يواصل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي، مخططه لإصلاح المنظومة الكروية في الجزائر، فمنذ تعيينه على رأس “الفاف” نهاية شهر سبتمبر الماضي أشهر صادي سيف الحجاج في وجه المسؤولين المتقاعسين واتخذ قرارات جريئة من شأنها أن تساهم بشكل كبير في إحداث ثورة رياضية، وتساعد على تجاوز المشاكل التي نخرت جسد الكرة الجزائرية في السنوات الماضية. ومثلما وعد به الرجل الأولى في مبنى دالي براهيم خلال حملته الانتخابية، باشر المعني مخططه للنهوض بالكرة الجزائرية مباشرة بعد تعيينه خلفا لجهيد زفيزف، وهي الانطلاقة التي وصفها المتابعون بالمثالية بالنظر إلى القرارات الجريئة التي اتخذها، والتي كانت أولاها هي سحب ملف الجزائر من تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 و2027، وذلك في خطوة أحدثت زلزالا في الاتحادية الإفريقية لكرة القدم.
اجتماعات مع شخصيات فاعلة لحسم عدة ملفات
كما عقد صادي اجتماعات دورية مع مختلف الفاعلين في كرة القدم الجزائرية، حيث كانت البداية بلقاء رؤساء الأندية المحترفة للاستماع لانشغالاتهم والبحث عن سبل رفع مستوى البطولة الوطنية، من خلال إيجاد حلول نموذجية للمشاكل التي تتخبط فيها الفرق، مشدّدا في الوقت ذاته على ضرورة الاهتمام بالتكوين وخاصة بالنسبة للأندية المملوكة للشركات الوطنية. فيما كانت محطته الثانية هي الاجتماع بممثلي أندية قسم الهواة واللاعبين والمدربين المدينين، لوضع حد للمشاكل المالية التي حرمت معظم الفرق من إجازات لاعبيها الجدد، حيث حظي اقتراح صادي بترحيب كبير من قبل جميع الأطراف المعنية، وذلك من خلال تبني صيغة جديدة من أجل تسديد ديون اللاعبين والمدربين عبر تقسيمها إلى 4 أجزاء، تتسلم بموجبها الفرق المدانة إجازات لاعبيها مباشرة بعد تسديد الجزء الأول من الديون والذي سيتم استلامه من مسؤولي “الفاف” كدين على الفرق. كما ضرب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أيضا موعدا للرابطات الجهوية نهاية شهر أكتوبر الماضي ونوفمبر الجاري، أين عقد لقاءات مثمرة مع الفاعلين في إطار مسعى الهيئة الفدرالية لتنسيق العمل بين جميع الأطراف من أجل الرقي بكرة القدم الوطنية على جميع المستويات.
أطاح بعدّة أسماء بارزة .. والكفاءة هي معياره الوحيد
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث أشهر ابن مدينة واد سوف سيف الحجاج في وجه المسؤولين المتقاعسين والذين تسببوا في انسداد كبير في الكرة الجزائرية، والبداية كانت برئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار الذي تمّ سحب التفويض منه في أول اجتماع للمكتب الفدرالي، شأنه في ذلك شأن مدير مركز التدريبات بسيدي موسى يوسف أوزنالي، إلى جانب المدير الفني مصطفى بسكري، حيث قام رئيس “الفاف” بإعادة هيكلة الاتحادية الجزائرية من خلال إسناد المهام إلى أسماء شابة وذات كفاءة عالية.
يقود حــــــــــــــــــــــــربا على الفساد…
وفي السياق ذاته، يقود رئيس أعلى هيئة كروية في الجزائر حملة شعواء ضدّ الفساد الرياضي الذي نخر جسد المنظومة الكروية خلال السنوات الماضية، وهو ما انعكس بالسلب على تطوّر الكرة المحلية ومختلف المنتخبات الوطنية، وأكّدت مصادر مقربة من بيت “الفاف” أنّ الرئيس الحالي، وقف على قضايا فساد مالية رهيبة استدعت تشكيل لجان تحقيق من قبل وزارة الشباب والرياضة ، لتحديد الأسباب التي هوت بالاتحادية الجزائرية من سلم ترتيب أغنى الاتحادات في إفريقيا إلى أفقرها في ظرف 5 سنوات فقط بديون قاربت 500 مليار سنتيم، بالإضافة إلى الصفقات المشبوهة التي تمّ إبرامها في وقت سابق، وأبرزها قضية الألبسة الرياضية لشركة “أديداس”.
