغال هناك سنة 1958 وقد بلغت تكلفة العملية (القنبلة الذرية الفرنسية) مليار و260مليون فرنك فرنسي بمساعدة الكيان الصهيوني بموجب الاتفاقية المبرمة بينهما في المجال النووي، التفجير الأول سمي باليربوع الأزرق تيمناً بلون علم الكيان الصهيوني والعلم الفرنسي هذا التفجير الذي وثق بالصوت والصورة بعد الكلمة التي ألقاها ديقول هناك قرب موقع التفجير قبل بدء العملية بساعة واحدة ثم تلتها عملية اليربوع الأبيض ثم الأحمر حسب ترتيب ألوان العلم الفرنسي وفي الختام عملية اليربوع الأخضر يوم 25 أفريل 1961.

رحم الله الشهداء

بقلم: سعيد عياشي

شارك المقال على :