ضمن النهاية السفلى لعظام الفخذ، وكل أمر يؤدي إلى إجهاد تلك الوصلة الجسدية يقود إلى ظهور الاحتكاك، أو يقود إلى توجيه حركة رضفة الركبة توجيها خاطئا، مما قد يتسبب في حدوث آلام الركبة. وفيما يلي أهم الأسباب الشائعة لآلام الركبة:
تعتبر العضلات الرباعية الرؤوس المواقع الرئيسية لامتصاص أي صدمات يتعرض لها مفصل الركبة. وإن لم تكن تلك العضلات قوية بما فيه الكفاية لمجابهة الجهد الذي يقوم به الإنسان، فإن الركبة ستتعرض للألم. ويمكن أن يظهر ذلك عند حدوث الإجهاد لمرة واحدة.
وترتبط الرضفة بأوتار مع الظنبوب، أي عظام الساق الأكبر، وعندما لا تكون العضلات في هيئتها الجيدة المطلوبة، فإن آلام الركبة قد تنجم عن حدوث تخرش في أوتار الرضفة، وخصوصا عند ممارسة الرياضة المصاحبة للقفز، مثل كرة السلة أو الرياضة التي تصاحب التوقف مرارا، وتغيير اتجاه الحركة (مثل كرة المضرب).
ويحدث التهاب أوتار الرضفة، على الأكثر، عندما تكون أوتار باطن الركبة، أو عضلات مقدمة الساق، مشدودة جدا، وعند اللعب على أرضية قاسية، أو عند البدء في العمل بقوة أكثر من السابق. كما يمكن أن يتخرش الوتر بسبب وجود أنسجة الندوب التي تحدث بعد إجراء العمليات الجراحية لإصلاح غضاريف الركبة – خصوصا إذا استخدم جزء من وتر في العملية.
إن أي أمر يؤدي إلى زيادة الاحتكاك عند موضع تلاقي الرضفة مع الأخدود في عظام الفخذ، يمكن أن يؤدي إلى ظهور الآلام. وهذا ما يمكنه أن يحدث على الأكثر عندما تكون الرضفة مائلة إلى إحدى جهات الأخدود، نتيجة انعدام التوازن بين قوة العضلات، أو بسبب الضعف النسبي للأنسجة الرابطة لأحد جانبي المفصل. ويؤدي هذا الجهد غير المتناظر بالتدريج إلى إلحاق الضرر بالمفصل نفسه.
ويحدث هذا العيب في الركبة على الأكثر عندما يكون الأخدود في عظام الفخذ سطحيا وغير عميق، أو أن تكون هيئة الرضفة غير اعتيادية، أو أن العضلات الرباعية الرؤوس ضعيفة، أو أن الورك أو عظم الحوض له موضع سيئ، أو لوجود قدم مسطحة. ولدى النساء في العادة ورك أوسع من الرجال، ولذا فإن عظام الفخذ تنزل من الورك بزاوية أكثر حدة، الأمر الذي يزيد من الشد الخارجي على رضفة الركبة.
غالبا ما يعاني كبار السن آلام الركبة وعظام الفخذ، بسبب التغيرات التي يحدثها التهاب المفاصل في الركبة، وهو الالتهاب الناجم عن عيوب في الرضفة، أو بسبب البلى والتمزق مع مرور الزمن.
الصدمات الرياضية، أو الأخرى الناتجة عن حوادث تصادم السيارات، تؤدي إلى إحداث ضرر في الغضروف الواقع في مؤخرة الركبة. ويطلق على الآلام الناتجة عنها غالبا اسم «آلام مفصل الركبة».
وعند مراجعة الطبيب فإنه سيسأل عن الأعراض والنشاطات البدنية، ثم يقوم بفحص الحالة. وسيفحص أولا قوة ومرونة عضلات الرجل، والمدى الذي يمكن فيه ثني الركبة، ثم يفحص الأوتار والآلام فيها، ويقيم شدة الآلام وحركية الركبة في مختلف وضعياتها. وقد يطلب التقاط صورة بأشعة إكس لرؤية اصطفاف تراكيب بنية الركبة والكشف عن عيوبها، إن وجدت، مثل نتوءات العظام أو الشظايا المتخلخلة فيها، التي يمكنها تفسير الآلام.
