ممارسة الرياضة يجب أن تكون بشكل روتيني كجزء من حياة الإنسان، لذا فمن الخطأ ممارسة الرياضة في الشتاء فقط والإقلاع عنها في الصيف أو العكس، أو عندما يكون الطقس مناسباً، أو في مكان مناسب للممارسة كالنادي فقط، فإذا كان الشخص مسافراً أو بعيداً عن موقع النادي لأي سبب توقف عن ممارسة الرياضة، فإنّ ممارسة الرياضة يجب أن تكون بصورة صعبة، وهذا قد يستدعي الإلمام ببعض القواعد والمعلومات الخاصة بالممارسة في كل طقس، وفي كل مكان.
ممارسة الرياضة في الجو البارد لاغنى عنها، بالأخص لمن يمارس الرياضة بشكل منتظم طوال العام؛ وذلك دون أن يصاب بنزلات البرد وما قد يتبعها من نزلات شعبية والتهاب رئوي.
ويؤثر الجو البارد أكثر على الأطراف واليدين والساقين والأذنين؛ لذا فإنّ تدفئة الأطراف تُعدّ أمراً هاماً لمن يرغب في الخروج لممارسة الرياضة في الشتاء، حيثُ يكون ارتداء القفازات وغطاء الرأس الذي يغطي الأذنين، الجوارب الصوفية بالإضافة إلى عدة طيات من الملابس القطنية.
وتُعدّ ممارسة الرياضة أمراً هاماً للجسم البشري فهي تنتج الطاقة أثناء بذل الجهد؛ لذا فإن الملابس وأن كانت هامة لوقاية الجسم من تيارات الهواء الباردة، إلا أنها يجب أن تكون مناسبة لنوع المجهود وبما لا يجعل الجسم يتصبب عرقاً طوال الوقت، فمن الممكن أن يبدأ الشخص بملابس ثقيلة، ثمّ بعد فترة من الإحماء والتدريب، عندما يشعر الشخص بالدفء يبدأ بتخفيف ملابسه وزيادة نشاطه البدني، ثمّ بعد أن ينتهي من التدريب إذا كان ما يزال موجوداً في مكان بارد، فعليه ارتداء ملابس تحميه من البرودة ولا يجب أن يعرّض نفسه لتيار هوائي بارد بعد التدريب؛ حتى لا يصاب بنزلات البرد.
التدريب في الجو البارد قد يتطلب وضع غطاء أمام الأنف والفم حتى لا يدخل الهواء البارد. ويُعدّ التدريب في الجو البارد أكثر متعة من الجو الحار وذلك إذا أخذ الشخص احتياطاته اللازمة للممارسة.
ومن الأمور التي يجب مراعاتها عند التدريب الرياضي في الجو البارد، هي التدرّج في التدريب في الجو البارد، حيث يتم مواجهة درجات برودة معتدلة ثم قاسية بالتدرّج، مع زيادة متدرّجة في المدة التي يتم التعرّض فيها.
العناية في اختيار الملابس لوقاية الجسم من البرودة، وعندما يتمّ التأقلم مع الجو البارد يُمكن تخفيف الملابس بدرجة مناسبة وبتدرّج حذر، الحذر من التعرّض بعد التمرين لتيار الهواء البارد أو لدرجة الحرارة الباردة، التحرّك مع تيار هوائي بارد وليس عكسهً أثناء الجري أو المشي حتى لا يصطدم بالجسم فيؤثر فيه.
وكما للأجواء الحارة من تأثيرات على جسم الرياضيين، فإن للاجواء الباردة تأثيرات سلبية أيضا، لكنها ليست بمستوى خطورة التدريب في الأجواء الحارة وهذا يرجع إلى أن التدريب يولد حرارة تساعد الجسم على الدفء، كما أن ارتداء الملابس المناسبة يعمل على الاحتفاظ بحرارة الجسم الداخلية ثابتة تقريباً. ومع هذا يمكن أن تكون ممارسة الرياضة في الجو البارد خطرة على الانسان، اذا لم يأخذ اللاعب إجراءات احترازية, لذلك لا يوجد أي سبب لتوقف الرياضي أو الفريق عن التدريب خلال فصل الشتاء البارد، أو حتى تغيير مكان التدريب وانتقاله إلى داخل الصالة المغلقة، فالاستمرار في التدريب مهم، ومن هنا إذا أخذ الرياضي بعض الحذر واتبع الارشادات المتعلقة بالأداء في الجو البارد، فانه سيستمر في التدريب من دون خطورة، بدليل الألعاب الأولمبية الشتوية التي تشمل الكثير من الألعاب التي تزاول خارج الصالات.
