صحة و رياضة : ممارسة الرياضة في شهر رمضان

تعد ممارسة الرياضة عادة اجتماعية وأسلوب حياة صحي، لما لها من أهمية كبرى على صحة الشخص الجسمانية، وكذلك على صحته وحالته النفسية، فهي تحسن من تدفق الدورة الدموية وتقوي العضلات، تهدئ الأعصاب وتخفف من الضغط النفسي، ولكن هل من الممكن ممارسة الرياضة في رمضان؟ ويجمع الأطباء وأخصائيو التغذية على أهمية ممارسة النشاطات الجسمانية في جميع الأوقات والحالات من أجل المحافظة على الوضع الصحي السليم وعلى توازن الوزن في حالة السمنة.

ولشهر رمضان الكريم ميزات مختلفة تميزه عن باقي أيام السنة، سواء من حيث وتيرة الحياة، الأنشطة المختلفة، الأغذية المتنوعة والكمية الكبيرة في نفس الوجبة.

ولا شك أن لممارسة الرياضة خلال الصوم المتواصل خطورة معينة، لأنه عند الصوم ينشأ نقص في الطاقة والسوائل في الجسم، مما يؤدي إلى الجفاف يدخل الجسم إلى ضغط قد يؤدي إلى انهيار وتلف خلايا الجسم التي يتم بناؤها من خلال الرياضة.

خلال الصوم لمدة 8 – 10 ساعات، تقل كمية الجلوكوجين في الكبد وتقل كميته في العضل بنحو 50%، دون أية علاقة بالنشاط الجسماني. هذا الانخفاض في كمية الجلوكوجين يؤدي إلى تحول الحوامض الأمينية إلى سكر.

أما ممارسة الرياضة في رمضان على معدة فارغة وبعد صوم 8 -10 ساعات فهي تزيد من استهلاك الدهن كمصدر للطاقة، لكن هنالك تأثير أيضا على البروتين في الجسم إذ يتم استهلاكه كطاقة.

وقد أثبتت كثير من الأبحاث حصول تحسن ملحوظ في نشاط الجسم البدني أثناء الصوم بسبب فعاليته وتحسن أداء أعضاء الجسم.

لذلك، فإن ممارسة الرياضة في رمضان تعتبر امنة وممكنة، مع الأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور والاحتياطات.

لا ينصح بممارسة الرياضة في ساعات العصر أو خلال ساعات الصوم المتأخرة، إذ يكون الطقس حاراً ويكون الجسم في هذه الفترة -بعد ساعات من الصوم- مرهقاً تنقصه السوائل، أي يكون في حالة من الجفاف.

لذلك، فإن الفترة المسائية هي الأفضل لممارسة الرياضة، حيث يكون الجو أقل حراً، كما يفضل أن يتم ذلك في صالات ومراكز الرياضة.

والوقت المفضل لممارسة الرياضة هو قبيل موعد الإفطار مباشرة، إذ تأتي وجبة الإفطار لتساعد في عملية بناء العضل، أو بعد وجبة الإفطار بساعتين على الأقل، حتى تنتهي عملية الهضم.

ويتعلق هذا بنوع الرياضة التي كنت تمارسها قبل رمضان. فإذا كان الشخص معتادا على ممارسة تمارين شاقة، بما فيها رفع الأثقال، فينصح بتقليل الوقت بمعدل 45 دقيقة والتنويع في التمارين بحيث لا يتم تفعيل الجهد على نفس العضلة يوميا بل تقسيم التمارين بحيث يتم في كل يوم ممارسة التمارين على عضل مختلف.

أما بالنسبة للأشخاص غير الرياضيين فإن الرياضة الهزائية كالمشي او الدراجات ورياضة السباحة هما الأكثر أماناً، كما يفضل عدم ممارسة رياضة الركض أو الرياضة القاسية الشاقة.

تمتاز النشاطات البدينة المحبذ ممارستها في شهر رمضان بأنها ذات نوعية خفيفة أو متوسطة الشدة والكثافة، ولا تتطلب جهداً كبيراً ولا مقاومة عالية قد تصل بالجسد أحيانا إلى مرحلة الإنهاك، ومن هذه الرياضات: رياضة المشي، ورياضة الأيروبيك، والقفز بالحبل، والتمارين السويدية البدنية الخفيفة، واستخدام الأجهزة التدريبية المعروفة كالتريدميل و الدراجة وغيرها.

الإكثار من شرب الماء أثناء التمرين، وخاصة بسبب ما يفقده الجسم من سوائل في شهر الصيام وأيضا خلال ساعات ما قبل بدء الصوم، منعاً للجفاف، تجنب الإرهاق والابتعاد عن ممارسة التمارين الشاقة.

