لاشك أن الرياضة الآن أصبحت تلعب دورا أساسيا وحيويا في حياة الأمم والشعوب وأصبحت الساحات الرياضية مكانا أساسيا لرفع رايات وأعلام الأمم، ومن هنا كانت أهمية الطب الرياضي الذي يلعب الدور الأبرز في إعداد وتأهيل اللاعب للمشاركة والمنافسة على البطولة، فاللاعب المصاب مهما كانت مهاراته لا يستطيع أن يجيد، واللاعب الذي تنقصه اللياقة البدنية مهما كانت قدرته لا يمكن أن يكون مفيد.
ترجع معظم إصابات الملاعب إلى عدم ملائمة الأدوات لنوع الرياضة التي يمارسها الفرد، لذلك مثل استخدام الناشئ لأدوات رياضية خاصة بالكبار وغير ملائمة لعمره واستعداده البدني مثل استخدام ناشئ لكرة قدم خاصة بالكبار فيحدث تمزق بأربطة القدمين.
وعدم ملاءمة أرضية الملعب للأحذية المستخدمة، فمثل ممارسة الرياضة على أرض غير مستوية كالجري لمسافات طويلة في أراضي وعرة تسبب تمزقات بوتر أكيليس وبعضلات اتلساق الخلفية أو ممارسة رياضة كرة القدم بأحذية تناسب الملاعب العشبية على أرضية العشب الاصطناعي.
وأيضا ممارسة الرياضية الخاطئة فنيا، فأداء الرياضة بطريقة خاطئة وبدون أسلوب علمي يسبب العديد من الإصابات فرمى الرمح في ألعاب القوى أو رفع الأثقال إذا ما تم بطريقة خاطئة فنيا تسبب في تمزقات وإصابات عضلية بالكتف والكوع.
كما أن إهمال الإحماء المناسب وتعمد الأداء العنيف الخالي من الروح الرياضية يساعد في ارتفاع نسبة الإصابات بدرجة كبيرة، وتختلف أنواع العلاج المقدمة للرياضي عند إصابته طبقا لمكانها ونوعها إلا أن هناك بعض القواعد والطرق المستخدمة في علاج إصابات الملاعب كالحالة النفسية للرياضي، حيث يتمتع بقسط وافر من الشهرة الإعلامية والذاتية ما بين أقرانهم من الرياضيين.
كما يلزم شرح طبيعة ونوع التشخيص للاعب المصاب والمضاعفات الممكن حدوثها إذا لم يلتزم بالعلاج والراحة المقررة وملحوظات بسيطة عن سبب اختيارنا الفنى لنوعية العلاج حيث أن هناك بعض الحساسية النفسية من الرياضيين تجاه صنوف العلاج الطبى عامة لاعتقاد اللاعبين أن العلاج الطبي له تأثير سلبي على مستوى لياقتهم البدنية.
وكثيرا ما يسرع المدرب في إشراك اللاعب المصاب في المباريات عامة والحساسة والمهمة منها خاصة وذلك لكسب نتيجة المباراة ودون الالتزام الفعلي بمدة ونوع الراحة المقررة له طبيا ويؤدى ذلك إلى أضرار ومضاعفات صحية جسمية قد تبعد اللاعب عن ممارسة الرياضة لمدة طويلة وقد يصل الأمر لاعتزاله نهائيا ويجب أن يأخذ اللاعب
المصاب الراحة اللازمة له بعد الإصابة وهي إما أن تكون راحة تامة لا يمارس فيها أي نشاط بدني أو راحة نشيطة يمارس أثنائها بعض التدريبات تحت إشراف طبي خاص يقرره أخصائي الطب الرياضي.
كما يفضل العلاج سريع المفعول وقوى التأثر مع تفادي أخطار الأعراض الجانبية للعقاقير وذلك بالنسبة للجرعات الدوائية الخاصة بالمضادات الحيوية بالذات، وبالنسبة لعقاقير الطبية المستخدمة في علاج إصابات الملاعب، فينصح بمراعاة إعطاء اللاعب جرعات متوسطة الشدة بقدر الإمكان تفاديا لتأثير الجرعات المركزة على كفاءة اللاعب في الأداء الرياضي.
أما العلاج بالحقن الموضعية، فيلزم خبرة طبية وفنية متقدمة وذلك طبقا لنوع الإصابة وزمنها مع مراعاة منع إعطاء هذا العلاج للاعب داخل الملعب أو في غرف خلع الملابس منعا لحدوث مضاعفات وتلوث ميكروبي مكان الحقن المحتاجة لتعقيم طبي خاص، كما ننصح بتفادي إعطاء هذه الحقن الموضعية بالأوتار العضلية لتجنب حدوث تليف أو تمزقات ثانوية بها.
