حظي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال زيارة الدولة التي قادته إلى البرتغال، باستقبالٍ رسمي بارز من قبل نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا.
الاستقبال الحارّ الذي لقيه رئيس الجمهورية من قبل نظيره البرتغالي يؤكّد صواب توجّهه الدبلوماسي المنفتح الذي شرع في تجسيده، بتوثيق علاقات وطيدة مع دولة لها تاريخ عريق في غرب القارة الأوربية، حيث بدا واضحا من خلالها أن الرئيس تبون قد ربح رهان تنبيه إسبانيا للمرة الأخيرة ربما، بعد زيارة إيطاليا، إلى أن المهلة تكون قد انتهت إن لم تعد حساباتها حيال موقفها من قضية الصحراء الغربية.
وفي متن الرسالة ذاتها خطاب ضمني موجه إلى المغرب بأن الجزائر تستطيع أن تمدّ علاقاتها إلى حيث لا يمكن للمخزن أن يفعل شيئا، سوى أن يعود إلى رشده ويحكم الشرعية الدولية التي أصبح الموقف الجزائري أكثر إقناعا بها لجميع دول المنطقة.
مراسم الاستقبال التي حملت كلّ هذه الرسائل، جرت بساحة الإمبراطور القريبة من مقر رئاسة الجمهورية البرتغالية أين استمع الرئيسان إلى نشيدي البلدين على وقع 21 طلقة مدفعية.
الرئيسُ تبون أجرى محادثاتٍ مع نظيره البرتغالي على انفرادٍ بمقر رئاسة الجمهورية البرتغالية، توسّعت بعدها لتشمل أعضاءَ وفدي البلدين.
رئيسُ الجمهورية أكّد على التطابق التام في وجهات النظر بين البلدين بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، مؤكدا أن الجزائر وعلى غرار البرتغال تطمح للسلم في كل من أوكرانيا وروسيا، وحل قضية الصحراء الغربية باحترام قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، كما تشدّد على دفاعها من أجل دولةٍ فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأعرب الرئيس تبون عن رغبة الجزائر في الارتقاء بالعلاقات مع البرتغال إلى علاقات تكون نوعية وأكثر كثافة، لتشمل كافة الميادين مع هذه الدولة الصديقة كما دعا نظيره البرتغالي إلى زيارة الجزائر قريبا.
من جهته، أكّد الرئيس البرتغالي أنّ زيارة الرئيس تبون ستدفع بعلاقات التعاون الثنائي إلى مستوى أرقى، خاصّة في مجال التعاون الدبلوماسي والأمني والاقتصادي؛ على غرار قطاعات الطاقة المتجددة والسياحة والتعليم، متوقعا مستقبلا زاهرا للعلاقات الجزائرية – البرتغالية.
رئيس الجمهورية زار مقر بلدية لشبونة التاريخي، وتسلم مفتاح المدينة وأكّد أنها عاصمة التاريخ والثقافة والوسطية، كما التقى في مستهل زيارته أفرادا من الجالية الوطنية، حيث استمع باهتمام إلى انشغالاتهم وآرائهم واقتراحاتهم، مؤكدا لهم التزام الدولة بحماية الجزائريين في الخارج وبفتح الأبواب أمام الكفاءات للمساهمة في تنمية الوطن.
أحمد عاشور