الرئيسية / اقلام دزاير

صبحة بغورة تكتب : غزة رهينة تجاذبات

حجم الخط : +-

لا يبدو أن ثمة حل جاد يمكن أن يضع حدا لمأساة الشعب الفلسطيني في غزة، ولا يلوح في الأفق أمل أن يضع عدوان الكيان المحتل نقطة النهاية لإجرامه، كما أن عمليات القتل الهمجي متواصلة وأعمال الهدم والتدمير المنظمة مستمرة، وأوامر الترحيل نحو الشمال تارة ثم العودة نحو الجنوب تارة أخرى عبر ممرات محددة في حقيقتها غير آمنة، يساق الشعب الفلسطيني نحو مناطق قتل مرسومة لغايات معينة، تقليص عدد سكان غزة إلى أقل ما يمكن، ثم لا يبقى في القطاع سوى المعاقين جسديا والمتخلفين ذهنيا والمصدومين نفسيا، وثلة قليلة الحيلة معظمهم أميون ومصابون بأمراض مزمنة لا يرجى منهم خير .

 

لقد قام الكيان المحتل بتصفية معظم قادة المقاومة في غزة ولبنان، ففيما استمرار العدوان المسلح بالقوة العسكرية الغاشمة ؟، هذا الوضع المؤلم مسطر ومخطط له سلفا في إطار تهيئة الأرضية التي باكتمالها سيكون هو موعد تحويل غزة إلى جنة !بعد تقاسم الكعكة، فهناك من يريد رفح لتكون منارة سياحية كبرى باستثمارات ضخمة على شواطئ المياه المتوسطية الدافئة التي لا تبعد كثير عن الشواطئ الأوروبية ، وتجاور من الشرق الشقيقة الكبرى ، فيقع الاتصال السريع والتواصل السهل ، وهناك من يطمع في ثروة نفطية كبيرة لاحت بشائرها في القطاع ، فالطامعون في التوسع يريدون قلب معادلة ” مسافة السكة..” غربا.

 

ليس من قبيل المصادفة أن يلتق قادة المخابرات الذين لا يكنون الخير للعرب في نفس التوقيت الذي قام فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بزيارة ” أخوة وعمل ” إلى الشقيقة الكبرى مصر حيث أعلن في المؤتمر الصحفي بكل وضوح تأييده للمقترح المصري لوقف إطلاق النار لمدة يومين يتم خلالهما إطلاق سراح 4 أسرى للكيان المحتل مقابل تحرير عدد من المعتقلين الفلسطينيين ، والشروع بعدها في مفاوضات حول الهدنة.

 

وجه الغرابة ليس في تزامن الحدثين فقط، وإنما في إعلان رئيس وزراء الكيان المحتل ووزير دفاعه ومسؤول الأمن الداخلي رفضهم المقترح المصري !، ففيما كان لقاء كبار مسؤولي المخابرات الذين لا يريدون الخير للعرب ؟! سوى الإيعاز لقادة الكيان بالرفض، يبدو في أمر اللقاء المذكور بإحدى العواصم الخليجية التي تبحث لها عن موقع في مجرى الأحداث اتفاقا جسده قادة الكيان بموقفهم المذكور.

 

إنها رسالة واضحة لأكبر بلدين عربيين وقوتين في قارة إفريقيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنه لا مكان لإرادتهما الخيّرة وسعيهما النبيل لإنقاذ الشعب الفلسطيني، المؤامرة كبيرة ونسيجها خبيث، ولكن الله أكبر وأجلّ .

 

التجاذبات الخبيثة تنطوي على مفارقات، وتحمل في ثناياها تناقضات لا تنذر إلا بوقوع خلافات وعداوات بين الفرقاء، فالبون شاسع بين طبيعة الأطماع، وحتما سينقلب قريبا السحر على الساحر.

مقالات ذات صلة

السجل التجاري الذكي .. بقلم الباحث الدكتور زكي كوريبعة 

04 ديسمبر 2024

سيول الكورية تفاجئ العالم

04 ديسمبر 2024

ما الذي خسره الكيان الصهيوني في اتفاق وقف إطلاق النار؟ بقلم الدكتور سمير باكير

01 ديسمبر 2024