رسالة الرئیس الإیراني بمناسبة الیوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطیني
بعث اليوم رئيس جمهورية إيران الإسلامية، برسالة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفيما يلي نص الرسالة كاملا:
29 نوفمبر هو اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يوم التضامن العالمي مع الشجاعة والثبات والحرية والعدالة لشعب قاوم لأكثر من سبعة عقود بایادي فارغة ضد أعتى القوى الشريرة التي شهدها التاريخ. قوى تعتبر قتل الأطفال الرُضّع، سفك دماء الابرياء، تدمير المنازل واغتيال الأبطال الشرفاء مصدر فخر لها، ولا يثيرها الأنظار المقلقة من شعوب العالم و لايخجلها.”
إن تحديد يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني من قبل الامم المتحدة هو خطوة قيمة، لكن غير كافية. في مثل هذا اليوم من العام الماضي، كان عدد القتلى الفلسطينيين 14 ألف شخص؛ أما الآن، فنحن نواجه 53 ألف قتيل ومفقود وأكثر من 100 ألف جريح، و أكثر من ستين بالمائة منهم من النساء والأطفال وكبار السن. لقد مضى أكثر من عام وشعوب العالم تنظر الى الأمم المتحدة لعلها تجد طريقاً لمواجهة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ولإخماد نيران الحرب التي امتدت إلى دول أخرى، وتسليم السجان الأكبر في أكبر سجن مفتوح في العالم إلى العدالة. لكن للأسف، في هذه الفترة، شهد جميع الأحرار والضمائر الحية في العالم عجز الأمم المتحدة عن اتخاذ أي إجراء، وعدم محاسبة الإرهابيين الذين ارتدوا ثياب الحكام ويعظون الآخرين في الأمم المتحدة.
الظروف الحالية في فلسطين والدول الأخرى المتضررة من الهجمات الوحشية من قبل الكيان الصهيوني تشهد على أن الإجراءات الأكثر و الاسرع فاعلية للتضامن مع الشعب الفلسطيني هي كبح جماح النظام الصهيوني وقطع الدعم الدولي عن هذا الورم السرطاني. لقد أظهر النظام الصهيوني عدم التزامه بالقيم والمعايير الدولية من خلال تمزيق ميثاق الأمم المتحدة، الذي هو الاتفاق المعتمد من قبل أعضاء المنظمة.
سيسجل التاريخ أن المجازر الواسعة ضد المدنيين، الهجمات على المستشفيات،حظر المياه والطعام والوقود والدواء عن شعب غزة، تشريد الآلاف، قتل الصحفيين والعاملين في المنظمات الدولية واستشهاد أساطير مثل الشهيد حسن نصرالله و الشهيد إسماعيل هنية والشهيد يحيى السنوار قد تم بالتواطؤ مع الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
وكلما كانت هناك محاولات لوقف الحرب ووقف قتل الأطفال، كانت جهودها تذهب سدى مع رفع يد ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُقدّر اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لكنها في نفس الوقت تُحذر من عدم تحرك هذه المنظمة في مواجهة مجازر الشعب الفلسطيني. إن الظلم الذي يُمارس اليوم على الشعب الفلسطيني يتطلب اهتمامًا وإجراءً عالميًا، والصمت إزاء ذلك يُعدّ تطبيعًا للشر والظلم الذي سيشكل تحديًا لمستقبل البشرية. إذا لم تتمكن الأمم المتحدة، وخاصةً مجلس الأمن، اليوم من إيجاد طريقة لمواجهة جرائم المحتلين للأراضي الفلسطينية، فإن مصداقية وسمعة هذه المنظمة ستكون مهددة بشكل جدي.
اليوم نؤكد من جديد التزامنا الكامل بدعم القضية الفلسطينية الحرة والمستقلة، ونحن في هذا السياق نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للتعاون مع جميع الدول الملتزمة بمبادئ الحرية والمساواة والعدالة وحقوق الإنسان، وتعتبر الدفاع عن الشعب الفلسطيني مطلبًا لجميع الأحرار في العالم. كما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر الحل الوحيد الجوهري لقضية فلسطين هو عودة اللاجئين وإجراء استفتاء بين الشعب الفلسطيني الأصلي، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين واليهود، على أساس المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان الدولية. لا شك أن في هذه المعركة المؤلمة وغير المتكافئة، النصر النهائي سيكون من نصيب الشعوب ذات الإرادة الصلبة التي لم تتمكن أكبر الترسانات العسكرية في العالم من التأثير على عزيمتها في مسار النصر.