“الفاف” تعاقب علي مالك وعمــار بهلـول
وفي السياق ذاته، قرر أعضاء المكتب الفدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، المجتمع نهاية الأسبوع الماضي، معاقبة علي مالك رئيس رابطة كرة القدم للهواة، وعمار بهلول رئيس الرابطة الجهوية لعنابة بالإيقاف الفوري إلى غاية انعقاد موعد الجمعية العامة المقبلة للفاف، وذلك عقب التجاوزات والخروقات القانونية التي سجلها المكتب الفدرالي على مستوى الرابطتين، حيث تم إصدار قرار بمنع علي مالك من دخول مبنى الرابطة. وقد تم إسناد تسيير الرابطة الوطنية للهواة إلى لجنة من الاتحادية يشرف عليها عضو المكتب الفدرالي أحمد خرشي، فيما شكلت الاتحادية لجنة للتدقيق في حسابات رابطة الهواة، بينما تم إسناد تسيير رابطة عنابة الجهوية إلى رضا مكفى والياس جندي إلى جانب الأمين العام لرابطة عنابة الجهوية إلى حين ظهور نتائج لجنة التدقيق في حسابات وتسيير الرابطة.
قانون صارم لإيقاف نزيف الأموال وإنقاذ الأندية من عقوبات “الفيفا”
ومن النقاط الإيجابية أيضا التي ناقشها المكتب الفدرالي مؤخرا هي مراجعة قانون اللاعب والمدرب، وإعادة تفعيل مديرية مراقبة التسيير والتمويل، والهيئة المختصة بمنح إجازة النادي المحترف، وإيداع الأندية لأموال ضمان، فضلا على تطبيق شروط دفتر الأعباء المتعلق بالتسيير الداخلي للأندية بحذافيره، ويأتي قرار “الفاف” بهدف إيقاف مهازل المطالبات المالية للأجانب،ومنع اللجوء إلى التقاضي على مستوى “الفيفا”، وهو الأمر الذي كبّد خسائر مالية كبيرة للأندية الجزائرية، جراء مشاكلها مع اللاعبين والمدربين الأجانب، على غرار قضية المدرب التونسي قيس اليعقوبي الذي تحصّل على 7 ملايير سنتيم مقابل الإشراف على حصة تدريبية واحدة مع شباب قسنطينة. ومن شأن قرار المكتب الفدرالي لـ “الفاف” أن يجعل من الأندية التي لا تملك أموال تعزف عن التعاقد مع الأجانب، أيضا للحد حد الانتدابات العشوائية للمدربين الأجانب.
أشهر “سيف الحجاج” في وجه الفساد التحكيمي
ومن بين النقاط التي تحسب للرئيس الحالي وليد صادي، هي فتح ورشة إصلاحات على مستوى التحكيم الجزائري، من خلال إجراء تغييرات جذرية على هيئة التحكيم، بالإضافة إلى قرار “الفاف” الأخير باستدعاء أصحاب “البذلة الصفراء” الذين ارتكبوا أخطاء في الجولة الأخيرة من البطولة الوطنية، ويسعى رئيس الفاف، للإشراف على ملف الأخطاء التحكيمية، بالإطلاع على كافة تقارير محافظي اللقاءات ومراقبي الحكام، من أجل المقارنة بينهما، قبل الفصل في الملف، وإعلان عقوبات، وهي الخطوة التي حظيت بإشادة كبيرة في الشارع الرياضي، خاصة وأنّ التحكيم كان أحد أبرز العوامل التي أثّرت على تطور الكرة الجزائرية في السنوات الماضية.