في خطوة أثارت عاصفة من الجدل، “تُوِّج” أندريه أزولاي المستشار الخاص للملك المغربي محمد السادس بما يسمى “وسام الشرف الرئاسي” من قبل رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ، وقد قد كشف هذا الاعتراف عن خضوع الرباط التامّ لتل أبيب وأثار نقاشات محتدمة بشأن الدوافع الكامنة وراء هذه البادرة.
كما يُنظر إلى أندريه أزولاي، وهو شخصية بارزة داخل المخزن ومن أصل يهودي، منذ فترة طويلة على أنه مؤثر رئيسي داخل دوائر صنع القرار المغربية، حيث يرى متابعون بأن دوره المزعوم في تعميق العلاقات بين المخزن والكيان الصهيوني يشير إلى اتجاه مقلق من التبعية والالتزام بسياسات الفصل العنصري المشتركة في البلدان المحتلة، على غرار فلسطين والصحراء الغربية.
من جهتها أشادت الصحافة المغربية بـ “فضل الخيانة” مؤكدة على أوجه الشبه بين النظام الاستعماري للرباط وتل أبيب. إن تصوير أزولاي على أنه نصير للسلام ومدافع عن حل الدولتين في فلسطين هو ببساطة تشويه للواقع.
ومن المهم أن نلاحظ أن تورط المغرب التاريخي في الصراع العربي الصهيوني كان قضية خلافية. حتى في عام 1967، أثناء “حرب الأيام الستة”، أكدت التقارير أن العاهل المغربي آنذاك، الحسن الثاني، خان فلسطين والتحالف العربي. على هذه الخلفية، يرى مراقبون بأن الاعتراف بأزولاي لا يؤدي إلا إلى تعميق الشكوك وإثارة تساؤلات حول الدوافع الكامنة وراء موقف المغرب من النزاعات الإقليمية.
وفي هذا السياق، يتكهن بعض المراقبين بأن اعتراف الكيان الصهيوني بأزولاي يمكن أن يكون مقدمة لتل أبيب من أجل الانحياز مع خطة الحكم الذاتي المغربية المقترحة للصحراء الغربية. لكن الصحافة المغربية سعت لمواجهة هذه الرواية بتصوير أزولاي على أنه نصير للقضية الفلسطينية.
للإشارة فقد أسس أزولاي منظمة “الهوية والحوار” من أجل استعادة التراث اليهودي في المغرب، وفي عام 2020، وبحضور ملك المغرب، تم افتتاح “بيت الذاكرة”، وهو مركز للثقافة اليهودية أسسه أزولاي، وهي مزيج من اللغتين العربية والعبرية للتعبير عن “التعايش” بين اليهود والمسلمين في مدينة الصويرة في جنوب المغرب.