بدأت أبواق الإعلام الفرنسي الرسمي، في محاولة خائبة، ببثّ سموم التفرقة وإعمال آلتها الحادة في اللحمة الجزائرية المتماسكة، وذلك عقب الذهول الذي أعمى أبصارها بعد المشهد المهيب للاستعراض العسكري الذي نظمته وزارة الدفاع الوطني بمناسبة الاحتفالات المخلدة لسبعينية الثورة التحريرية المجيدة.
قناة فرانس 24 الملقبة بـ “قمامة الإعلام الفرنسي”، وقد نالت هذه المرتبة السافلة عن جدارة واستحقاق، جلبت هذه المرة أحد الأفاقين من أولئك الذين يقفون في طابور الاسترزاق من جهاز الدعاية للسياسة الفرنسية العابرة لحدودها والمستهدفة لمستعمراتها السابقة، حتى يطعن في الاستعراض العسكري الذي قدمه الجيش الوطني الشعبي أمام أنظار العالم.
الصعلوك المدعو أنطوان بصبوص مدير ما يعرف بـ “مرصد الدول العربية في باريس”، ومنذ اللحظة التي منحه فيها مذيع برنامج “ساعة مغاربية” فرصة الكلام في بدايته مقدّماً إياه على ضيفه الآخر وبعد أن طرح عليه سؤالا تهجميا غير بريء: “هل نحن أمام استعراض عسكري للقوة؟!”، راح ينفث سموم الدعاية الفرنسية المغرضة ضدّ الجزائر ويؤكّد بأسلوب شيطاني وقح لا يخلو من السفالة أنّ هذه “القوة” موجهة ضد الداخل الجزائري!!
هذا المرتزق ذو الأصول اللبنانية والعميل لفرنسا التي نسي أنها استعمرت واستنزفت بلده واستعبدت شعبه لعقود، بل ولا تزال إلى اليوم تحشر نفسها في كل شاردة وواردة من الشأن اللبناني الداخلي، والذي أسس مرصداً ضراراً وتفريقا بين الشعوب العربية وإرصاداً لمن استعمرهم وأبادهم من قبل ويسعى الآن للمساس بلحمتهم الوطنية، زعم أنّ لا أحد يهدد الجزائر ويطالب بأرضها ولا يوجد من خطر على حدودها، حتى يجري جيشها هذا الإستعراض العسكري، الذي يبدو أنه قد وقع في قلبه كما لو أنّه استعراض للقوة يسبق هجوما على بلد ما، ولو أنّه جاء في إطار احتفالية بمناسبة لها رمزيتها الخاصة وهذه هي الحقيقة، مدعيا أنّ الجيش الجزائري يستعرض قوته ضدّ لكون النظام يخشى حراكا جديداً!!
ضيف برنامج الفتنة على قناة القمامة طفق يمرّر تحليلات مليئة بالأراجيف حيث ادعى أن “13 مليون جزائري الذين تواجدوا في أولى أيام حراك 22 فيفري 2019” هم المعنيون بالرسالة التي وجهها الجيش الجزائري عبر الاستعراض العسكري في الفاتح نوفمبر 2024، أيعقل أن يخرج مثل هذا الكلام المعتوه من عاقل فضلا عن أن يقوله دكتور متخصص في الشؤون الدولية، لا أدل من هذا على كونه تلقّن ما يقوله قبل أن يصعد على بلاطو قناة الزبالة ليأخذ أجرته بعد أن يهبط منه إلى أسفل سافلين.
بصبوص المأجور كان قد نقض بأوّل كلامه هذه المزاعم حيث أنّه وصف الظروف الإقليمية التي أقيم فيها الاستعراض العسكري، في ظلّ ما زعم أنّه توتر للعلاقات بين الجزائر ومالي والنيجر، وطبعا لم يفته أن يذكّر بالأزمة مع نظام المخزن، والتي تمثل في حد ذاتها دافعا لتوجيه رسالة ما إلى هذه الدول.
الإعلام الفرنسي لم يفسر لنا زيارة رؤساء أربع دول مغاربية وجهت لهم دعوة حضور احتفالات الجزائر، التي يمثل الاستعراض العسكري الذي دام لساعتين جزءا منها، بمناسبة مرور 70 سنة على اندلاع أعظم ثورة ليس في المنطقة العربية فحسب، بل في العالم وفي العصر الحديث، ثورة ألهمت شعوب البلدان المستعمرة لتثور على جلاديها ومغتصبي أراضيها.
لم تشرح لنا قناة القمامة كيف التقى زعماء خمس دول مغاربية، دون حضور ملك المغرب، على أرض الجزائر ولم تفسر كيف أصبح نظام المخزن معزولا يغرّد خارج السرب، ولم تقرأ هذه الرسالة الواضحة التي تدلّ على رفض دول المغرب العربي للمشاريع التدخلية وعلى رأسها التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يعتدي على فلسطين ولبنان، بلد السيد بصبوص، أم تراه غير معني بهذه المسألة.
على هذا البصبوص وقناة القمامة التي استضافته أن يدركوا أن الجيش الوطني الشعبي التف مع الشعب الجزائري في الحراك الأصيل، وأن هذا الحراك هو من أنتج الجزائر الجديدة التي قطعت مع الفساد بجميع أشكاله، ورفضت ولا تزال، أجندات التدخل في شؤون الجزائر، وإذا كان هذا ما يغيظهم فليذهبوا إلى الجحيم فساعة الجزائر لن تعود إلى الوراء ولن يلتفت وقتها الثمين إلى مزاعمهم الكاذبة فعقاربها مضبوطة على المستقبل المشرق الذي ينتظر الشعب الجزائري عن قريب، وساعتها سيكتشف الإعلام الفرنسي أنّ الجزائريين كانوا محصنين جيّداً ضدّ سمومه.