رضا بن دريس مهندس الإنجاز التاريخي لإتحاد واد سوف في تصريحات لدزاير توب: “لا أحد كان يراهن علينا وهذه العوامل ساعدتنا على تحقيق الصعود”

خص المدرب رضا بن دريس، قناة “دزاير توب” الإلكترونية، وجريدة “دزاير سبور” بحوار حصري، تحدث خلاله عن العوامل التي ساعدت الفريق على تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، في إنجاز هو الأول من نوعه بالنسبة لمدينة واد سوف، مؤكّدا أنّ الهدف الرئيسي كان في بداية الموسم هو ضمان البقاء قبل أن تتغير الأمور ويرفع التحدي لدخول التاريخ من أوسع أبوابه، كأول مدرب يقود الإتحاد السوفي إلى حظيرة الكبار.

بداية نهنئكم على تحقيق لقب الرابطة الثانية هواة ومعه الصعود لحظيرة الكبار.

الحمد لله على تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الذي يعتبر الأول من نوعه في مدينة واد سوف.

ما هو تعليقك على مشوار الفريق وهل كنتم تؤمنون بقدرتكم على تحقيق هذا الإنجاز؟

مشوارنا في البطولة لم يكن سهلا، ولا أحد كان يراهن عن تحقيق الصعود إلى حظيرة الكبار، في بداية الموسم كان الهدف الرئيسي بالنسبة لنا هو ضمان البقاء، وأنا بدوري حرصت على تحضير فريق بإمكانه تحقيق نتائج نشرف بها مدينة واد سوف وفي نفس الوقت لضمان البقاء بأريحية، لكن مع مرور الجولات تأكدنا من قدرتنا على قول كلمتنا في نهاية الموسم.

كيف كانت بداية رضا بن دريس في عالـم التدريب إلى أن وصل إلى ما هو عليه اليوم ؟

سبق لي وأن كنت لاعبا في وفاق سطيف وبعد تعرضي لإصابة خطيرة استدعت خضوعي لـ 3 عمليات جراحية انخفض مستواي بشكل كبير، وهو ما دفعني للاعتزال وأنا في سن 28، بعدها اتجهت نحو عالم التدريب سنة 2006، وبدايتي كانت كمدرب متربص في الفئات الشبانية للنادي السطايفي،وعملت لمدة 7 سنوات، قبل أن أتنقل إلى السعودية للالتحاق بالطاقم الفني لنادي الفيصلي أين اشتغلت كمساعد مدرب مع الإيطالي جياني سوليناس، حيث قدمنا موسما رائعا، وبعد هذه التجربة عدت للجزائر مجددا وعملت في جميع الأقسام من الولائي إلى الرابطة المحترفة الأولى.

لنتحدث قليلا عن تجربتك مع واد سوف كيف جرت المفاوضات بينكما قبل بداية الموسم؟

في بداية الموسم كانت لدي اتصالات بيني وبين رئيس الفريق يوسف صخري، كان أهم شيء جذبني للاتحاد الرياضي هو طموح الفريق،كنت أمتلك عدة عروض من أندية أخرى، لكن مشروع الرئيس وطموحه هو ما جعلني أمضي العقد مع الاتحاد، بداية التدريبات كانت في شهر أوت وكانت مرحلة اختيار اللاعبين، وقمت بتغيير الفريق بنسبة 90 بالمائة، كما قمنا بتربص في العاصمة لمدة 15 يوما، وبعد ذلك بدأت ملامح الفريق في الظهور وخاصة في المباريات الودية.

