يعتبر الطب الرياضي فرعٌ من علم الطب الذي يهتمُ بتقديمِ العلاجات الطبيّة للاعبين الرياضيين، ويعتمدُ على تطبيق مجموعةٍ مِن طُرقِ علاج الأمراض الرياضيّة، وتحديد نوعيّة الوسائل المناسبة للتعامل معها، وأيضاً يُعرفُ الطب الرياضي بأنه نوعٌ من أنواع التأهيل الرياضي الذي يتمُ تقديمه للرياضيين، والأشخاص الذين يمارسون الألعاب الرياضيّة، ويساهمُ في توفيرِ الوقاية اللازمة من الإصابات الرياضيّة.
وفي عام 1920م تم إنشاء الجمعيّة الرياضيّة الطبيّة بالتزامنِ مع انطلاق الألعاب الأولمبيّة الشتويّة، والتي اعتمدت على نشرِ فكرة الطب الرياضي بصفته الوسيلة المناسبة لتقديم العلاج للرياضيين، وخصوصاً العلاجات الفوريّة عند تعرضهم للإصابات أثناء المباريات الرياضيّة. في عام 1928م أُعلنَ عن إقامةِ المؤتمر الطبي الأول للطبِ الرياضي في مدينةِ أمستردام في هولندا، وشارك في المؤتمر العديدُ من الأطباء من معظمِ دول العالم، وساهم هذا المؤتمر في التعزيز من دور الطب الرياضي، ودوره في التعرف على الحالات المرضيّة، والإصابات التي يتعرض لها الرياضيون، وفي أواخر القرن العشرين للميلاد أصبح الطب الرياضي من أحد الفروع العلميّة التي تُدرسُ في الجامعات العالميّة.
ويهدف الطب الرياضي إلى الحرص على تطوير الأفكار المرتبطة بالعلاج الطبي في مجال الألعاب الرياضيّة، متابعةُ اللياقة البدنيّة عند الرياضيين، والتأكد من حالتهم الصحيّة، وخصوصاً للذين عانوا منهم من إصاباتٍ سابقة، وضعُ مجموعةٍ من الدراسات العلميّة، والطبيّة التي تساهمُ في التعرفِ على تفاصيل الأمراض، والإصابات الرياضيّة بوضوح، تنظيمُ الاجتماعات والمؤتمرات التي تهدفُ إلى جمعِ الأطباء، وتشجيعهم على العمل ضمن مجال الطب الرياضي، تعزيزُ التعاون بين الجمعيات المتخصصة بالطبِ الرياضي، ومنظمات الصحة الدوليّة. نشرُ مجموعةٍ من المجلات، والمنشورات العمليّة المتخصصة حول علم الطب الرياضي.
هناك عدة شروط صحية أساسية تحدد وفق النشاطات الرياضية المختلفة, ولابد من دراستها بما يتناسب وتنظيم العملية التدريبية ومن اهمها التغذية المتوازنة والملائمة وفق برنامج غذائي يفي بالاحتياجات اللازمه من الطاقه وفقا لمتطلبات التدريب لكل لعبه او نشاط بدني اذ لابد من دراسة خصوصية كل فعالية والتي ترتبط بحالة التدريب وذلك لضمان إداء الفعاليات والنشاطات الرياضية بشكل صحي .
وعناصر فريق الطب الرياضي، الطبيب الأخصائي، أخصائي العلاج الطبيعي، المدلكون، المسعفون
ومن مهام الطب الرياضي، إجراء تقييم كامل وشامل وفحص حركي عصبي بدني لكل أفراد الفريق قبل بداية الموسم الرياضي، تشخيص أي إصابة تحدث في أرض الملعب تشخيصيا علمياً دقيقاً وسريعاً، الاستعانة فيما يلي الملعب بوسائل التشخيص المعروفة (صورة شعاعية بسيطة – صورة الرنين المغناطيسي – تحاليل مخبرية بشتى أنواعها – اختبارات الجهد – التنظير) لوضع التشخيص الدقيق للإصابة.
وضع خطة علاجية علمية محددة تتعلق بكل فرد وكل إصابة كلا على حدا بناءً على تشخيص الإصابة مع وضع برنامج زمني لتأهيل الإصابة، متابعة مراحل التأهيل وتسجيها بكل دقة مع مراقبة حصول مضعفات أو تنكسات أثناء التأهيل، الإشراف وبشكل مباشر على تغذية الرياضي وتحديد وجبات الطعام كماً ونوعاً وخاصة خلال فترة الإعداد للموسم الرياضي أو إعداد المنتخبات للبطولات الدولية.
