زيارة مرتقبة لرئيسة المجر إلى الجزائر
أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الجمعة، ببودابست، محادثات ثنائية مع نظيره المجري، بيتر سيارتو، تلتها جلسة عمل موسعة بمشاركة وفدي البلدين.
وتركزت المحادثات بين الطرفين، وفق ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية، حول سبل اضفاء ديناميكية جديدة على علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، إلى جانب القضايا الدولية والاقليمية التي تقع في صلب اهتمامات سياستيهما الخارجية.
وأكد أحمد عطاف، أن زيارته تهدف أساساً إلى تأكيد التزام الجزائر بتوطيد العلاقات التي تربطها بالمجر، والعمل على توفير عوامل وظروف نمو وتطور هذه العلاقات.
كما ذكَّر رئيس الدبلوماسية الجزائرية، في تصريح للصحافة، بعمق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين التي تمتد جذورها إلى أيام الثورة التحريرية المجيدة وما لاقته من تضامن ودعم كبيرين من قبل دولة وشعب المجر.
وأكد أنه تم التوافق حول جملة من الخطوات العملية التي من شأنها تكثيف التواصل على مختلف المستويات الرسمية، وبين أوساط رجال الأعمال، وكذا تنشيط مختلف آليات التعاون الثنائي والعمل على الرفع من قيمة المبادلات التجارية والاستثمارات البينية.
كما ذكر عطاف، أن هناك مشاريع عديدة بين البلدين، منها ما هو في طور الانجاز ومنها ما هو قيد الدراسة، وذلك في مجالات هامة على غرار الطاقات التقليدية والطاقات المتجددة والتكوين والتعاون الأمني والزراعة والصيد البحري والنقل الجوي.
من جهته، أشاد وزير خارجية المجر بما يجمع البلدين من عديد القواسم المشتركة، على غرار حبهما للسلام والحرية وتمسكهما بسيادتهما واستقلالية سياستيهما الخارجية.
وأكد أن بلاده ترغب في استيراد الغاز الجزائري، وذلك ضمن استراتيجيتها الهادفة لتنويع مصادر تمويلها.
ومن جانب آخر، شدد عطاف على أهمية الزيارة التي ستقوم بها رئيسة المجر، كاتالين نوفاك، إلى الجزائر مستقبلاً، بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون، داعياً إلى التحضير الأمثل لهذا الاستحقاق الهام بغية الوصول إلى مخرجات ونتائج نوعية تدشن عهداً جديداً في تاريخ العلاقات الجزائرية-المجرية.
كما أتاحت المحادثات بين الجانبين الفرصة لتبادل الرؤى والتحاليل حول عديد القضايا، وبالخصوص الأزمة الروسية-الأوكرانية، الأوضاع في الساحل الافريقي، الأزمة في النيجر، إلى جانب قضية الصحراء الغربية.
وصرح الوزير أحمد عطاف أنه أطلع نظيره المجري على الجهود التي تبذلها الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون للمساهمة في تهدئة الأوضاع وتغليب منطق الحوار والتفاوض لتشجيع الحلول السلمية للأزمات، لاسيما في كل من النيجر ومالي وليبيا.
كما أكد أنه تم التطرق إلى قضية الصحراء الغربية وضرورة دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة عبر المبعوث الشخصي للأمين العام، السيد ستافان دي ميستورا، لإحياء المسار السياسي بغية تمكين طرفي النزاع من الوصول إلى حل عادل ودائم يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، طبقاً لما كرسته الشرعية الدولية.
من جهته ، أكد رئيس الدبلوماسية المجرية أن بلاده تدعم بقوة جهود الجزائر ومبادرتها الرامية لحل الأزمة في النيجر واستعادة النظام الدستوري في هذا البلد، كما أشار الى أهمية البعد الاقليمي لمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون من حيث أنها تسلط الضوء على ضرورة معالجة اشكالية التنمية الاقتصادية في الساحل.
في سياق منفصل، أكد الوزير أحمد عطاف أنه طلب من زميله المجري تسهيل حضور الجزائر لاجتماع من اجتماعات مجموعة “فيسيغراد” لإطلاعها على الأوضاع في منطقة الساحل وعلى مساعيها الرامية لنشر الأمن والاستقرار والتنمية والرفاه في هذا الفضاء الاقليمي. وللتذكير، فإن تجمع “فيسيغراد” يضم أربعة دول من وسط أوروبا وهي التشيك، المجر، بولندا وسلوفاكيا.
وأعرب الوزير عن تأسفه لحالة الانسداد والجمود التي آلت إليها علاقات الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في المرحلة الراهنة، آملاً أن يكون للمجر دور وإسهام في تجاوز هذه الوضعية المضرة بالمصالح الرئيسية للطرفين، لا سيما وأن المجر ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي خلال السداسي الثاني من العام المقبل.