صحة ورياضة : المحافظة على ممارسة الرياضة يوميا

صحة ورياضة : المحافظة على ممارسة الرياضة يوميا

الرياضة هي القيام بمجهود جسديّ إراديّ واعي، فيمكن القيام بالمشي، أو الركض، أو القفز، أو التسلق وغيرها فتلك الأمور مهمّة في حياة الإنسان، فهي تُكسب الجسم الصحّة والحماية من الأمراض، لذلك يجب على كلّ فرد أن يحدّد ساعات في اليوم للممارسة الرياضة، فهنالك أنواع كثيرة ومتنوّعة من الرياضة فإن كان الفرد لا يحبّ نوعاً منها فله خيارات كثيرة، ولا ننسى أنّ الصحابي الجليل عمر بن الخطاب أوصى بتعليم أولادنا الرياضة فقال “عَلِّمُوا أبنَاءكُم السِّبَاحَةَ والرِّمَايَة”، وهذه من أنواع الرياضة المهمّة والتي تقوّي الجسم، وهنالك ألعاب كثير تُمارس كنوع من الرياضة المسلية ككرة القدم، وكرة السلة، والتنس، وقفز الحواجز، وركوب الخيل، والملاكمة، والكاراتيه، والمبارزة، والسباحة.

وكان الباحثون قد أجروا دراسة شملت أكثر من 155 ألف شخص من البالغين الذين تراوحت أعمارهم ما بين 18 و64 سنة في إعداد هذا التقرير، وأن ممارسة التمارين الرياضية اليومية تُقلل من الإصابات بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والسمنة والاكتئاب وعدد آخر من الحالات الطبية المرضية.

وممارسة أي قدر من التمارين الرياضية هو أمر مفيد للصحة، ويُمكن للمرء البدء بالمشي اليومي لمدة خمس دقائق، ثم يزيد تدريجياً في تلك المدة، ليصل إلى المشي 30 دقيقة في اليوم، وأن أي نشاط بدني مفيد، سواء المشي أو الهرولة، والهدف هو البدء في ممارسة الحركة البدنية.

المحافظة على الوزن المثاليّ والتخفيف من الوزن الزائد، وذلك لأنّ ممارسة الرياضة بشكل يوميّ تحرق السعرات الحراريّة الزائدة في الجسم وتحرق الدهون المتراكمة وتخرجها على شكل عرق، تنشيط خلايا المخّ وزيادة قدرة الذاكرة على الحفظ، ولذلك يقي من مرض الزهايمر لأنّ الرياضة تزيد من هرمونات السيروتونين في المخّ. التقليل من نسبة الإصابة بمرض السكّريّ النوع الأول.

المحافظة على القلب من الأمراض ومن انسدادات الشرايين والأوعية الدمويّة والتجلّطات وذلك لأنّ ممارسة الرياضة تنشّط الدورة الدمويّة وتجعل الدم يسري بشكل أسرع في الأوعية الدمويّة، وذلك يمنع من تراكم الدهون فيها فيمنع حدوث جلطات القلب. تحسين الحالة النفسيّة وتخفيف التوتّر والقلق، فللرياضة فائدة كبيرة على تحسين الجهاز العصبيّ. بناء العضلات بشكل أفضل وإعطاء قوة للعظام، فيجعلها أكثر صلابة وذات قوة تحمل كبيرة. يحمي من الإصابة بالسرطان ومن تكوّن الأورام الناتجة عن انقسامات غير طبيعيّة

للخلايا. يخفض نسب الوفاة: وذلك لقدرته على حماية الجسم من الكثير من الأمراض فذلك يطول العمر. إعطاء طاقة وحيويّة ونشاط للجسم، فالرياضة تزيد من إفراز هرمون الأندورفين في الدم وذلك يجعل الأشخاص دائمين التجدّد فتجعلهم يحبّون الحياة ويقبلون عليها بكلّ سعادة .

وبعد معرفة تلك الفوائد المهمّة للرياضة لا بدّ لكلّ من الرجال والسيّدات على حدّ سواء من ممارسة الرياضة بشكل يوميّ، ويمكن الاستمتاع بالرياضة بجعلها لعبة مع جميع أفراد العائلة، فيمكن تكوين فريق يتكوّن من الأب والأم والأطفال ففي اليوم الأول يمارسون كرة القدم، واليوم التالي يمارسون كرة السلة، واليوم الثالث يمارسون الركض وهكذا، فذلك سيجعلهم أكثر تحمّساً وحبّاً لممارسة الرياضة.

وتشير النصائح الطبية الحديثة إلى ممارسة كل من تمارين تقوية العضلات على الأقل مرتين أسبوعياً، ممارسة تمارين إيروبيك الهوائية بنوعين، إما 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين الهوائية المتوسطة الشدة في الأسبوع، أو ممارسة 75 دقيقة من التمارين الهوائية الشديدة في الأسبوع.

وتحت عنوان فوائد للتمارين الرياضية اليومية، يقول الباحثون إن من الصعب تجاهل الفوائد الصحية للتمارين الرياضية والنشاط البدني باستمرار، إن الجميع يمكن أن يستفيدوا من التمارين الرياضية، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو القدرة الجسدية.

