سعيدة نغزة ترفع الراية الوطنية في محافل دولية وإقليمية وتمثّل مصالح الجزائر الاقتصادية أحسن تمثيل

سعيدة نغزة ترفع الراية الوطنية في محافل دولية وإقليمية وتمثّل مصالح الجزائر الاقتصادية أحسن تمثيل

للمرة الأولى في التاريخ تتولى الجزائر رئاسة مجلس إدارة منظمة العمل العربية، ويعود الفضل في هذا الشرف العظيم لسيدة جزائرية تمكنت من اعتلاء هذا المنصب المرموق في منظمة اقتصادية عربية؛ إنها سعيدة نغزة ، رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، التي سطع اسمها بداية من الأيام القليلة الماضية ليس في عالم الأعمال، فهذا ما تمكنت من تحقيقه قبل هذا التاريخ بسنوات طويلة، ولكن في سماء عالم السياسة أيضا، ذلك أن جميع الدول العربية تحوز على عضوية منظمة العمل العربية، وهي بطريقة ما “الوجه الاقتصادي” لجامعة الدول العربية.

ويأتي هذا التميّز الذي حظيت به الجزائر من خلال تزكية السيدة نغزة منسجما مع احتضانها، خلال أسابيع قليلة لأبرز حدث عربي في الساحة السياسية، ألا وهو قمة جامعة الدول العربية التي ستنعقد في 1 و2 نوفمبر بالجزائر العاصمة.

لم يكن هذا الإجماع العربي على شخص سيدة الأعمال الجزائرية بتولي هذا المنصب الهام وليد اللحظة أو الصدفة، فقد سبقه مسؤوليات كبيرة تقلدتها في دواليب هذه المنظمة، حيث تم انتخابها عضوا في مجلس إدارتها خلال الندوة السابعة والأربعين، التي عقدت في القاهرة في الفترة من 5 إلى 12 سبتمبر 2021، وليس هذا فحسب، فقد حظيت بالثقة مجددا في العاصمة القطرية الدوحة بتاريخ 26 أكتوبر 2021، حيث تم انتخابها من طرف نظرائها للعضوية في لجنتين بمنظمة العمل العربية؛ هما لجنة الحرية النقابية، ولجنة الرؤساء الشرفيين.

ولا يقتصر نشاط سعيدة نغزة على العالم العربي فحسب، حيث أنها افتكت صفة “الشخصية الإقليمية والدولية” في عالم الأعمال، كونها عضو في مجلس إدارة المنظمة والمكتب الدولي للعمل، وسبق لها أن ترأست منظمة أرباب العمل “بيزنسماد”أو الاتحاد المتوسطي لكونفدراليات المؤسسات، التي تعتبر أبرز ممثل إقليمي للقطاع الخاص، يجمع 22 كونفدرالية ومؤسسة من الضفتين الشمالية و الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى ترؤسها لمنظمة “بيزنس أفريكا”.

إن هذا النشاط الذي تقوم به سعيدة نغزة، رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، يجعل منها الممثل الحصري للدولة الجزائرية في هذه المنظمات غير الحكومية الدولية والإقليمية، حيث تغيب عنها بقية المنظمات الجزائرية المماثلة، فكيف بها إذا استطاعت من خلال قدراتها الشخصية والكارزمية وإمكانياتها التفاوضية والدبلوماسية أن تتبوأ أعلى المناصب الهرمية في هذه الكيانات الاقتصادية الهامة والمؤثرة، دون شك فإن هذا النجاح لن يكون لسعيدة نغزة لوحدها ولا حتى لمنظمتها فحسب، بل سيكون له انعكاس إيجابي كبير وأكيد على الاقتصاد الوطني.

وفي هذا السياق، وكما هو معروف فإن ما تحصل عليه الدول من خلال هذه المنظمات، من حماية لمصالحها الاقتصادية وجلب للاستثمارات الأجنبية، وحتى الدفاع عن مؤسسات الجمهورية ضد الكثير من التقارير المجحفة في حقها والتي تصوغها أيادي خفية بناء على توصيات من دول معادية للجزائربغرض الابتزاز أو التأثير على مكانتها أو وجهتها الاقتصادية، يتأتى بمدى قوتها داخل تلك المنظمات، والتي يعكسه وجود أو غياب تمثيلها في هيئاتها، من قبل أبنائها وبناتها، وهو الحال بالنسبة لسعيدة نغزة ابنة الجزائر.

إن سعيدة نغزة لم تعد ملكا للكنفدرالية، فوقتُها وعلى ضيقه لا تشغله اهتمامات منظمتها ولا حتى مشاغلها الخاصة، إنه وقت مليء بهموم الجزائر والقلق على اقتصادها، وما ينبغي أن تقدمه من أجلها في مجال حيوي يضمن لأبناء شعبها الحياة الرغيدة والسعيدة، تماما كما هو اسمها المليء بالسعادة.

أحمد عاشور