حنان مهدي
حققت السينما الثورية الجزائرية عقب الاستقلال نجاحا كبيرا في التعبير عن واقع الثورة الجزائرية، وكانت وسيلة قوية لنقل معاناة الشعب الجزائري ونضاله ضد الاستعمار الفرنسي إلى العالم أجمع، إذ تمكن العديد من المخرجين الجزائريين وحتى الأجانب من تجسيد الأبعاد الإنسانية والسياسية لقصص عاشها الجزائريون في سبيل نيلهم للحرية، وهو ما جعل هذه الأفلام تصبح جزءا من ذاكرة العالم السينمائية.
وفي هذا التقرير نقدم لكم كرونولوجيا لسبعة أفلام جزائرية شهيرة أنتجت عقب الاستقلال خلدت نضالات الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي:
فيلم معركة الجزائر 1966
من إخراج الإيطالي جيلو بونتيكورفو، وهو واحد من أشهر الأفلام التي تناولت الثورة الجزائرية إذ يركز على معركة الجزائر العاصمة أثناء الاحتلال الفرنسي، وكذلك تحديات المجاهدين في التصدي للقوات الفرنسية.
ويعتبر هذا الفيلم من أبرز الأعمال السينمائية التي تجسد نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار.
فيلم ريح الأوراس 1966
وهو فيلم للمخرج محمد الأخضر حمينة، وأول عرض له كان سنة 1966.. يعد الفيلم من كلاسيكيات السينما الجزائرية، ويتناول معاناة الشعب الجزائري إبان الاحتلال الفرنسي في حرب التحرير الجزائرية.
فيلم الأفيون والعصا 1969
من إخراج أحمد راشدي، وهو فيلم يروي قصة مقاومة الجزائريين في فترة الاستعمار الفرنسي، وركز على العلاقة بين المجاهدين والقوى الاستعمارية.
ويعكس فيلم الافيون والعصا الصراع الدائم بين إرادة الشعب الجزائري والاحتلال الفرنسي.
الخارجون عن القانون 1969
وهو فيلم من إخراج توفيق فارس، يعرض تفاصيل حياة بعض المجاهدين الجزائريين الذين خاضوا نضالا مسلحا ضد الاستعمار الفرنسي في فترة الثورة الجزائرية.
ويعكس الفيلم محنة الشعب الجزائري والمشاعر العميقة للصراع والبطولة في مواجهة القمع والاضطهاد، كما تتناول القصة كيف أن العديد من المقاومين، الذين يعتبرهم الاحتلال الفرنسي “خارجين عن القانون”، وهم في الحقيقة أبطال الثورة الذين يسعون إلى تحرير وطنهم من الاستعمار.
فيلم دورية نحو الشرق 1971
هو فيلم ثوري تم إنتاجه عام 1971 من قبل الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية، من إخراج المخرج الجزائري عمار العسكري.
وتدور أحداث الفيلم حول دورية عسكرية خلال الثورة تقوم بمهمة صعبة نحو الشرق الجزائري حيث تواجه العديد من التحديات والمصاعب في سياق نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال.
فيلم سنوات الجمر 1974
من إخراج محمد لخضر حمينة، ويعتبر من أشهر الأفلام الجزائرية التي تناولت فترة الثورة الجزائرية، إذ يروي الفيلم قصة مناضلين جزائريين يكافحون ضد الاحتلال الفرنسي، ويقدم تصويرا واقعيا وصادقا لمعاناة الشعب الجزائري خلال سنوات الاستعمار، إضافة إلى التضحية والصمود الذي أبداه المجاهدون.
وقد نال فيلم “سنوات الجمر” السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1975، وهو واحد من أعظم التكريمات التي حصل عليها الفيلم، مما يعكس تقدير العالم لفن السينما الجزائرية وجهودها في تجسيد تاريخها النضالي.
ملحمة الشيخ بوعمامة 1985
يسرد فيلم “الشيخ بوعمامة”، للمخرج الجزائري بن عمر بختي، تفاصيل الثورة التي قادها المجاهد الشيخ بوعمامة في الجنوب الغربي للجزائر، أواخر القرن التاسع عشر.
وقد جسد شخصية البطولة الممثل الجزائري القدير عثمان عريوات، ويعد الشيخ بوعمامة أحد وجوه المقاومة المبكرة في غرب الجزائر، حيث قاد ثورة على المستعمر لما يزيد عن 23 سنة ما بين 1881 و1904.
وستبقى السينما الثورية الجزائرية شاهدا حيا على نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار، حيث نجحت في نقل قصته للعالم بأسلوب فني يعكس التضحيات والبطولات لتكون مصدر إلهام للأجيال الجديدة، وتذكيرا دائما بقيمة الحرية والاستقلال.