كما ستخضع القدمان والوركان أيضا للفحص. فالورك المصاب بالتهاب المفاصل، أو عظام الحوض الصناعي السيئ في عمله قد يسببان أحيانا شعورا بالألم في الركبة. كما سيطلب الطبيب من الشخص المريض المشي والقفز، ويدقق في مدى تقوس القدمين، وفي توزيع الوزن في الجسم.
ورغم أن علاج آلام الركبة وعظام الفخذ قد يستمر شهورا، تشهد تغيرات ملموسة في النشاطات المعتادة، فإنه يمكن أن يؤدي إلى تخفيفها، بتوظيف الخطوات التحفظية التي تشمل التمارين الرياضية الخالية من الألم تعتبر حجر الزاوية في العلاج. ووفقا لنتائج دراسة مراقبة عشوائية نشرت في أكتوبر عام 2009 في المجلة الطبية البريطانية، فإن العلاج بالتمارين التي تكون تحت إشراف المختصين، بالمقارنة مع الخلود البسيط إلى الراحة، والامتناع عن ممارسة النشاطات التي تؤدي إلى حدوث الألم، قاد إلى خفض شدة الألم، وإلى تحسين الوظائف فورا، ثم بعد سنة من ممارستها.
أما للأشخاص المعانين من التهاب المفصل العظمي؛ فإن تعزيز قوة العضلات الرباعية الرؤوس سيخفض من آلام الركبة، ويقي من فقدان الغضروف في الجزء الخارجي من مفصل الركبة مع فخذ الساق.
وفي فترة النقاهة يجب الامتناع عن أي نشاط مسبب للألم؛ فإن كنت تركض، فعليك تجنب التلال أو الركض لمسافات أقصر، أو يجب عليك البحث عن تمارين آيروبيك بديلة. ووجوب تجنب الرياضة الشاقة، وتجنب الجلوس جلسة القرفصاء، والانحناء، وارتداء الكعب العالي، والنزول على السلالم. تجنب الجلوس مع ثني الركبة إلا لفترات قصيرة.
فإبقاء الرجل ممدودة أو منثنية قليلا يقلل من الضغط على الركبة، والحذاء المناسب يوفر وسادة ودعما للقدمين لكي يتحركا بشكل صحيح، وقد تحتاج إلى وضع دعامة لتقوس القدم.
كما تتحسن حالة 90 في المائة من المعانين من آلام الركبة وعظم الفخذ، من دون جراحة، ولذا فلن يقوم جراح تجبير العظام بعملية جراحية إلا إذا لم يستفد المريض من اتباع عمليات النقاهة الواعية لتخفيف الألم على مدى سنة متواصلة. بل، وحتى حينذاك، فإن بإمكانه التوصية بإجراء الجراحة إن كانت هناك مشكلة تشريحية يجب معالجتها، مثل ميلان الرضفة، أو تضرر الغضروف، أو عدم اصطفاف تراكيب بنية الركبة.
المهم في التمارين هو التركيز على تقوية متانة ومرونة الأنسجة المحيطة بالركبة، وعلى وجه الخصوص العضلات الرباعية الرؤوس التي ترتبط مباشرة بحركة الركبة، لأنها تكون ضعيفة في الغالب.
ولتقوية الركبة ينصح بهذه التمارين كأن تجلس على الأرض، وأمِلْ ظهرك إلى الخلف على مرفقي الذراع، مع وضع الركبة المصابة ممتدة على الأرض، بينما تكون الأخرى منثنية. شدّ العضلات الرباعية الرؤوس للرجل الممتدة، استمر لفترة خمس ثوان، واسترخِ، كرر التمرين 10 إلى 20 مرة، ثلاث مرات في اليوم.
اجلس على الأرض وأمل ظهرك على مرفقي الذراع مع وضع الركبة المصابة ممتدة على الأرض، بينما تكون الأخرى منثنية، شد العضلات الرباعية الرؤوس، وارفع الرجل مسافة قدم إلى الأعلى، استمر لفترة خمس ثوان، ثم اخفض الرجل ببطء، كرر التمرين 10 إلى 20 مرة، ثلاث مرات في اليوم.