زيارة مفاجئة إلى البرتغال.. وجهة الرئيس تبون الثانية بعد إيطاليا لتأديب إسبانيا والمخزن يعيش حالة من الرعب
كان إعلان رئاسة الجمهورية عن زيارة الرئيس تبون لدولة البرتغال مفاجئا، في وقت كانت فيه الأنظار متجهة إلى روسيا التي يرتقب أن يزورها في مطلع شهر يونيو، وإلى فرنسا كذلك، والتي تم تأجيل زيارته إليها بسبب الاحتجاجات العمالية هناك، بعد أن كان مزمعا إجراؤها في بداية شهر ماي الجاري.
وتأتي زيارة الرئيس تبون المفاجئة إلى لشبونة، أياما من انعقاد الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب والبرتغال تحت شعار “المغرب والبرتغال: تأكيد على شراكة إستراتيجية نموذجية”، وتم خلاله التوقيع على حزمة من الاتفاقيات، والتأكيد على تعزيز الحوار السياسي بين البلدين.
ورغم أن اجتماع القمة الذي جمع المغرب بالبرتغال ناقش عدد كبيرا من الملفات، إلا أن البرتغال كان صريحا وواضحا في تمسكه بالشرعية الأممية في حلّ القضية الصحراوية، ولعل هذا الموقف هو سبب الزيارة المفاجئة للرئيس تبون الذي يكون قد حرص على إجرائها من أجل توطيد علاقات الجزائر بالبرتغال على خلفية الموقف المتبادل والمنسجم والمشترك إزاء النزاع الصحراوي، خاصة بعد الموقف الغريب للحكومة الإسبانية.
ويعيش المخزن على أعصابه حالة من الرعب، على خلفية تصريحات الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا حول ملف الصحراء الغربية، خاصة أنّ الرباط وبعد زيارة الوزير الأول البرتغالي، أنطونيو كوستا الأخيرة، سعت إلى تحريف تصريحاته، وروجت عبر وسائل إعلامها بأنّ البرتغال مع مغربية الصحراء، وهذا يتنافى تماما مع ما أكد الوزير الأول البرتغالي، من تمسك بلاده “بدعم جهود الأمم المتحدة لحل النزاع، من خلال حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين”.
ومن المنتظر أن تحظى العلاقات الجزائرية البرتغالية بزخم كبير، يشبه لذلك الزخم الذي أخذته العلاقات مع إيطاليا بعد موقف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز من المسألة الصحراوية، كما يرى متابعون أن لشبونة ستحرص على استغلال هذا الانفتاح الجزائري، حيث يؤكد مراقبون أن لشبونة ستكون بالتأكيد منفتحة على تعزيز العلاقات مع الجزائر، واستغلال الفراغ الذي خلفته القطيعة بين الجزائر ومدريد.
ويرافق الرئيس تبون خلال زيارته إلى لشبونة وفد هام من أعضاء الحكومة ورجال الأعمال ومدراء المؤسسات الاقتصادية الحكومية، حيث من المنتظر أن تتوج هذه الزيارة بإبرام عدة اتفاقيات هامة في مجال الطاقة، والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتنقل وحركة الأفراد.
وكان وزير الاقتصاد البرتغالي أنطونيو كوستا قد زار الجزائر قبل أسابيع قليلة حيث التقى بالعديد من المسؤولين الجزائريين على رأسهم وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون، وتم الاتفاق بين الطرفين على توسيع الاتصالات والتشاور من أجل إقامة علاقات قوية شاملة بين الطرفين.
أحمد عاشور