وصحيح أن الأفضل ممارسة التمارين الرياضية في الصالة الرياضية المحتوية على عدة وسائل لتسهيل القيام بتمارين رياضية متنوعة، ولكن حتى السلوكيات البسيطة يُمكن أن تكون مفيدة بشكل كبير، مثل استخدام الدرج بدلاً من المصعد، وإيقاف السيارة بعيداً ثم المشي لبضع مئات من الأمتار عند الذهاب إلى العمل أو المتاجر، والمشي خلال إجراء المكالمات الهاتفية بدلاً من الجلوس. وهكذا يُمكن للمرء أن يرفع من مستوى نشاطه البدني اليومي دون وجوده في الصالة الرياضية بشكل يومي.

وأفاد الباحثون بأن الفوائد الصحية تشمل الحفاظ على وزن طبيعي للجسم. ويمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية، بشكل يومي، في منع حصول زيادة وزن الجسم، كما يُمكن أن تساعد في الحفاظ على ما يفقده المرء من الوزن الزائد عند اتباعه حمية غذائية صحية. وكلما مارس المرء التمارين الرياضية، زادت كمية طاقة السعرات الحرارية التي تحرقها العضلات، وبالتالي يتخلص الجسم من تراكم الشحوم ويُقلل من احتمالات إعادة تراكمها في الجسم، وكلما زاد في مدة وشدة ممارسة تلك التمارين الرياضية ارتفع مستوى استفادة جسمه من ذلك في ضبط أي زيادة بوزن الجسم.

وممارسة الرياضة البدنية تسهم في منع الإصابة بالأمراض المزمنة، ذلك أن أمراضا مثل أمراض شرايين القلب، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الكولسترول والدهون الثلاثية، ومرض السكري، وأمراض المفاصل، وهشاشة العظام، والسمنة، هي بعض من الأمراض المزمنة التي أثبتت العديد من الدراسات الطبية أن ممارسة الرياضة البدنية هي وسيلة مفيدة للوقاية من الإصابة بها.

وعلى سبيل المثال، فإن ممارسة الرياضة البدنية ترفع من مستوى الكولسترول الثقيل الحميد، وتُقلل من مستوى الدهون الثلاثية، وتعمل على خفض ارتفاع ضغط الدم، وترفع من كفاءة تدفق الدم للقلب والدماغ، وتساعد في ضبط إجراء الجسم للعمليات الكيميائية الحيوية، وتزيد من تروية العظام بالدم.

وأفادت نتائج عشرات الدراسات الطبية بأن ثمة تأثيرات صحية إيجابية لممارسة الرياضة البدنية على صحة الدماغ والصحة النفسية، وهناك عدة آليات لتفسير جدوى ممارسة الرياضة البدنية في تحسين مستوى المزاج وتقليل مستوى القلق وخفض احتمالات الإصابة بالاكتئاب، ومنها أن الجسم يُفرز خلال ممارسة تلك الحصة اليومية من الرياضة البدنية عدداً من المواد الكيميائية والهرمونات التي تساعد الدماغ على الشعور بالسعادة والراحة النفسية.

كما أن ممارسة الرياضة البدنية المتوسطة الشدة، وبشكل يومي، تعزز تدفق الدم إلى الدماغ، ما يُسهم في الحفاظ على صحة الشرايين الدماغية وصحة أجزاء الدماغ المختلفة، وخاصة منها المسؤولة عن تنشيط الذاكرة وتحسين المزاج وتسهيل الخلود إلى النوم. هذا بالإضافة إلى تأثيرات ممارسة الرياضة البدنية في تحسين وزن الجسم وإزالة الترهل، ما يُحسن من مظهر الجسم ويُبرز نمو العضلات فيه، وهي جوانب تعمل على تعزيز الثقة في النفس وتحسين مستوى تقدير الذات.

وممارسة التمارين الرياضية، المشتملة على تمارين تقوية العضلات وتمارين تقوية توازن الجسم وتمارين مرونة العضلات، كلها تسهم في تقوية القدرة العضلية وتعزيز حفظ التوازن حال ممارسة أعمال بدنية تتطلب التحمل، كحمل الأمتعة وإنجاز أعمال الترتيب أو الصيانة المنزلية.

وتفيد كثير من المصادر الطبية بأن النشاط البدني اليومي، وممارسة أنواع شتى من التمارين الرياضية، كالمشي والسباحة والهرولة، يساعدان في تسهيل الخلود إلى النوم بسرعة أكبر ويساعدان أيضاً في تعميق النوم، ويُقللان من احتمالات الإصابة بالأرق.

قد يكون البدء في برنامج للياقة البدنية هو أحد أفضل الأمور التي يمكن للمرء القيام بها لحفظ وتعزيز مستوى صحته، وهو ما يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة،

ويحسن توازن وتناسق شكل الجسم، ويساعدك على إنقاص الوزن، ويعزز من تقدير الذات، ويمكن جني هذه الفوائد بغض النظر عن العمر أو الجنس أو القدرات الجسدية للإنسان.