فتح الإعلامي الجزائري سعيد فلاك قلبه لــموقع دزاير توب و جريدة “دزاير سبور”، حيث سلط الضوء على الكثير من المحطات في مسيرته بالإعلام الرياضي والتنشيط التلفزيوني إلى جانب واقع الصحافة الوطنية، كما تطرق في حواره الشيق للحديث عن المنتخب الوطني والتحديات التي تنتظره مبديا تفاؤله بقدرة “الخضر” على تكرار إنجاز 2019 إضافة إلى انتخابات رئاسة “الفاف” أين أبدى رأيه بكل جرأة بخصوص هذا الملف.
بداية، كيف تعرف نفسك للجمهور؟
أولا السلام عليكم، وسلام لجميع قراء جريدة “دزاير سبور” سعيد فلاك، من مواليد 23 ماي 1986، متحصل على ليسانس في المالية، وأيضا ديبلوم في الصحافة.
ما هي قصتك مع الإعلام الرياضي؟
بدايتي مع الإعلام، كانت في 2006 من بوابة صحيفة “ماراكانا” التي كانت أول محطة لي في هذا الميدان، لأخوض بعدها تجربة بجريدة “كومبيتيسيون” التي عملت بها من 2008 إلى غاية 2010، بعدها قررت الانضمام إلى طاقم جريدة “لوبيتور” أين قضيت فيها تسع سنوات قبل أن يقودني القدر إلى التلفزيون العمومي وبالتحديد إلى “كنال ألجيري” التي أعمل فيها منذ 2019، أود أن أكون صريحا معكم، كان لدي حلم بأن أكون صحفيا رياضيا منذ نعومة أظافري، فأنا أعشق كرة القدم والرياضة بصفة عامة، وهنا أتذكر في فترة الثانوية أنني كنت مدمنا على قراءة الجرائد العامة والرياضية بصفة خاصة، وهو ما حفزني بعد تخرجي من الجامعة لدخول عالم مهنة المتاعب، حقيقة لم أكن أتوقع إلى ما وصلت إليه حاليا لكن بالمثابرة والاجتهاد وحب المهنة التي أعتبرها هواية أكثر من عمل الأمر الذي مكنني من تحقيق أهدافي وأنا أشكر الله على ذلك فهناك كثيرون يتمنون أن يكونوا في مكاني.
الصحافة المكتوبة تبقى مدرسة لكل صحفي، ما قولك؟
الصحافة المكتوبة كانت ولا تزال أكبر مدرسة إعلامية ، فهي تعتبر القاعدة الأساسية التي ينطلق منها كل صحفي نحو السمعي البصري، قبل أن تتيح له الإذاعة أو التلفزيون بعد ذلك فرصة لاكتساب المزيد من الخبرة وتعلم الكثير من التقنيات لكي يصبح إعلاميا أكثر تكاملا.
كيف تقيمون واقع الصحافة الرياضية في الوقت الراهن؟
صراحة رغم الأشواط المتقدمة الذي بلغتها الصحافة في بلدنا ، إلا أن الصحافة الرياضية في تراجع لأن المهنة دخلها بعض الدخلاء الذين أساؤوا للمهنة خاصة من ناحية المصداقية والسبب في ذلك مواقع “السوشيال ميديا” التي أصبحت مصدرا للبعض وفضاءً لفئة أخرى من الصحفيين سامحهم الله لكسب المزيد من التفاعل من خلال نشر أخبار كاذبة وذلك على حساب المهنية والمصداقية، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على الصحافة الرياضية الجزائرية التي كثيرا ما يطلق عليها بصحافة العار،حيث نجد ذلك حتى في كبرى الجرائد الايطالية والإسبانية والانجليزية التي تنشر مقالات كثيرة مليئة بالأخبار بالكاذبة عكس الصحفي الجزائري الذي يتعب من أجل الحصول على المعلومة عكس ما هو عليه الحال في أوروبا.