كنت قد هددت بالاستقالة من تدريب الفريق، ما هي الأسباب التي دفعتك لذلك؟

أصعب فترة مررنا بهذا في الموسم المنصرم كانت بعد الجولة السادسة أين دخلنا في مرحلة فراغ، حيث تلقى الفريق في 5 مباريات هزيمتين وتعادلين داخل القواعد إضافة إلى الإقصاء من كأس الجمهورية، هذه المرحلة كانت صعبة جدا علينا بسبب الأزمة المالية، واضطررت إلى تقديم استقالتي وأعلمت الرئيس بأني لا أستطيع العمل في هذه الأجواء، لكن صخري وعدني بأنه سيقنع اللاعبين بالعودة إلى التدريبات وبعد ذلك بـ 3 أيام عدت إلى تدريب الفريق بعد ضغط من الرئيس والأنصار، لنبدأ بعدها مرحلة جديدة لم نذق فيها طعم الهزيمة خلال 20 مقابلة.

بعدما كان الفريق متأخرا بـ 5 نقاط كاملة في مرحلة الذهاب استطعتم إنهاء الموسم بفارق 10 نقاط كاملة عن أقرب الملاحقين، ما السر في ذلك؟

بعد نهاية مرحلة الذهاب، عقدنا اجتماعا مع الإدارة لتقييم المرحلة الأولى، وهنا تيقنت بأننا قادرين على تحقيق الصعود لكن يلزمنا بعض التدعيمات، وبالفعل استقدمنا 3 لاعبين منحوا لنا الإضافة المرجوة، في مرحلة العودة كنت أعلم أن الرزنامة ستكون في صالحنا مقارنة ببقية المنافسين، وقلت للاعبين بأنه وبداية من الجولة الخامسة سنتصدر البطولة الوطنية للقسم الثاني، وبالفعل في الجولة السادسة حققنا مرادنا، كل الإحصائيات تدل على جدارتنا بهذا الصعود، سجلنا 41 هدفا كأحسن هجوم، وتلقينا 18 هدفا كأحسن دفاع، كذلك يعتبر إتحاد واد سوف أحسن فريق خارج ميدانه، حيث لم ننهزم سوى في مباراتين فقط، وهذه إحصائيات بطل.

ألم تؤثر السفريات الطويلة على واد سوف مقارنة بالفرق الأخرى التي كانت تنافس على الصعود؟

لما تقف على النتائج التي حققها الفريق ترى بأننا كنا أفضل خارج القواعد، على الرقم من التنقلات الكثيرة، حيث كنا نقضي حوالي 12 ساعة في الحافلة، لكن الأداء كان أفضل بكثير من داخل القواعد، وذلك يعود إلى الروح العالية بين اللاعبين أثناء التنقلات بالإضافة إلى أننا حينما نلعب خارج الديار الفرق المنافسة لا تغلق اللعب وتضطر للعب الهجوم وهو ما سهل من مهمتنا مقارنة بما كان عليه الأمر داخل الديار حينما تلجأ الفرق للتكتل في الدفاع وغلق المساحات،لكن هذا لا يمنع أن نقول بأن التنقلات كانت صعبة علينا، يجب النظر فيها وخاصة في القسم المحترف الأول، المسافات ستكون أبعد وسنتنقل إلى الغرب الجزائري وذلك سيؤثر علينا كثيرا.

الإتحاد السوفي برز في الموسم الماضي بفضل نتائجه الباهرة وتشكيلته القوية، ما هي أبرز الأسماء التي تألقت وصنعت الفارق؟

بكل صراحة لا أستطيع تحديد الأسماء لأني راض على جل اللاعبين، هناك البعض من تطور مستواهم كبيرا من بداية الموسم إلى النهاية، العمل كان جماعيا وكل لاعب يكمل زميله سواء في الجانب الدفاعي أو الهجومي، الفضل يعود لجميع اللاعبين ولكن مع ذلك هناك لاعب وحيد خاض جميع اللقاءات وشارك في عدد دقائق قياسية حيث لعب 30 مباراة كاملة ولم أقم بتغييره في أي منها، حقيقة كان قطعة أساسية، التوليفة كانت مبنية عليه وهو أمير يحي.

