تحتفل جمهورية أذربيجان، اليوم بالذكرى الثالثة لعيد النصر في الحرب الـ 44 يوم، التي خاضتها البلاد في عام 2020.
وكتب سفير جمهورية أذربيجان لدى الجزائر، تورال رضاييف، رسالة بالمناسبة، قال فيها” نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة لانتصارنا في حرب الـ 44 يومًا دخل يوم 08 نوفمبر 2020 تاريخ أذربيجان باعتباره يوم النصر، الطريق إلى النصر لم يكن سهلا، منذ عام 1993، احتلت أرمينيا 20% من أراضي أذربيجان.
وأضاف تورال رضاييف: ” وعلى الرغم من القرارات الأربعة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حركة عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون والأمن الأوروبي وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية، واصلت أرمينيا سياستها الاحتلالية لمدة 27 عامًا.
وأضاف رضاييف: ” ولم تسفر مبادرات الوساطة التي قامت بها المنظمات الدولية عن أي نتائج، وفي عام 2020، أدلى رئيس وزراء أرمينيا بتصريح مفاده أن “كرباغ هي أرمينيا ونقطة”، وفي العام نفسه، صرح وزير دفاع أرمينيا بأنهم مستعدون لـ “حرب جديدة من أجل أراض جديدة”، وإلى جانب هذه التصريحات، زاد أيضًا عدد الاستفزازات المسلحة الأرمنية في خط المواجهة.
وتابع تورال بالحديث: ” في جويلية 2020، أطلقت القوات المسلحة الأرمينية النار على سيارة تقل جنودًا أذربيجانيين ساميين، واستشهد جنودنا، قبل أن يضيف: “في سبتمبر 2020، تم إطلاق النار على جنودنا من منطقة فضولي المحتلة في أذربيجان، وكانت هذه القشة الأخيرة في صبر أذربيجان”
وأورد سفير أذربيجان لدى الجزائر: “شنت القوات المسلحة الأذربيجانية هجوما مضادا وحررت الأراضي المحتلة في غضون 44 يوما، وفي 10 نوفمبر2020، وقعت أرمينيا على الإعلان، وهو ما يعتبر بمثابة استسلام، وقد وقع على هذا الإعلان رؤساء أذربيجان وروسيا ورئيس وزراء أرمينيا، لكن أرمينيا، كما هي الحال دائماً، لم تمتثل لالتزاماتها وبالتالي، فهو لم ينقل أفراده العسكريين الذين يتقاضون رواتبهم من أراضي أذربيجان، ولم يفتح الاتصالات المقصودة من أذربيجان إلى ناختشيفان ذات الحكم الذاتي ، وأرسل الأسلحة إلى الأرمن في أراضي أذربيجان”.
وكشف تورال رضاييف: ” تسللت المجموعات التخريبية الأرمنية إلى المنطقة وزرعت الألغام هنا، حاول حفر الخنادق وبناء التحصينات العسكرية في الأماكن التي يعيش فيها الأرمن في أراضي أذربيجان، ولم توقع أرمينيا على اتفاق السلام القائم على القواعد الدولية.
وقال تورال أيضا: ” وعلى الرغم من هزيمتها في حرب الـ 44 يوما، واصلت أرمينيا استفزازاتها، على الرغم من قواعد القانون الدولي. وقد قامت جمهورية أذربيجان بالرد اللازم على هذه الاستفزازات، وفي 19 سبتمبر 2023، بسطت سلطتها على كافة أراضيها بعملية محدودة لمكافحة الإرهاب وعرضت الجنسية الأذربيجانية على الأرمن المدنيين، الذين يعيشون هنا وأعلنت أنه ستضمن أن يعيش 30 ألف أرمني يعيشون في أذربيجان بحرية وفقًا لقوانيننا، تمامًا مثل المواطنين الأذربيجانيين و مع ذلك، وبتأثير وتشجيع من أرمينيا، تم نقل هؤلاء الأشخاص سلميا من أراضي أذربيجان إلى أرمينيا، حيث هم مواطنون، بواسطة مركبات نظمها الجانب الأرمني، ولا علاقة للجانب الأذربيجاني بهذه الهجرة.