شغفك بالرياضة جعل منك صحفيا معروفا، واسما لامعا في الساحة الإعلامية الوطنية حتى لقبك البعض “بفابريزيو رومانو” فما السر في ذلك؟
لا أعتبر نفسي مشهورا، ربما اشتغلت في منابر إعلامية معروفة وهو ما جعل الناس تتابعنا، كما قلت لك سابقا قبل التحاقي بالتلفزيون العمومي كانت لي تجارب سابقة على غرار “الهداف تي.في” التي كانت لها متابعين كثر كما لا يخفى على أحد أننا كنا من بين مؤسسي القناة في 2014، أما بخصوص مقارنتي بفابريزيو رومانو ، فهذا أمر جميل فكلانا صحفي، فابريزيو رومانو صحفي لديه مصداقية كبيرة خاصة في سوق الانتقالات، وأنا من جهتي أحاول دائما أن أكون عند حسن المتابعين رغم صعوبة الحصول المعلومة في الجزائر، فأحيانا تصلني العديد من المعلومات من مصادري الخاصة ولكن دائما ما أتحرى قبل نشرها وإيصالها للمتلقي حفاظا على صورتي ومصداقية الأخبار التي أقوم بنشرها وهذا ما جعل الناس ربما تثق في شخصي.
هل تطمح للتواجد في إحدى القنوات الرياضية الكبيرة مستقبلاً؟
أي إنسان في هذه الحياة يطمح لما هو أفضل ، لكن العمل لقناة كبيرة ليس هدفا أساسيا أو هاجسا بالنسبة لي ، أنا الآن سعيد في قناة “كنال ألجيري” التي أعمل فيها ، حيث، وفرت لنا كل الإمكانيات رغم أنها ليست قناة رياضية مئة بالمئة ، إذ تملك حقوق بث مباريات البطولة والمنتخب الوطني وهو ما يساعدني في القيام بعملي على أكمل وجه ، شيء جميل لو تتاح لي الفرصة للعمل في قناة رياضية تتناسب مع طموحاتي فلن أرفض ذلك.
حدثنا عن حياتك المهنية وأبرز تغطية إعلامية عشتها؟
كانت لدي العديد من التجارب، فقد سبق لي تغطية خمس كؤوس أفريقية والعديد من المباريات في أفريقيا بدوري أبطال أوروبا وكذا مباريات المنتخبات الأوروبية ناهيك عن إجراء العديد من الحوارات مع أسماء معروفة على غرار بوفون دروغبا ديكو يايا توري وبويول ولكن المحطة الأبرز خاصة وأنني من مشجعي برشلونة هو الحوار الذي أجريته مع أندريس إنييستا سنة 2012 بمركز تدريبات النادي وهو الذي كان من بين أفضل اللاعبين في العالم خلال تلك الفترة ، الحوار كان قبل ثلاثة أسابيع من بداية اليورو الذي اختير فيها أحسن لاعب ، ولحد الآن لا يمكنني نسيان المقابلة الصحفية مع إنييستا الذي كان في قمة التواضع معي خاصة أنه ليس من السهل إيجاد الوقت والمكان لمحاورته ، فأنا محظوظ كوني عشت تلك اللحظات كصفحي ولذلك أعتبرها أحسن ذكرى في حياتي المهنية.
يرجع أغلب المحللين أسباب إخفاق المنتخبات الوطنية على مستوى الفئات الشبانية إلى غياب عمل قاعدي هل توافق هذا الرأي؟
أنا مع هذا الطرح فـ “البريكولاج” وإعادة الترقيع التي طبعت السنوات الماضية لا تزال سارية من ناحية العمل القاعدي خاصة على مستوى الفرق ، حيث، تعد سياسة التكوين من آخر اهتمامات الأندية وبقية الجهات الساهرة على كرة القدم الجزائرية، فما عدا 3 أو 4 فرق من تملك ثقافة التكوين في صورة أكاديمية بارادو التي جنت ثمار عملها الدؤوب في هذا الجانب والنتيجة أمامكم احتراف العديد منهم في الخارج والبعض منهم يشكل نواة الفريق الوطني، اليوم حان الوقت على الأندية الجزائرية خاصة التي تملك الإمكانيات ومن هم تحت وصاية المؤسسات العمومية لكي يسيروا في هذا الاتجاه ويقوموا بإنشاء مراكز تكوين بمعايير عالمية ، اليوم نحن أمام ضرورة العناية بالمواهب الكروية وفق سياسة إستراتيجية مرحلية حتى تعود بالفائدة على الكرة الجزائرية.