هل سنرى بن دريس الموسم المقبل مع واد سوف في القسم الأول أم أنّك ستبحث عن تحد جديد؟

بكل صراحة العامل الذي جعلني أكمل الموسم مع نادي مدينة وادي سوف هو الراحة النفسية التي وجدتها مع الفريق، أحسست بأنه فريقي منذ البداية، وجدت الاحترام والتقدير سواء من المسؤولين أو من الأنصار، الشيء الوحيد الذي خلق لنا بعض المشاكل هو الجانب المادي، أما فيما يخص المستقبل لحد الآن لم أتكلم مع الرئيس ولو أنّ الأولوية لواد سوف، لأنني أحب الاستقرار الفريق الذي عملت به أفضل من الفريق الذي لا أعرفه.

وماذا عن طاقمك الفني المساعد؟

حينما تتحدث عن رضا بن دريس يجب أن تتكلم عن الطاقم الفني ككل، ما قمنا به عمل جماعي، لمجموعة من الإطارات الأكفاء في الجزائر، في بداية الموسم كنت أنا والمدرب سفيان مشهوق كمدرب للحراس، وكان إلى جانبنا علاء عيساني كمساعد مدرب، وبعدها غادرنا لخوض تجربة جديدة في السعودية، وكان معنا أيضا فرج مصطفى، ومع بعض الظروف أنهيت الموسم أنا وسفيان الذي ساعدني كثيرا، لا أعتبره مدرب للحراس بل مساعد لي، ساعدني في تحليل الفيديو، وكان يقوم بعمل 3 أشخاص وله الفضل الكبير في هذا التتويج، إضافة إلى رجل الخفاء الذي لا يعرفونه في واد سوف، منذ بداية الموسم كان لي اتصالات مع الدكتور شبيح خالد الذي يعتبر معد بدني في وفاق سطيف، وأقول له أنه واحد من صانعي أمجاد الإتحاد السوفي.

الكثير يعتبر أنّ نتائج بن دريس هي صفعة قوية لبعض الأطراف وتأكيد على أنّك كفاءة جزائرية لو تمنح لها الفرصة تحقق ما عجز عنه مدربين آخرين؟

الحمد لله هذا التتويج سبقه عدة تتويجات مع الفئات الشبانية، فزت بالدوري الممتاز الأولمبي السعودي، وكذلك حققت الصعود مع وفاق المسيلة وبئر العرش، ربما هذا التتويج الأغلى بالنسبة لي، لأن له خصوصيات سيما بعد الخروج من وفاق سطيف بالطريقة التي لم أكن أريدها، قدمت مشوارا كنت أراه بأنه ناجح لأني توليت تدريب الفريق في ظروف صعبة بسبب الأزمة المالية الخانقة وتدهور النتائج والحمد لله استطعنا الوصول إلى الدور نصف النهائي لرابطة أبطال أفريقيا، لكن كان لمسيري الوفاق وعلى رأسهم عبد الحكيم سرار كلام آخر، ورأى بأن الفريق بحاجة إلى تدعيم بمدرب جديد رغم التأهل في رادس أمام الترجي التونسي، لم أتقبل القرار وغادرت الفريق بكل هدوء، لأني لم أتقبل هذا القرار من الناحية النفسية وأحسست بأني كرامتي أهينت ، وهو ما جعلني أغادر وبقيت دائما أقول بأن فضل الوفاق كبير علي ولا أنكر ما قدمه لي، مرت تلك المرحلة وبدأت تحديا جديدا مع واد سوف.

كلمــــــة أخيرة؟

أشكركم على حسن الاستضافة وبودي أن أهنئ كل الأنصار في مدينة واد سوف وأتمنى لهم الأفضل في المستقبل، كما أشكر الوالدين كثيرا والعائلة الصغيرة، زوجتي والابن يوسف والبنتين لينا وسيدرة.

حوار : سمير بادي …. تحرير: سفيان.ع