حوار: حنان مهدي
_ في البداية، هل لك أن تخبرنا عن نفسك وتطلعنا عن رحلتك في مجال الطب وصناعة المحتوى؟
معكم الطبيب وصانع المحتوى تابرحة ماسينيسا درست الطب في ولاية باتنة والجزائر العاصمة، وأعمل حاليا كطبيب بمركز التشخيص الطبي نصير بأولاد فايت، وسفير مشروع المنصة الرقمية لطلبة العلوم الطبية والأطباء BM SET؛ وقد انطلقت في صناعة المحتوى منذ ثلاث سنوات حيث أسعى من خلاله لتوعية المواطن الجزائري وتصحيح المفاهيم الطبية الخاطئة التي تضر بصحته.
_ مبارك فوز منصتكم BM SET بجائزة “أحسن مشروع” في مسابقة “شاب فكرة”.. ما هي فكرتها؟ وما الذي تأملون تحقيقه من خلالها؟
صراحة أوجه شكري لكل منظمي القافلة الوطنية “شاب فكرة” وعلى رأسهم السيد المحترم أنيس بن الطيب الذين أتاحوا لنا فرصة التعريف بمشروعنا BM SET الحائز على جائزة فئة الصحة.
فوز منصتنا ” BM SET ” بالجائزة هو مكافئة لنا على مجهوداتنا المبذولة في السنوات الأربعة الأخيرة، وذلك منذ انطلاقة المشروع من قبل الأخ عبد الغاني بن شافعة من ولاية باتنة صاحب الفكرة والمختص في الإعلام الآلي.. لقد اتصل بنا حين كنا طلبة واقترح علينا فكرة هذه المنصة للدمج بين تخصصه الإعلام الآلي وتخصصنا الطبي من أجل تحسين تكويننا كأطباء وطلبة.
فكرتها تتمثل بشكل أساسي بدمج المجال الرقمي في تخصص الطب؛ حيث نساعد من خلالها طلبة الطب والصيدلة والأطباء المختصين في التحصيل العلمي الجيد من خلال توفير الدروس في منصة رقمية سلسة، وكم هائل من الأسئلة لمساعدة الطلبة في امتحاناتهم الدورية عامة وامتحان التخصص خاصة وضمان التكوين الجيد لهم لخدمة المرضى؛ ونحن نأمل في تحقيق وصول لأقصى حد من طلبة الطب في 58 ولاية وفي جميع التخصصات الطبية، طب، صيدلة وطب أسنان وكذلك تسهيل التحصيل العلمي للجميع مما يحق تكافؤا أكبر في الفرص بين الطلبة.
_ ماهو سر تميز مشروعكم وفوزه بالمسابقة؟ وهل تلقيتم أي اقتراحات أو دعم لتطويرها؟
سر تميز المشروع هو اعتماده على أحدث استخدامات التكنولوجيا ودمجها في التخصص الطبي مما يساهم في الإرتقاء بالمجال الطبي ومواكبة التطور التكنولوجي والعلمي الحديث الحاصل في العالم.. ويهدف دوما إلى تسهيل التحصيل العلمي الطبي للطلبة مما يتيح لهم تجربة مميزة.
_كيف ساهمت تجربتك كطبيب في صياغة أفكارك الإبداعية سواء في المحتوى الذي تقدمه أو في تطوير المنصة؟
عملنا كأطباء في المستشفيات واحتكاكنا بالمرضى والطلبة المتربصين مكننا من معرفة ما يتساءل عنه مرضانا وفهم العادات الطبية الخاطئة.. وبخصوص صناعة المحتوى لقد كان حسابنا منبرا لسماع هذه التساؤلات سواء المرضى أو انشغالات الطلبة ومنصتنا ستكون المكان الأمثل لتوفير اجابات لهؤلاء الطلبة والأطباء و كذلك المرضى في أقرب الآجال بحول الله.
_ كيف يمكن لمشروعكم الجمع بين التخصص الطبي والتقنيات الرقمية؟ وكيف تخدم المنصة الجمهور بشكل أفضل؟
الجمع بين التخصصين لا يمكن القول إنه سهل، ولكن الحمد لله وفقنا الله لذلك.. حاولنا من خلال المشروع الذي يعمل عليه الكثير من المتفوقين في المجال الطبي والإعلام الآلي، دمج المحتوى الطبي مع مجال الرقمنة الحديثة.. حيث تعمل هذه المنصة على توفير عدد كبير من الأسئلة مع التصحيح النموذجي الشارح بدقة للمعلومات، المفصل والبسيط، لتعطي تجربة فريدة ومميزة للطلبة.. كما توفر المنصة الدروس الخاصة بالطلبة مع الكثير من المميزات الأخرى مثل كتابة الملاحظات، تقييم المستوى الدراسي للطالب، وغيرها من المميزات التقنية.
_ ما هي أكبر التحديات التي واجهتكم أثناء تطوير فكرة المشروع؟ وكيف تغلبتم عليها؟
أكبر التحديات تمثلت في صعوبة الجمع بين التخصصين ووضع ذلك الكم الهائل من المعلومات الدقيقة في المنصة.. ولكن الحمد لله فبفضل تضافر جهود طاقم العمل الكبير عبر جميع ربوع الوطن كللت جهودنا بالنجاح.