أشعلت استقالة جهيد زفيزف، حمى السباق نحو مبنى دالي ابراهيم من وجهة نظرك من تراه الشخص المناسب لتولي رئاسة الفاف خلال الفترة المقبلة؟
أولا لابد من معرفة أسماء المترشحين لانتخابات رئاسة “الفاف” رغم تداول بعض الشخصيات في الفترة الأخيرة، أنا بصفتي صحفي لا أزكي أي مترشح حتى أتعرف على برنامجه فهنا يمكنني أن تكون لدي نضرة لإبداء رأيي، مشكل الكرة الجزائرية بالنسبة لي عميق، حيث فتعاقب عدد من الرؤساء على “الفاف” ولا شيء تغير وهنا نجد أنفسنا أمام ضرورة تغيير شامل إذا ما أردنا أن نرتقي بالرياضة الجزائرية بصفة عامة.
داس كل من تعاقبوا على رئاسة “الفاف” في السنوات الأخيرة على قوانين الجمهورية من دون حسيب ولا رقيب برأيك ما مهمة الرئيس الجديد؟
نحن كصحفيين نناشد اليوم السلطات بتشديد الرقابة ليس فقط على الاتحاد الجزائري بل حتى الفرق الوطنية، فلما نشاهد بعض رؤساء الفرق يقومون بإهدار المال العام بدون حسب ولا رقيب كما تفضلتم، وفيما يخص مهمة الرئيس الجديد للفاف سيكون أمام مهمة ترتيب البيت، مع القيام بتطهير جاد وشامل على مستوى الأندية بغية وضع حد للممارسات السلبية التي كرستها النظرة المصلحة الضيقة.
ما رأيك في المنشآت الرياضية والأحداث التي احتضنتها الجزائر بدءا من ألعاب وهران إلى الألعاب العربية؟
كانت لي الفرصة كصحفي لمشاهدة المنشآت الرياضية عن قرب على غرار ملعبي عنابة وقسنطينة الذين تم ترميمها بالكامل وأيضا ملاعب براقي بالعاصمة، وهران وتيزي وزو فهي ملاعب بمواصفات عالمية وهذا بشهادة الجميع بعد تنظيم الجزائر لألعاب البحر الأبيض المتوسط،كأس أفريقيا للاعبين المحليين، ثم كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة، اليوم الرياضيون المحليون وحتى الأجانب تحت تصرفهم كل الإمكانيات للتحضير للمنافسات القارية وهذا يدل على إرادة السلطات العمومية ببعث الرياضة الجزائرية من جديد في وقت عانت فيه خلال السنوات الأخيرة من قلة المرافق الرياضية.
المنتخب الوطني تدعم مؤخرا بأسماء جديدة وينتظر التحاق آخرين ما تعليقك بخصوص هذا الأمر؟
شيء إيجابي للمنتخب الوطني ، فالوافدون الجدد الذين التحقوا مؤخرا يملكون إمكانيات لابأس بها وأخص بالذكر هنا اللاعبين الشبان على غرار بوعناني حجام آيت نوري وشايبي وحتى عوار كذلك بعد طول انتظار ، أعتقد أن هؤلاء اللاعبين سيقدمون إضافة نوعية للمنتخب خاصة ونحن في مرحلة جديدة عقب سلسلة الخيبات التي مر بها الخضر أهمها عدم التأهل إلى كأس العالم 2022 ، وهو الأمر الذي دفع بالمدرب الوطني جمال بلماضي إلى ضخ دماء جديدة ، كما لا يخفى على أحد بأن الأسماء السالفة الذكر اختارت الجزائر عن قناعة وفي سن مبكر في صورة بوعناني الذي لم يتعدى سنة 18 سنة ويملك أمامه مستقبل واعد في انتظار بقية الأسماء المرشحة للالتحاق بالفريق الوطني.
كلمة أخيرة
وفي الختام نشكركم على هذا الحوار المميز لكم ولكل القراء مع تمنياتي بالتوفيق للمنتخب الوطني وللكرة الوطنية وإن شاء الله القادم سيكون أفضل لنا جميعا.