تقع الغضاريف الهلالية في مفصل الركبة بين عظم القصبة والفخذ وتعمل على تثبيت المفصل وحمايته من الصدمات المفاجئة، وتمزق الغضروف الهلالي لمفصل الركبة الإنسي والوحشي يحدث نتيجة دوران مفاجئ لمفصل الركبة بشكل محوري مع ثبات عظم القصبة والتفاف عظم الفخذ عليها داخليا أو خارجيا، وقد تعود أسباب تمزق الغضاريف إلى الانحناء الشديد للركبة والذي يسبب ألم الرباط الإنسي والوحشي.
يتمزق الغضروف الهلالي غالباً حوالي خمس أضعاف الجانب الوحشي، ولا تشفى إصابة الغضاريف بسهولة بسبب التزويد الدموي الضعيف وغالباً ما يحتاج إلى جراحة، وقد يتمزق ويتآكل الجانب الخلفي من الغضروف الذي يمتص الصدمات في مفصل الركبة نتيجة، زيادة الضغط عليه، ويصاحب الإصابة ألم حاد أسفل الرضفة مع صوت طقطقة أو احتكاك خشن .
يتم تشخيص إصابة غضروف الركبة عن طريق الرنين المغناطيسي أو عن طريق الأشعة لمفصل الركبة أو الناظور. كما ويتم تشخيص إصابة غضروف الركبة ببعض الحركات ولكنها تحتاج إلى متخصص في العظام.
ومن بين الأسباب ضغط مباشر بين لقمتي عظم الفخذ والقصبة في الساق في أثناء السقوط أو القفز من الأعلى، اتخاذ الجسم الوضع العمودي بشكل مفاجئ، لف محوري من الفخذ على ثبات نسبي لعظم الساق، تداخل شديد واستدارة وضغط على مفصل الركبة، قد يكون بسبب تمزق سابق بسيط يتطور مع مرور الزمن، وتكون الإصابة حسب القوة المؤثرة رض أو تمزق الغضروف .
وتكون الأعراض تدريجية، تتمثل في ألم في الجزء الداخلي لمفصل الركبة أثناء النشاط الرياضي وألم على طول المفصل عند الضغط وعلى الجزء الداخلي، ألم شديد وخاصة عند مد الركبة، ارتشاح دموي بالمفصل يظهر في اليوم الثاني غالبا وفي الحالات الحادة، عدم القدرة على ثني الركبة مع فقدان الاتزان الفسيولوجي النسبي للمفصل بعض الأحيان، صوت في المفصل بسبب تمزق جزء من الغضروف الملامس لعظم الفخذ.
وأيضا ليونة عند الضغط الشديد على طول المفصل في الجزء الداخلي وألم على طول خط المفصل والجزء الداخلي عند الليونة العالية، ألم وصوت عند ميلان الرجل أو اسفل الساق نحو الخارج والركبة مثنية، ضمور ملحوظ في العضلة الرباعية للفخذ، وقد يصاحبه إصابات متنوعة بالأربطة الجانبية الخارجية والداخلية وبالمحفظة الزلالية المغلفة لمفصل الركبة .
وفي حالات عديدة لا تكون الأعراض دالة إلا بعد مرور سنين، عند تمزق الغضروف بشكل تام ويأخذ التمزق أشكالا متعددة منها العمودي، المنقاري، مقبض الدلو التمزق
الأمامي والخلفي والطولي وغيرها، ومن المضاعفات وجود تغييرات تآكلية عظمية مختلفة تتميز بعدم الثبات في مفصل الركبة عند أداء أي مجهود.
ومن أجل العلاج، لابد من الإزالة الجراحية للغضروف لأن التثبيت لمدة طويلة يؤثر سلبيا على لياقة الرياضي, وتتم الجراحة بواسطة المنظار ويتبعها تأهيل حركي، والذي يهدف إزالة الارتشاح الدموي بعد الجراحة، تقوية العضلات والأربطة حول المفصل خاصة، استعادة الوظيفة المهارية لمفصل الركبة ومنع نقص الكفاءة البدنية والنفسية والمهارية للاعب.
ومن العلاجات الأولية، وضع ثلج مكان الإصابة، رباط ضاغط محكم على المفصل، رفع الركبة عاليا نسبيا أعلى الجسم، نقل المصاب إلى المركز الطبي.
وفي حالة العلاج الجراحي يجب التوقف عن ممارسة النشاط الرياضي، وضع برنامج حركي قبل إجراء الجراحة لتهيئة العضلات العاملة على مفصل الركبة وخاصة العضلة ذات الرؤوس الأربعة، كما يجب استخدام العقاقير الطبية لتخفيف الألم والالتهاب، ويمكن إصلاح الغضروف بالتنظير إذا كان التمزق صغير، باستخدام الغرز المجهرية ومن ثم ممارسة التمارين التأهيلية بعد يوم أو يومين، وتمارين الدراجة الثابتة بعد أسبوع ثم التمارين التأهيلية الخاصة، ويتم الشفاء في حالة جراحة تمزق الغضروف خلال 4-8 أسابيع من البرنامج الحركي.
