صحة ورياضة : تمزق العضلة الخلفية للفخذ والوقاية منها
يعد التمزق العضلي من أكثر الإصابات التي تصيب الجهاز الحركي وخاصة عند الرياضيين في إصابات الملاعب وذلك لأن النشاط الرياضي يعتمد بشكل كبير على فعالية النشاط البدني المعتمد أساسا على الجهاز الحركي، وهو تلف جزئي أو كلى في النسيج العضلي نتيجة كدمة بسبب الالتحام بالجسم في الفعاليات الرياضية التي يحدث فيها اتصالات جسدية ككرة القدم وكرة اليد وكرة السلة وغيرها، وقد يحدث التمزق العضلى من الحمل الزائد المسلط عند تدريب القوة ورفع الأثقال، ويحدث أثناء ممارسة الرياضة، لكن هذا لا يمنع من حدوثه فى أى عمل عضلى فى الحياة اليومية جراء تسليط حمل كبير على العضلة.
وهناك ثلاثة عضلات تشغل الجزء الخلفي من الفخذ، وهذه العضلات تبدأ من أسفل الحوض عند المقعدة وتنتهي في أعلى عظمة الساق و تعمل أساسا على ثني مفصل الركبة، و قد تصاب هذه العضلات بتمزق جزئي بسيط أو تمزق كلي، وهذه الإصابة كثيرا ما تحدث في الرياضيين و خصوصا الذين يشاركون في الألعاب الرياضية التي تتطلب الجري والقفز مثل كرة القدم و ألعاب القوى.
وهناك عوامل عدة يمكن أن تزيد من احتمالات حدوث التمزق بما في ذلك قصر وعدم ليونة العضلات، ولذا يجب إتباع برنامج رياضي على مدار السنة يشمل تمارين إطالة العضلات، ضعف العضلات، فالعضلات الضعيفة أقل قدرة على التعامل مع الإجهاد في التمارين وأكثر عرضة للإصابة.التعب و إجهاد العضلات يقلل من قدرة العضلة على امتصاص الأحمال مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة.
عند حدوث التمزق يحدث ألم حاد مفاجئ في الجزء الخلفي من الفخذ مما يسبب التوقف السريع عن الجري والقفز على الساق السليمة أو الوقوع، بالإضافة لذلك قد يحدث تورم بالفخذ خلال الساعات القليلة الأولى بعد الإصابة كدمات أو تلون الجزء الخلفي من الفخذ والساق تحت الركبة خلال الأيام القليلة الأولى ضعف في قوة عضلات الركبة ممكن أن يستمر لأسابيع.
وعادة ما يتم تشخيص هذه الحالة بمعرفة التاريخ المرضي للإصابة و بالكشف الإلكلينيكي على المريض وملاحظة موضع الألم والزرقان، و قد يلجأ الطبيب لعمل أشعة إذا كان هناك شك في حدوث شد لجزء من العظام، وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء للرنين المغناطيسي للتأكد من التشخيص و تحديد درجتها.
تشير الأبحاث أن ثلثي هذه الإصابات يمكن تجنبه بأتباع تمارين التقوية المناسبة في صالات الألعاب، كما أنه يجب عمل إحماء مناسب قبل المباريات مباشرة وذلك بالهرولة البطيئة ثم الجري لمسافات قصيرة بصورة متقطعة حتى يزداد تدفق الدم للعضلة وتستعد للعبء المباراة.
وهناك تمرين ممتاز يمكن عمله بعد الإحماء لزيادة استعداد العضلة، حيث يقوم اللاعب بالجلوس على ركبته أثناء قيام المدرب بتثبيت الكاحل على الأرض، ثم يبدأ اللاعب في الميل للأمام ببطء حتى يقترب صدره من الأرض مستخدما عضلات الفخذ الخلفية لتجنب سقوطه للأمام، إلى أن يصبح غير قادر على المقاومة فيسقط إلى الأرض مستندا على كفيه إلى أن يلامس صدره الأرض. ثم يقوم بدفع نفسه إلى وضع الجلوس على الركبة مرة أخرى وإعادة التمرين.
ويجب أن يتم عمل هذه التمارين بصورة تدريجية تماما لإعطاء الفرصة الكاملة للعضلات للتقوية على ألا تجاوز الزيادة الأسبوعية في التمرين 10% من أحمال الأسبوع السابق. كما يجب ملاحظة أن تدريبات الإطالة الشديدة قبل المباريات قد تضعف العضلات و تزيد من فرص تعرضها للإصابة.
يختلف العلاج وفقا لسن المريض و نوع التمزق و موضعه واحتياجات المريض في ممارسة الرياضة، والهدف من أي علاج هو المساعدة على العودة إلى جميع الأنشطة التي كان يقوم بها المريض.
العلاج التحفظي وعادة ما يلتئم التمزق بهذا النوع من العلاج وهو يشمل الراحة، وقد يوصي الطبيب باستخدام العكازات لتجنب وضع الوزن على الساق، واستخدام كمادات باردة لمدة 20 دقيقة عدة مرات في اليوم و لكن لا تضع الثلج مباشرة على الجلد.
أربطه ضاغطة لمنع التورم وحدوث تجمع دموي، وقد يوصي الطبيب بارتداء جبيرة للركبة لفترة وجيزة لمساعدتها على الشفاء، ورفع القدم المصابة بحيث يكون مستواها أعلى من مستوى القلب عند النوم وذلك لتخفيف التورم، ويمكن البدء في العلاج الطبيعي عند زوال الألم الشديد و التورم وذلك بهدف التدرج في زيادة مدى الحركة وقوة العضلات وزيادة مرونة العضلات.
قد يتم اللجوء للتدخل الجراحي في الحالات التي يحدث بها شد لجزء من العظام حيث يتم تحريك العظام إلى موضعها السليم و تثبيتها بمسامير إلى أن تلتئم، حالات التمزق الكامل للعضلات حيث يتم خياطة القطع.