هناك ثلاثة عضلات تشغل الجزء الخلفي من الفخذ، وهذه العضلات تبدأ من أسفل الحوض عند المقعدة وتنتهي في أعلى عظمة الساق و تعمل أساسا على ثني مفصل الركبة.و قد تصاب هذه العضلات بتمزق جزئي بسيط أو تمزق كلي، وهذه الإصابة كثيرا ما تحدث في الرياضيين و خصوصا الذين يشاركون في الألعاب الرياضية التي تتطلب الجري والقفز مثل كرة القدم و ألعاب القوى.
كما أنها شائعة في الرياضيين في عمر المراهقة حيث يكون نمو العظام سريعا بينما لا تنمو العضلات بنفس المعدل، وأن السبب الرئيسي في حدوث التمزق هو زيادة الحمل على العضلات و قد يحدث ذلك عندما تتمدد العضلات فوق طاقتها أو يتم انقباضها فجأة بقوة.
وهناك عوامل عدة يمكن أن تزيد من احتمالات حدوث التمزق بما في ذلك قصر وعدم ليونة العضلات، ولذا يجب إتباع برنامج رياضي على مدار السنة يشمل تمارين إطالة العضلات، ضعف العضلات، فالعضلات الضعيفة أقل قدرة على التعامل مع الإجهاد في التمارين وأكثر عرضة للإصابة.التعب و إجهاد العضلات يقلل من قدرة العضلة على امتصاص الأحمال مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة.
وقد يحدث التمزق في الألياف العضلية أو في الأوتار الموجودة في نهاية العضلة، وفي بعض الحالات قد يقوم الوتر بشد جزء من العظام معه أثناء التمزق.
عند حدوث التمزق يحدث ألم حاد مفاجئ في الجزء الخلفي من الفخذ مما يسبب التوقف السريع عن الجري والقفز على الساق السليمة أو الوقوع، بالإضافة لذلك قد يحدث تورم بالفخذ خلال الساعات القليلة الأولى بعد الإصابة كدمات أو تلون الجزء الخلفي من الفخذ والساق تحت الركبة خلال الأيام القليلة الأولى ضعف في قوة عضلات الركبة ممكن أن يستمر لأسابيع.
وعادة ما يتم تشخيص هذه الحالة بمعرفة التاريخ المرضي للإصابة و بالكشف الإلكلينيكي على المريض وملاحظة موضع الألم والزرقان، و قد يلجأ الطبيب لعمل أشعة إذا كان هناك شك في حدوث شد لجزء من العظام، وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء للرنين المغناطيسي للتأكد من التشخيص و تحديد درجتها.
تشير الأبحاث أن ثلثي هذه الإصابات يمكن تجنبه بأتباع تمارين التقوية المناسبة في صالات الألعاب، كما أنه يجب عمل إحماء مناسب قبل المباريات مباشرة وذلك بالهرولة البطيئة ثم الجري لمسافات قصيرة بصورة متقطعة حتى يزداد تدفق الدم للعضلة وتستعد للعبء المباراة.
ويجب أن يتم عمل هذه التمارين بصورة تدريجية تماما لإعطاء الفرصة الكاملة للعضلات للتقوية على ألا تجاوز الزيادة الأسبوعية في التمرين 10% من أحمال الأسبوع السابق. كما
يجب ملاحظة أن تدريبات الإطالة الشديدة قبل المباريات قد تضعف العضلات و تزيد من فرص تعرضها للإصابة.
العلاج التحفظي وعادة ما يلتئم التمزق بهذا النوع من العلاج وهو يشمل الراحة، وقد يوصي الطبيب باستخدام العكازات لتجنب وضع الوزن على الساق، واستخدام كمادات باردة لمدة 20 دقيقة عدة مرات في اليوم و لكن لا تضع الثلج مباشرة على الجلد.
قد يتم اللجوء للتدخل الجراحي في الحالات التي يحدث بها شد لجزء من العظام حيث يتم تحريك العظام إلى موضعها السليم و تثبيتها بمسامير إلى أن تلتئم، حالات التمزق الكامل للعضلات حيث يتم خياطة القطع.