_ ما هو التخصص الطبي الذي تركز عليه في عملك؟
باعتباري طبيبا عاما، أرى مختلف الحالات من مختلف التخصصات.. لا يمكننا التركيز على تخصص واحد، لكننا نركز على جانب التوعية الصحية لأن خير سبيل للعلاج هو الوقاية؛ خاصة أن الكثير من الخرافات والعادات العلاجية الخاطئة منتشرة بين المواطنين ووجب تصحيحها.. لذلك فالاستعانة بمواقع التواصل الإجتماعي مهم جدا من أجل مواكبة التقدم التكنولوجي.
_ من خلال عملك كطبيب، ما هو أهم درس تعلمته من المرضى أو من المواقف التي واجهتها في حياتك المهنية؟
عملي كطبيب عام في القطاعين الخاص والعام علمني الكثير من الأشياء رغم قصر المدة، ولكن كثرة الحالات التي مرت علي علمتني الكثير.. علمتني أن الطب مهنة إنسانية بامتياز..
وأن الكثير من المرضى يكنون احتراما عاليا للطبيب ويرونه أملا بالشفاء بإذن الله.
أعتقد أن استقبال الطبيب لمرضاه بابتسامة وسماعه لهم كفيل بأن يخلق تلك الثقة بين الطبيب والمريض، وهذا الشيء يسهل علينا عملنا كأطباء من أجل اختيار العلاج المثالي لمرضانا..
وكذلك يخلق رابطة قيمة بيننا تساعد المرضى على تقبل نصائح الأطباء وتطبيقها.
كيف تنظر إلى أهمية التوعية الصحية الرقمية؟ وهل ترى أن صناعة المحتوى يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لنشر الوعي الصحي؟
التوعية الصحية الرقمية أصبحت اليوم ضرورة ملحة، خاصة في عصر التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.. فهي تتيح الوصول إلى شريحة واسعة من الناس بسرعة وفعالية، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو مستواهم التعليمي.. فإن هذا النوع من التوعية يساهم في تقديم معلومات صحية دقيقة، وكذلك تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز أنماط الحياة الصحية.
أما صناعة المحتوى، فهي بلا شك وسيلة فعّالة لنشر الوعي الصحي إذا تم استخدامها بشكل مدروس ومهني.. المحتوى الصحي يمكن أن يكون متنوعا، مثل مقاطع الفيديو التوعوية، الإنفوجرافيك، المقالات التثقيفية، وحتى البودكاست.. لكن لتحقيق تأثير فعلي، يجب أن يكون المحتوى مبنيا على مصادر علمية موثوقة، وأن يُقدَّم بلغة بسيطة ومفهومة تتناسب مع الجمهور المستهدف.. وعلاوة على ذلك، التفاعل مع الجمهور من خلال التعليقات والأسئلة يعزز مصداقية الرسالة ويزيد من انتشارها.
_ كيف تتعامل مع ضغط العمل كطبيب والتزاماتك كناشط وصانع محتوى؟ وهل لديك روتين يومي يساعدك على الموازنة بينهما؟
صحيح أن التوفيق بين صناعة المحتوى الطبي وممارسة مهنة الطب في المستشفى شيء صعب، لكنني أحاول دائما أن أخلق وقتا من أجل صناعة الفيديوهات وتصويرها انطلاقا من الحالات التي أراها في المستشفى، خاصة حول المفاهيم الخاطئة والعادات غير الصحية.
وأنا أقوم بتصوير سلسلة فيديوهات في يوم واحد خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكي أتفرغ لممارسة الطب باقي أيام الأسبوع.. وأجيب أيضا على تساؤلات المرضى في التعليقات في صفحتي من أجل توعيتهم.
_ما هي الرسالة التي توجهها للشباب الطموح الذي يرغب في إطلاق مشاريع خاصة به؟
رسالتي للشباب الطموح هي: الإيمان بنفسك وبقدراتك هو أول خطوة لتحقيق النجاح.. إذا كنت تسعى لإطلاق مشروعك الخاص، فابدأ بفكرة واضحة ومبتكرة تلبي احتياجات السوق أو تحل مشكلة حقيقية.. لا تخف من المخاطرة، لكن كن مستعدا لها من خلال البحث والتخطيط الجيد.
تعلم من التجارب الفاشلة، فهي دروس قيّمة تقودك نحو النجاح، وأحط نفسك بفريق يؤمن برؤيتك ويشاركك الحماس، ولا تتردد في طلب المشورة من الخبراء.. واستغل دوما التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمشروعك، فالعالم اليوم متصل أكثر من أي وقت مضى.. وتذكر دوما أن النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، فالتحلي بالصبر، الاستمرارية، والعمل الجاد هي مفاتيح الوصول إلى أهدافك.
_ ما هي طموحاتك المستقبلية للمنصة؟ وهل من مشاريع جديدة؟
طموحاتنا المستقبلية هي أن نستمر في تسهيل تحصيل طلبة الطب للمادة المعرفية، والمساهمة ولو بشكل بسيط في دعم القطاع الصحي في هذا الوطن، وسنستمر في إيصال المنصة إلى كل أقطار الوطن في 58 ولاية.
أما عن المشاريع الجديدة، فستكون بإذن الله العديد من المفاجآت مستقبلا تحمل نفس الهدف وتخدم نفس الراية.
_ كلمة أخيرة لقراء دزاير توب؟
كل الشكر لموقع دزاير توب على كرم هذا اللقاء الذي أتاح لي فرصة اللقاء مع متابعيني الأوفياء وتمنياتي لكم بموفور الصحة والنجاح.