رياضيو أولمبياد باريس يعيشـون مع “جرذان بحجم القطط”….فضـــــائـــــــــح بالجمـــــــــــلة في أولمبياد باريــــــــس

يبدو أنّ الفضائح في الألعاب الأولمبية التي انطلقت منذ يوم الجمعة الماضي بباريس وتدوم إلى غاية 11 أوت المقبل لن تنتهي. وأكد الاتحاد الدولي للترايثلون (الثلاثي) في بيان أن منافسات الرجال في دورة الألعاب الأولمبية بباريس لن تقام كما كان مقررا لها يوم أمس بسبب ارتفاع مستويات التلوث في نهر السين مما يشكل ضربة للمنظمين ويترك الرياضيين يواجهون المزيد من الغموض. وتم تأجيل السباق إلى اليوم الأربعاء لينطلق في تمام الساعة 10:45 صباحا (0845 بتوقيت غرينتش)، مباشرة بعد سباق السيدات المقرر في تمام الساعة الثامنة من صباح اليوم.

وقال المنظمون في وقت سابق إنهم واثقون من أن جودة المياه ستتحسن في الوقت المناسب للسباق بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت يومي الجمعة والسبت الماضيين والتي أدت إلى تلوث النهر. وقالوا في وقت مبكر من يوم أمس رغم تحسن مستويات جودة المياه خلال الساعات الماضية، إلا أن قراءات مستويات التلوث في بعض نقاط مسار السباحة لا تزال أعلى من الحدود المقبولة. وإذا ظلت مستويات البكتيريا مرتفعة للغاية بحلول صباح اليوم، فمن المرجح تأجيل سباقي الرجال والنساء إلى يوم الجمعة المقبل وهو اليوم الاحتياطي المخصص لهذه السباقات. وإذا لم تكن جودة المياه جيدة بما يكفي بحلول يوم الجمعة، فسيتم إلغاء سباق السباحة وسيتنافس الرياضيون في سباق ثنائي بدلا من ذلك.

باتت مشاهد الجرذان وهي تهاجم الرياضيين وحضور أولمبياد باريس 2024 أمراً معتاداً في الأيام القليلة الماضية، إذ وصف شهود عيان أن جرذان باريس كبيرة للغاية بل إن أحجامها تقارب أحجام القطط. وتسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة الفرنسية في نهاية الأسبوع بخروج الجرذان من مخابئها وانتشارها في الشوارع، وبات من الطبيعي مشاهدتها في المطاعم والحانات، ما سبب رعباً للكثيرين ممن أتوا لمشاهدة الحدث الأولمبي. وهاجم جرذ أحد صحفيي جريدة “ديلي ستار” البريطانية الشهيرة عندما كان يتناول العشاء في أحد المطاعم بضاحية بيرسي، إذ قال: هاجمتنا الجرذان في المطعم ونحن نتناول الغداء ما تسبب بخوف الوافدين إلى باريس، بينما كان الباريسيون يتعاملون مع الأمر بشكل طبيعي.

وأشار أحد المشجعين الحاضرين لمشاهدة أولمبياد باريس إلى أن جرذاً هاجمه أثناء تواجده في إحدى الحانات. وأشار مختصون إلى أن المخاطر الطبية الناتجة عن فضلات الجرذان تسبب داء قد ينتج عنه تلف الكبد والكلى، ولهذا ألغى المنظمون جلسة تدريبية مقررة لمسابقة الترايثلون بسبب مستويات التلوث المرتفعة في نهر السين. وأنفق مسؤولو باريس 1.2 مليار يورو في محاولة لتحسين جودة المياه قبل الألعاب، وذلك لتقليل مستوى التلوث، لكن يبدو أن ذلك لم يحل المشاكل التي يعاني منها النهر الذي كانت السباحة فيه ممنوعة على سكان باريس قبل نحو قرن. ويعيش قرابة 4 ملايين جرذ في العاصمة الفرنسية، أي ضعف عدد سكانها.

عبّر بعض الرياضيين المشاركين في أولمبياد باريس 2024 عن استيائهم من مقر إقامتهم في القرية الأولمبية، واضطر البعض لمغادرتها. وقالت نجمة التنس الأميركية كوكو غوف إن فريقها انتقل إلى فندق بسبب تدني مستوى المعيشة في القرية الأولمبية.

ونشرت غوف فيديو عبر منصة “تيك توك” يظهر المرافق غير الكافية، بما في ذلك الحمامات المشتركة والأسرة الكرتونية، في القرية التي بلغت تكلفة تشييدها مليار و600 مليون دولار. وبحسب صحيفة “تريبيون” البريطانية، فقد اضطر لاعب الجمباز الأميركي فريدريك ريتشارد إلى شحن مرتبته الخاصة إلى باريس. وانتقد رياضيون أيضا خيارات الطعام النباتي بنسبة 60%، وهو ما يسبب معضلة لأولئك الذين يعتمدون على اللحوم للحصول على التغذية اللازمة للوصول إلى ذروة الأداء، كما واجهت القرية الأولمبية نقصا في الغذاء بعد حفل الافتتاح، حيث تم تقنين البيض واللحوم المشوية.

وحمّلت السباحة الأسترالية اريارن تيتموس التي سعت لتسجيل زمن قياسي عالمي في سباق 400 متر سباحة حرة للسيدات، الأجواء في القرية الأولمبية المسؤولية عن أدائها. وقالت تيتموس: “العيش في القرية الأولمبية يجعل من الصعب تقديم الأداء المناسب”.ويضطر اللاعبون لاستخدام وسائل المواصلات العامة للوصول إلى أماكن المنافسات مما يزيد من الضغط عليهم، واضطر 6 سباحين من كوريا الجنوبية للانتقال إلى فندق بالقرب من مقر المنافسات لتفادي التنقل لفترات طويلة والطقس الحار.وتحدث رئيس اتحاد كوريا الجنوبية للسباحة تشونغ تشانغ هوون عن افتقاد الحافلات لمكيفات الهواء، مما يجعل الأمر مرهقا للرياضيين. ومع تقدم المنافسات في الأولمبياد من المتوقع أن يرحل المزيد من الرياضيين عن القرية الأولمبية ليتجهوا للإقامة في فنادق، لتعزيز فرصهم في النجاح في المنافسات.

لا تزال الانتقادات تتهاطل على نوعية و كمية الإطعام المقدم في القرية الأولمبية. فبعد أن قام الوفد البريطاني بجلب طاهيها الخاص حتى نهاية الألعاب الأولمبية, أبدت البعثة الرياضية الألمانية كذلك استيائها من نوعية الطعام المقدم للرياضيين,حيث اشتكى قائد منتخب الهوكي ماتس جرامبوش, من الخدمة التي يقدمها مطعم القرية الأولمبية قائلا :” إنهم مرهقون تماما في أوقات الذروة, وأكثر من هذا فإن كمية الوجبات و جودتها ليست في المستوى, بسبب وصول أعداد كبيرة من الرياضيين في نفس الوقت “. ولتدارك هذه النقائص, سارعت اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية إلى العمل على إيجاد الحلول من خلال توفير بعض الأغذية بكمية أكبر.