وأكد السفير الأذربيجاني لدى الجزائر: ” إن أذربيجان تدعم السلام والأمن والتنمية الاقتصادية والتعاون والاستقرار في منطقة جنوب القوقاز”، مضيفاً: ” ونأمل أن تفي أرمينيا بالتزاماتها خلال عملية التفاوض وأن تظل وفية للوثائق التي وقعتها”.
وأشار تورال رضاييف: ” إن يوم 8 نوفمبر 2020 بالنسبة لنا هو يوم انتصار العدالة على الظلم، احتلت أرمينيا أراضي أذربيجان من حوالي 30 عامًا وأنشأت ما يسمى بالنظام غير القانوني هناك، ونتيجة للتطهير العرقي الذي قامت به أرمينيا، تم طرد أكثر من مليون أذربيجاني من أراضي أجدادهم، لقد دمرت أرمينيا مدننا وقرانا، ودمرت وأهانت آثارنا التاريخية والدينية.
وأضاف رضاييف في رسالته: ” خلال كل هذه السنوات، حاولت أذربيجان حل النزاع سلميا، ومع ذلك كان هدف أرمينيا هو ترسيخ الوضع الراهن على أساس الاحتلال، وعلى الرغم من سياسة العدوان والتطهير العرقي التي تنتهجها أرمينيا ضد بلدنا، فإن أذربيجان هي التي أعلنت استعدادها للتوقيع على اتفاق سلام مع أرمينيا، وعرضت خمسة مبادئ أساسية”.
وواصل تورال: ” ورغم أن أرمينيا أعلنت في عام 2022 اعترافها بسيادة أذربيجان ووحدة أراضيها، إلا أن تصرفاتها الحقيقية كانت غير منطقية ومتناقضة على الإطلاق، واستمر جزء من الجيش الأرمني في البقاء في الأراضي الخاضعة لسيادة أذربيجان.
وأكد السفير الأذربيجاني لدى الجزائر: ” ان حقيقة تهنئة رئيس وزراء أرمينيا لما يسمونها بـ “الانتخابات الرئاسية ” التي أجريت في منطقة كرباغ في 02 سبتمبر 2023 كانت غير محترمة وتهديدًا مباشرًا لسلامة أراضينا و سيادة بلادنا وسلامتنا”.
وأضاف: ” في 19 سبتمبر 2023، أدى انفجار ألغام زرعتها المجموعات المسلحة الأرمنية غير الشرعية عمداً في أراضينا المحررة من الاحتلال إلى مقتل 6 مدنيين وضباط شرطة، بعد ذلك، نفذت أذربيجان إجراءات محلية لمكافحة الإرهاب من أجل استعادة الهيكل الدستوري وتحييد الوحدات العسكرية غير القانونية، ونتيجة للعملية التي انتهت خلال 23 ساعة، استعادت أذربيجان سيادتها وبنيتها الدستورية بالكامل. ولم يتضرر المدنيون والبنية التحتية المدنية نتيجة لتدابير مكافحة الإرهاب، وامتثلت أذربيجان تماما للقانون الإنساني الدولي. وأكدت بعثة الأمم المتحدة التي زارت المنطقة مرتين هذه الحقائق”.
وتابع تورال بالحديث قائلا: “قبل ثلاث سنوات، مباشرة بعد انتهاء الحرب الوطنية، بدأت أذربيجان أعمال إعادة الإعمار على نطاق واسع في أراضيها المحررة من الاحتلال. ولهذا الغرض تم بالفعل إنفاق مبلغ 7 مليارات دولار أمريكي من الميزانية الأذربيجانية. ومن المتوقع أن يتم تخصيص ما لا يقل عن 2.4 مليار دولار أمريكي في العام المقبل”.
كما قال السفير الأذربيجاني: ” وتقوم دولة أذربيجان حاليا بتنفيذ برنامج العودة الكبرى إلى أراضيها المحررة من الاحتلال، وقد عاد النازحون السابقون – وهم المالكون الحقيقيون لهذه الأراضي – إلى مدينتي لاتشين وفضولي، وثلاثة قرى اخرى، ومن المتوقع أن يعود أكثر من 140 ألف شخص إلى منطقة كر باغ وشرق زانجازور، بحلول نهاية عام 2026″.
وأعرب ذات المتحدث: ” عن عميق امتناننا لجميع الدول التي ساندتنا في نضالنا العادل والمنصف، مستعينين بالأعراف القانونية الدولية والقرارات والإعلانات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من الجهات المؤثرة و المنظمات الدولية”.