رئيس المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي يؤكد على ضرورة وضع خطة لتسمين العجول للوصول إلى إنتاج جزائري خالص

أكد رئيس المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، جابر بن سديرة، أن كل دول العالم تولي أهمية بالغة للبحث العلمي، ودراسة توقعات عن كل الأمراض التي قد تضر بالسلالة الحيوانية، إضافة إلى تسطير برامج لتحسيس الفلاحين والمربيين بمدى خطورة هذه الأمراض وتأثيرها على الإنتاج والإنتاجية.

وأشار بن سديرة في تصريح لدزاير توب، على هامش ندوة صحفية، نُظِمت للحديث عن ملتقى المقراني للطب البيطري، والذي سينظم بولاية برج بوعريريج، تحت شعار “الأمن الغذائي برعاية بيطرية”، إلى أن هنالك حاجة ماسة في الجزائر لوضع مخطط، يهدف إلى توعية المربيين، وتكثيف الإنتاج خاصة وأن هنالك نقص في تلبية المتطلبات، من لحوم بيضاء وحمراء وغيرها، وخاصة في السنوات الأخيرة، حيث تحولت من بلد منتج ومحقق لاكتفاء ذاتي، ومصدر أحيانا، إلى بلد عاجز عن تحقيق الإكتفاء الذاتي، ويلجأ إلى استيراد اللحوم البيضاء والحمراء، وحتى العجول الخاصة بالتسمين.

وفي ذات السياق، قال محدثنا أن النقطة الأساسية، للوصول إلى مخرج من هذه الإشكالية، وضع خطة لتسمين العجول بغية الوصول إلى إنتاج حيواني الجزائري بنسبة 100%.

وواصل جابر بن سديرة، الحديث عن ذات النقطة، حيث قال أن العوامل المؤثرة، والتي أدت إلى هذا الوضع عديدة، سيما سلسلة الذبح التي لا تحترم الأحجام، وغياب قانون ردعي يحدد سن العجول وحتى الأغنام خلال عملية الذبح.

وفي ذات الصدد، قال رئيس المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، أنه يتمنى أن يتم تحديد مخطط وطني لتسمين العجول، وتهيئة حقيقية للإستثمار، نظراً إلى أن كل الفلاحين على دراية بأن نسبة المخاطرة في تسمين العجول، واللحوم البيضاء مرتفعة للغاية، لأنهم يتكبدون خسائراً كبيرة في كل عام، حتى مع توفر الدعم بالنسبة لتغذية الأنعام والتلقيح، إلا أن هذا غير كاف، بما أن المربيين لا يزالون يتكبدون خسائراً.

وأشار محدثنا، إلى أن حوالي 80 بالمائة من المربين يعملون في النشاط الموازي، حيث أنهم لا يملكون بطاقة فلاح أو مربي، ولا حتى سجل تجاري كمشتلة منتجة وغيرها.

وعن الأسباب التي تدفع الفلاحين إلى عدم إنشاء سجل تجاري، قال رئيس المنظمة، أنه

بالإمكان رسم خطة واضحة، وتقديم محفزات رسمية، تشجع الفلاح على الدخول إلى الرواق الرسمي، من خلال مرافقته، في مجال تغذية الأنعام والعجول، وغيرها وصولاّ إلى انتاج العجول.

وأورد ذات المتحدث، أنه وبإمكان الجزائر أن تأخذ ببعض التجارب الأوروبية الناجحة في المجال، خاصة وأنها تملك إمكانيات لا تمتلكها دول أخرى، مؤكداً أن العامل الوحيد الفاصل هو توفر إرادة جادة.

وأشار، أيضا إلى أن الفلاح يفتقر. بشكل لافت إلى المعلومات والتكوين، وبالتالي فإن مرافقة البياطرة تعد عاملاً أساسياً، وهو ما يجعل المربي في أريحية تامة من ناحية التلقيح، وعدم تخوفه من الأمراض التي قد تضر بالمنتوج الحيواني.

وقال محدثنا، أن هذه اللقاءات، تعد فرصة لرفع توصياتٍ إلى الجهات المعنية بغية التشارك في صناعة القرار، خاصة وأن الرئيس تبون دعا مراراً إلى ضرورة إنتهاج سبيل الديمقراطية التشاركية.

وعن البرنامج المسطر من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بالتنسيق مع الغرفة الوطنية للفلاحة، هو برنامج ثري ومتوزع على 58 ولاية، مضيفاً أن مصالح مديرية الفلاحة تتنقل إلى الميدان، وتقدم توصيات، كما أنها تنظم بعض الأيام الدراسية.

وأكد أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، تملك من الإمكانيات، ما يسمح لها بالتقرب من الفلاح، مضيفاً أنه من الضروري تهيئة المناخ الملائم وانتهاج سبيل الديمقراطية التشاركية، إلى جانب المعاينة الميدانية، بهدف الوصول إلى نتيجةً ملموسة، واقتراحات عالية المستوى، تكون قابلةً للتجسيد الميداني.

وفي إجابته عن سؤالنا المتعلق بكيفية الوصول إلى سلالة جزائرية خالصة، وخالية من السلالات الهجينة، أكد محدثنا أن الجزائر تمتلك العديد من الخبراء المطلعين على كل المتغيرات الحاصلة في العالم، ويمكن لهم أن يقدموا الكثير بهذا الخصوص.

واختتم محدثنا، بالإشارة إلى الجالية الإقتصادية الجزائرية المستثمرة في القطاع الفلاحي عبر كل بلدان العالم، مؤكداً أنها مستعدة لتقديم خبرتها المكتسبة، وأن العديد من المغتربين ينتظرون بفارغ الصبر أن تفتح المنصة الرقمية للاستثمار لتسجيل استثماراتهم.