إن فقدان الجسم للحرارة سواء بالإشعاع أو التوصيل أو الحمل أو التبخر، هي عمليات مفيدة عند بذل المجهود في الجو الحار، لكن قد تكون خطرة جداً أثناء بذل المجهود في الجو البارد، فعن طريق لبس فانيلة إضافية مثلا، يمكن أن نوقف أو نقلل من عمليات الاشعاع والحمل، وبذلك نحافظ على جفاف الجلد، لأنه عندما يتبخر العرق عن الجلد، يؤدي إلى خفض درجة حرارة الجلد، ومن ثم حرارة الجسم الداخلية، وتعتمد خطورة التمرين في الجو البارد على درجة حرارة الجو وحركة الريح والرطوبة والطقس من حيث هطول الأمطار، ويعد الريح وسرعته هو الأهم حيث يعمل على فقدان الحرارة من الجسم عن طريق الاشعاع والحمل والتبخر.
الإصابات التي يمكن أن تحدث نتيجة الجو البارد هي انخفاض درجة حرارة الجسم وفي حالات التمرين في الجو البارد جداً يمكن أن يحدث التجمد في أطراف الجسم كالقدمين والأصابع والوجه.
هناك بعض العوامل المساعدة على التأقلم في الجو البارد أثناء ممارسة النشاط الرياضي تتمثل في الاهتمام بالإحماء وتمارين إطالة العضلات قبل البدء في الجري، ويفضل أن تبدأ في المنزل، فالجو البارد يعمل على شد العضلات، ما يؤدي إلى سهولة الإصابة بالتمزق العضلي، فالإحماء يساعد على تجهيز العضلة فسيولوجياً لتحمل المجهود المتوقع أو المكتسب من التدريب.
اختيار الملابس بعناية، وهذا يعتمد على ارتداء عدة طبقات خفيفة، لمنع نفاذ أو دخول الهواء البارد، وبنفس الوقت السماح للعرق بالخروج من الجلد، ومن المهم أن تلبس ملابس أخف من الملابس الثقيلة التي نلبسها عادة أثناء المشي أو الإحماء، فالملابس الخفيفة والإحماء يعمل على تقليل الإحساس بالبرد، ويجب أيضا لبس ملابس سهلة الخلع واللبس مرة أخرى وذلك لنزعها عند الشعور بالحر، وعدم إغفال أهمية ارتداء قبعة وواق للوجه والذي يساعد على رفع درجة حرارة الهواء الداخل إلى الرئتين ما يساعد على تفادي الاصابة بانقباض القصبات والشعيرات التنفسية وخاصة للرياضيين الذين يعانون من
حالات الربو، كما ينصح بعدم ارتداء أكثر من شراب واحد حتى لا يصبح الحذاء ضيقاً، ما يؤدي إلى منع سريان الدم الى القدم ومن ثم الشعور بالبرد.
وكما أن هناك تأثيرات للحرارة والبرودة على المجهود البدني، وتأثيرات سلبية قد تؤدي إلى حدوث الوفاة، فإن هناك أثرا ايجابيا للبرودة والحرارة على الأداء البدني تؤدي الحرارة إلى زيادة نشاط الانزيمات في العضلات العاملة وذلك يؤدي إلى سرعة إعادة بناء مصادر الطاقة وزياردة سرعة الإنقباض العضلي.
تؤدي الحرارة إلى زيادة سريان الدم في العضلات العاملة، ما يؤدي إلى زيادة إعادة بناء مخازن الطاقة، وتعمل الحرارة على تقليل لزوجة أو مقاومة العضلة لتغيير طولها، وذلك يؤدي إلى تقليل الطاقة اللازمة للتغلب على ذلك، وتؤدي البرودة إلى تقليل سريان الدم إلى الجلد، وبالتالي تزداد كمية الدم المتوجهة إلى العضلات العاملة.
ومن الوسائل التي تستخدم في التسخين أو التبريد للجسم للاستفادة من العوامل الإيجابية السابقة أو للمساعدة على الأداء الرياضي، الدشات الساخنة والباردة، والأكياس الباردة على منطقة البطن، الكمادات الباردة على الرأس، التبريد بالهواء والماء، وكقاعدة عامة تستخدم الحرارة لتدفئة العضلات قبل الأداء في الأنشطة التي تتميز بالسرعة، ويمكن استخدام التبريد في مباريات كرة القدم والسلة والملاكمة ومسابقات الجري والتنس وغيرها ويجب أن تتراوح حرارة الماء ما بين 18-24 درجة مئوية.