عقد ندوات ومحاضرات طبية مستمرة للاعبي وإداري ومدربي الفرق يتم من خلالها طرق الوقاية من الإصابة قبل وأثناء حدوثها، وإعطاء تدريب خاص مبسط لكافة العاملين بالفريق عن الإسعاف الأولي والطب الرياضي الوقائي، التعاون مع أخصائي الفروع الطبية الأخرى عندما تقتضي الحاجة
مهام فريق الطب الرياضي، فالطبيب الأخصائي هو الشخص الأول في فريق الطب الرياضي وقائد الفريق ورأس الهرم حيث تسمح له معرفته الطبية الغنية والمحدثة دوماً بأن يلم بكل جديد يتعلق بإصابات الرياضية وطرق تشخيصها.
إن أول مهام الطبيب ضمن فريق الطب الرياضي هي وضع استمارة طبية خاصة بكل لاعب موضحاً فيها كل ما يتعلق باللاعب بالإضافة إلى وضع تسجيل دقيق لاختبار الجهد واختبار اللياقة البدنية الخاصة باللاعب، الإشراف على تغذية اللاعبين ووضع برنامج مراقبة غذائية دائمة على مدار الموسم الرياضي، تشخيص أي إصابة تحدث لدى اللاعب والعمل مع أخصائي العلاج الطبيعي على وضع خطة لعودة اللعب إلى الملعب بأسرع وقت ممكن.
التواجد بأرض الملعب في أي تمرين أو مباراة وذلك لإجراء الإسعاف الأولي السريع والدقيق للاعب بالتعاون مع أخصائي العلاج الطبيعي والمسعفون ونقل اللاعب إلى المشفى في حال استعدت الحاجة لذلك
أما أخصائي العلاج الطبيعي، ينبغي أن يكون حامل على شهادة من أحد المعاهد الطبية أو الصحية أو ما يعادلها من شهادات معترف بها رسمياً من قبل الدولة وأن يكون خاضع لدورات طبية تخصصية في مجال التأهيل والتعامل مع الرياضيين ولأن أخصائي التأهيل هو أكثر شخص يكون قريب من اللاعبين بحكم عمله فإن عليه أن يكون على اطلاع واسع
بعلم النفس الرياضي فهو في كثير من الأحيان يكون المرشد النفسي والروحي والطبي للاعبين.
مهام أخصائي العلاج الطبيعي تتمثل في مساعدة الطبيب الأخصائي في إعداد الاستمارة الطبية الخاصة باللاعبين، إجراء الإسعافات الأولية للاعبين بأرض الملعب بالتعاون والتنسيق مع المسعفون، وضع وتنفيذ برامج التأهيل الفيزيائي للاعبين المصابين كلاً حسب إصابته، ولا يجوز وضع برنامج علاجي موحد لكافة الإصابات.
التنسيق مع مدرب اللياقة في وضع برنامج التأهيل البدني والمهاري الخاص بكل لعبة على حدا وان لم يكن مدرب اللياقة موجودا فإن عليه هو القيام بالتأهيل البدني والمهاري للاعب.
متابعة تطور اللاعب المصاب الذي انتهى من برنامج التأهيل الخاص به ومتابعته خلال عودته للملعب والحرص وبالتنسيق مع الكادر الفني على عودة اللاعب في الوقت والزمان المناسبين وإعطاء اللاعب الإرشادات التي تحول دون تجدد الإصابة.
الإحماء الجيد للعضلات حول المنطقة المصابة، حماية منطقة الإصابة بالمشدات والأربطة الضاغطة وخاصة في بداية العودة إلى اللعب
والمدلكون، فيختلف المدلك عن أخصائي العلاج الطبيعي بأنه يخضع بعد حصوله على الشهادة الطبية المطلوبة لدورات في فن التدليك الرياضي حيث يختلف تدليك الشخص العادي عن تدليك الرياضي حسب الزمان، والشروط الفيزيائية، فإن علاقة المدلك مع اللاعب هي علاقة وثيقة جدا مبنية على أساس أن يثق الرياضي بأن هذه اليد.
أما المسعفون، فصحيح أن عمل المسعفون ربما يقتصر على فترة محددة هي فترة إجراء المنافسة الرياضية حدا أقصى، لكن عملهم يعتبر من أكثر بل أكثر أجزاء الطب الرياضي الذي يحتاج إلى الدقة والخبرة في التعامل مع الإصابة وقت حدوثها وخاصة عند غياب بقية أفراد الفريق الطبي.
إن عمل المسعفون يعتمد على المراقبة الجيدة لمجرى الحدث الرياضي ثم المبادرة الجماعية الموحدة لإسعاف الرياضي المصاب بأسرع مدة زمنية وأكثر طرق الأمان الممكنة، إن التعاون بين العناصر المسعفة بعضها مع بعض ومع الأخصائي المتواجد مع الفريق هو من أساسيات عمل المسعفون.
بالإضافة إلى أنه على المسعفين أن يقوموا بإخلاء وإبعاد كافة الأشخاص المتواجدون حول الرياضي المصاب وذلك بهدف إعطاء مزيد من المساحة لزيادة كمية الأوكسجين للشخص المصاب وتأمين مساحة تساعد على نقل المصاب بأريحية تامة.