ومن العلاجات الطبيعية، يستخدم الثلج مع رباط محكم ليقلل من الإرتشاح الدموي والتورم المصاحب للإصابة، وتستخدم الكمادات المثلجة أو أكياس الثلج لمدة 10- 15 دقيقه في مكان الإصابة ثم رباط ضاغط لمدة 3 أيام، وتدلك عضلات الفخذ والقدم للجزء المصاب في المراحل المتقدمة من العلاج وباقي الجسم غير المصاب قبل التدريب أو المنافسة.
وفي اليوم الثاني تؤدى تدريبات ثابتة لعضلات الفخذ 2-3 ثواني بعدها 5-7 ثواني لإزالة الارتشاح الدموي بعد زوال الألم الحاد وتؤدى بعد الجراحة مباشرة .والمفصل فيها لا يتحرك في مداه الطبيعي، رفع الركبة المصابة أعلى نسبيا من الجسم أثناء الجلوس والرقود لزيادة كفاءة الدورة الدموية وتقليل الارتشاح الدموي مع ثني مفصل الحوض وبسط القدم.
أما خلال فترة التثبيت، تقام تمارين يومية لزيادة قوة الأربطة المفصلية، تدريبات إيزومترية متدرجة لمد المفصل المصاب يوميا، استخدام الحركات البطيئة للحد من التحدد الحركي في حالة تثبيت المفصل ذلك يطور الخبرات ويحافظ على الديناميكية الحركية الوظيفية والمهارية.
أما بعد التثبيت، وبعد التئام الجرح تؤدى تمرينات المدى الحركي وتمطية العضلات العاملة والمقابلة معا، تدريبات مائية لتثبيت عمل مفصل الركبة وهو أهم من المرونة، تقوية الأربطة المفصلية وعضلات حول المفصل، تمارين ايزومترية ثابتة الشدة وحركية
لعضلات القدم والساق والحوض بدون مقاومة ثم بمقاومة، ثني مفصل الركبة ايجابيا بدون مقاومة ولا يجوز سلبيا.
تؤدى التمارين من وضع الجلوس والرقود بدون مقاومة ثم تتدرج على حافة منضدة وهو أفضل الأوضاع لأن فعل الجاذبية وثقل الساق والقدم تؤدي إلى ثني المفصل تلقائيا, ويتم الشد بالعضلات عند مد الركبة والعودة إلى الوضع ويمكن وضع مقاومة لزيادة كفاءة عضلات الفخذ الأمامية، تدريبات ضد مقاومة يدوية بواسطة المعالج في حالة تحدد حركة الركبة.
أما تمارين تقوية العضلات الفخذية التي لابد من استمرارها حتى بعد العودة إلى النشاط الرياضي, تدريبات ضد مقاومه حركيه لتقوية العضلات الضامة والمبعدة للفخذ عن الحوض، المشي على عكاز المرتكز يكون على الساعد وليس الإبط وذلك لوجود أوعية دموي وعصبيه كثيفة تحث الإبط، مما قد تسبب المضاعفات.
تدريبات مياه عميقة أولا ثم بالاستناد على مقابض الجدران في الحوض، صعود وهبوط السلالم، المشي بدون عكاز طي، الأثقال الحديدية وتدريبات على أرض رملية، ثني الركبة مع حمل أثقال، قفز خفيف مع ثني الركبة والجري.
ويجب استخدام كمادات الثلج قبل أداء التمارين بــ15 دقيقه وبعد أداء التمارين ولمدة 20 دقيقة، وتؤدى التدريبات لمدة 6- 10 أسابيع 20- 30 جلسه علاجية تبدأ يوميا وتتدرج إلى 2-3 مرات أسبوعيا، مدة الرجوع إلى الملعب حسب نسبة الإستئصال الغضروفي، ولكن إذا استمر العلاج لا تزيد مدة التأهيل عن شهرين.
ويمنع استخدام الحرارة والتدليك في المراحل الحادة من الإصابة، تمنع الحركة البندولية السلبية للمفصل المصاب في المرحلة الحادة، لا يجوز استخدام العلاج المائي إلا بعد التئام الجروح.
ومن أجل الوقاية، الاستخدام الوقائي للركبة المطاطة والأربطة الضاغطة أثناء التدريب والمنافسات، المحافظة على العضلات دافئة أثناء التدريب والمنافسة عن طريق الإحماء الجيد والتدريب المتدرج الشدة.