رسائل قويّة وراء تنقل الرئيس تبون إلى ولاية خنشلة على متن طائرة عمودية

على غير عادته في استخدام الطائرة الرئاسية خلال مختلف تنقلاته الداخلية، بالإضافة إلى زيارته إلى دول العالم، اختار رئيس الجمهورية أن يتنقل في زيارة العمل التي قادته إلى ولاية خنشلة ، أمس الخميس، أن يستقل طائرة عمودية “هليكوبتر”، حيث هبطت به في المطار ونزل منها رفقة قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول سعيد شنقريحة.

إن أول ما يتبادر إلى الذهن في هذا المشهد المليء بالثقة والتحدي، هو أنّ رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية يحظى بقدر كبير من الحماية من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي، التي تسهر على تأمين رحلاته وسفرياته في الداخل والخارج.

وبعد أن تعود الجزائريون على مشهد مقاتلات القوات الجوية وهي تودع رئيس الجمهورية أو تستقبله خلال جولاته إلى خارج الوطن، ها هم يكتشفون أسلوبا جديدا غير معهود من قبل  في تأمين رحلات الرئيس تبون، حتى ولو تنقل على مروحية، وما في هذه الوسيلة من صعوبة وتعقيدات في توفير الحماية، إلا أن الجيش الوطني الشعبي يثبت قدراته على القيام بهذه المهمة حتى ولو كانت مستحيلة.

لم تكن زيارة الرئيس تبون إلى ولاية خنشلة التي تقع في مرتفعات جبال الأوراس الشاهقة، للوقوف على مدى تنفيذ مشاريع البرنامج التكميلي المخصص لهذه الولاية، ومتابعة ما تم إنجازه إلى حد الساعة، وإن كان هذا هو الهدف الرئيسي من الزيارة، بل تعدت ذلك لأن تكون بمثابة وقوف على مدى قدرات وإمكانيات الجيش الوطني الشعبي، ومدى جاهزيته لمهمة تأمين رحلة على طائرة مروحية تابعة للقوات الجوية.

لقد شاهد العالم المأساة التي حدثت قبل أيام في مقاطعة أذربيجان الشرقية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث تعرضت طائرة مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووفد رفيع مرافق له، خلال زيارته لدولة أذربيجان، إلى سقوط أودى بحياته وحياة جميع من كانوا على متن الطائرة، نتيجة لظروف جوية صعبة.

إن إصرار رئيس الجمهورية على أن يستقل طائرة عمودية للقيام بزيارة إلى ولاية تبعد عن العاصمة بمسافة 600 كلم، أياما فقط بعد هذه الحادثة يؤكد حرصه على الارتقاء بالقوات المسلحة الجزائرية إلى أعلى درجة من الجاهزية حتى ولو كلفه الأمر بأن يخاطر بحياته ويقوم هو شخصيا بتمرين من هذا النوع.