بعد انتهاء كل المسلسلات الكوميدية لشهر رمضان، جاءنا السردوك الأخرق بنكتة جديدة، وإن دلت على شيء فإنما تدل على أن خرف الشيخوخة أخذ منه كلّ مأخذ.
فبينما نتفاخر كجزائريين بما حققناه من مكاسب في عز سنين عجاف أوجعت أقوى اقتصادات العالم، و أخرجت شعوبها إلى الشارع وجرت بها إلى دائرة العنف والجوع والتشرد، في عز هذه السنين العجاف بين كورونا و أوكرانيا، يرتفع رأس كل جزائري فخرا بسياسة بلده، وبمسار 12/12 الذي جعل اقتصادنا من الاقتصادات الأكثر نموا ودبلوماسيتنا أكثر حضورا وتأثيرا وسياستنا الاجتماعية من الأكثر حفظا لكرامة الجزائري، وبينما يعاني العالم من التضخم و الندرة يقنّن رئيس الجمهورية المنتخب نتيجة لمسار 12/12 منحة البطالة ويزيد من منحة المعاقين والمطلقات ويرفع الرواتب ويدعم المستثمرين، خصوصا من الشباب ويشيّد قرابة مليوني مسكن والعديد من الملاعب ويفتتح غار جبيلات ومحطات تحلية المياه عبر كل الشريط الساحلي، وبينما تعاني بعض الدول ويلات التفرقة والانقسام وحرب الإخوة الأعداء، نرفع رأسنا شموخا ونحن نرى جيشنا يناور بالذخيرة الحية ومنظومة S 400 وهل يضاهي هذا فخر.
أكيد أنني نسيت الكثير من الإنجازات وأنا أكتب مقالي، ولا ألوم السردوك العجوز، الذي بين خرف الشيخوخة وضعف البصر والسمع وغياب الضمير تناسى الكثير، وركز فقط على ترهات وتفاهات لم يعد أحد يعيرها اهتماما.
الجزائر اليوم قوة نفاخر بها، فرضت نفسها بفضل مسار 12/12 الذي حماها من المراحل الانتقالية والانقسامات الداخلية، والذي ضخ روح الوطنية من جديد فينا وأفضى إلى انتخاب رئيس شرعي قوي فرض احترام الجزائر بمواقفه الثابتة ورفضه للذل والخنوع.