وتستخدم طرق التثبيت والأربطة فى مختلف أنواع الإصابات المفصلية والعضلية والكسور وهى على ثلاث أنواع، الأربطة الضاغطة وتستخدم عادة في إصابات المفاصل البسيطة مثل مفصل القدم والركبة والكتف وفى الإصابات العضلية وبعض أنواع الكسور مثل كسر عمة الترقوة والأضلاع، والبلاستر العريض، ويستخدم في إصابات الأضلع كما يستخدم في العلاجات البسيطة بفصل القدم لسهولتها وعدم حدوث أي أعراض جانبية منها على الدورة الدموية للقدم.
ويستخدم الجبس في التثبيت التقليدي للكسور في حالات الإصابات المتوسطة والشديدة للمفاصل التي صاحبها تمزقات جزئية أو كلية للأربطة، ونشير هنا إلى أن الجبس غير محبب نفسيا لدى عدد كبير من اللاعبين لذلك يلزم معالجة هذا الأمر نفسيا بشرح مدى أهميته في علاج الإصابة.
كما يجب عند وضع الطرف المصاب للاعب في الجبس البدء في اليوم التالي مباشرة بعمل تدريبات عضلية ثابتة الطول في الأجزاء العضلية غير المصابة والموجودة تحت الجبس وذلك تجنبا لحدوث ضمور عضلي من جراء عدم استعمال العضلات لمدة طويلة أثناء وجودها في الجبس، وينصح لذلك بعمل شباك صغير بالجبس حتى يتأكد الطبيب المعالج من سلامة لون الجلد وكفاءة الدورة الدموية بالجزء المصاب, ويفضل أيضا عمل اختبارات معرفة مدى القدرة الحسية للطرف المصاب تحت الجبس.
ويدخل التدليك بأنواعه المختلفة كعلاج وقائي من إصابات الملاعب وكسبيل من سبل الإعداد الفني للاعب للوصول إلى أعلى درجات اللياقة البدنية، ويجب على أخصائي الطب الرياضي وضع برنامج فني لتدليك فريقه يحدد فيه أنواع التدليك المفروضة مدتها وتوقيت
إجراءها طوال الخطة التدريبية الموسمية للاعبين، وكذلك تحديد كمية التدليك اللازم قبل المباريات وفيما بين الشوطين وبعد المعسكرات التدريبية وذلك لإزالة آثار الإجهاد الرياضي الحادث من تراكم مخلفات التمثيل الغذائي الكيميائي بأجهزة الجسم الفيسولوجية المختلفة.
ويلعب العلاج الطبيعي دورا أساسيا وهاما في تأهيل اللاعب المصاب وذلك تحت الاشراف الطبي المتخصص, وتختلف أنواع وطرق العلاج الطبيعي المستخدمة في المجال الرياضي ومنها الأشعة القصيرة وتحت الحمراء وفوق البنفسجية، والموجات الرادارية والصوتية والتيار الكهربي المستمر والمتردد، وأجهزة العلاج المائي وحمامات الشمع الطبية والساونا والكمادات الثلجية والساخنة، وأجهزة تنبيه العضلات والأعصاب والتدريبات الرياضية المتخصصة لتأهيل اللاعب في مجال استعادته لكفاءته ولياقته البدنية بعد الإصابة.
وإذا ما تقرر إجراء التدخل الجراحي فنيا فيجب تنفيذه فورا وفي أقرب فرصة خاصة بعد الإصابات الشديدة بالمفاصل والتي كانت توضع قديما في الجبس لمدد طويلة وأصبحت الآن في مراكز الطب الرياضي المتقدمة في أوروبا وأمريكا تخضع للتدخل الجراحي الفوري خلال الأسبوع الأول من الخياطة لخياطة الربطة الممزقة قبل وضع المفصل في الجبس لمدة شهر ونصف مع عمل برنامج تأهيلي للعلاج الطبيعي الخاص بكل نوع من أنواع الإصابة للرياضي يعود بعده إلى الملاعب كما كان من حيث الكفاءة واللياقة الحركية للمفصل.
لا يكتفي في مجال الطب الرياضي بالفحوص الإكلينيكية فقط حيث إذا جاز ذلك للفرد العادي فلا يجوز للرياضي الذي تنتظره الملاعب والمباريات الهامة لفريقه ودولته، والمعروف أن التشخيص السليم أساس العلاج الناجح ويندرج تحت بند وسائل التشخيص الطبي الحديث العديد من الطرق الجيدة المستخدمة بمراكز الطب الرياضي المتقدمة ونضرب مثال على ذلك بالإصابة الغضروفية بمفصل الركبة فبعد إن كان يكتفي بالتشخيص الإكلينيكي والأشعة العادية الملونة، ثم عمل صور بأوضاع عديدة للركبة استخدم أيضا المنظار الطبي فيتم إدخاله لتشخيص طبيعة الإصابة أولا بإجراء جراحة إزالة الغضروف نفسه من خلال المنظار ويبدأ اللاعب تدريباته بعد يوم واحد من العملية، كما استخدم أيضا في مجال تشخيص الإصابات العضلية ما يعرف باسم التشخيص بالأشعة الحرارية لمعرفة نوع وحجم الإصابة بدقة وبالتالي تتحدد طريقة العلاج المناسب.