التوقف بالوقت المناسب، ينصح بالتوقف عن الرياضة عند الشعور بالام في الصدر، تسرع في ضربات القلب، الام شديدة في العضلات أو صداع، تجنب تناول المشروبات أو الأطعمة التي تحتوي على الكافيين: مثل القهوة، الشاي والمشروبات الغازية، فهي مدرة للبول مما يفقد الجسم السوائل.

تناول وجبات متوازنة: بحيث تحتوي كل وجبة على الكربوهيدرات: الخبز، الأرز، المعكرونة أو البطاطا، البروتينات كمنتجات الحليب والألبان، الدجاج أو السمك، الدهون كزيت الزيتون، الطحينة أو الحمص، الخضروات المختلفة.

يستطيع الرياضي أن يمارس الرياضة لمدة ساعة، لينهي تدريبه بالكامل قبل موعد الإفطار بمدة زمنية قصيرة لاتتجاوز الـ 15 دقيقة، وسبب تقصير المدة الزمنية الفاصلة بين لحظة إنهاء التدريب والإفطار هو محاولة تعويض الجسم بالسوائل والأملاح المعدنية المفقودة

بأسرع وقت ممكن، لحماية الجسم من الأعراض الصحية التي يمكن أن يتعرض لها، نتيجة التدريب في جو رمضاني صيفي حار يمتاز بطول ساعات الصيام. ويضيف بعض المتخصصين أن ممارسة الرياضة قبل الإفطار بمدة بسيطة تعمل على زيادة كفاءة الجسم في التخلص من السموم الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي، إلى جانب تنشيط الدورة الدموية وزيادة الشعور بالراحة والاسترخاء.

وتمارس الرياضة بعد وجبة الإفطار بما يعادل 2 ونص إلى 3 ساعات، حيث يتم خلال هذه الفترة هضم الطعام بكفاءة وراحة ليتم استخلاص الطاقة وإعادة شحنها إلى أعضاء الجسم الحيوية، ولايجوز بتاتا ممارسة أي مجهود بدني قبل الوقت المحدد لأن طاقة وجهد وتركيز الجسم بالكامل يكون منصب على إتمام عملية الهضم، ويضيف بعض المتخصصين أن الفائدة المرجوه من ممارسة التمارين بعد الإفطار تتمثل في أنها تحفز وتسرع من عمليات الأيض وحرق الطاقة المستمدة من الطعام الممول للجسم.

بعد انتهائك قم بتناول وجبة تحتوي على الكربوهيدرات والبروتين في غضون ساعتين من جلسة الرياضة إن كان ذلك ممكنا مثل: الزبادي والفواكه، شطيرة من زبدة الفول السوداني. حليب شوكلاتة قليل الدسم أو المقبلات

يجب ألا تزيد المدة الزمنية المخصصة للرياضة في رمضان عن 60 دقيقة تمارس، بما لايزيد عن 5 أيام أسبوعيا، وتكون على النحو الآتي: الإحماء الجيد قبل مزاولة النشاط لمدة 5 دقائق، يليه أداء تمارين إطالة لمعظم عضلات الجسم لمدة 5 دقائق. ممارسة النشاط البدني الرئيسي لمدة لاتقل عن 30 إلى 45 دقيقة، يليه بعد ذلك تمارين استشفاء وتبريد لمدة 5 دقائق.

لا ينصح بممارسة الرياضة قبل الإفطار من قبل الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة بدون انقطاع، وبالأخص الأعمال التي تستلزم التنقل من مكان لآخر في هذا الجو الصيفي الحار. الذين لا يتمتعون بمقدار جيد من اللياقة البدنية و القدرة على تحمل التعب والعطش ونقص الأملاح المعدنية، الراغبين في زيادة كتلتهم العضلية، من يعاني من أمراض وأعراض صحية مزمنة عليه العودة إلى الطبيب المختص المشرف على حالته.

ولا ينصح أيضا بممارسة الرياضة قبل الإفطار في حالة الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة والرطوبة والظهور العمودي للشمس خاصة في الأماكن المكشوفة، كبار السن، الذين يعانون من السمنة المفرطة، من يعانون من ازدياد ضربات القلب.

ممارسة الرياضة خلال هذا الجو الصيفي الحار تفقد جسم الإنسان الكثير من السوائل والأملاح المعدنية المختزنة عن طريق عملية التعرٌق، والتي يقوم من خلالها الجسم بموازنة

درجة حرارته، بالإضافة إلى طول فترة الصيام والتي تمتد ما بين الـ 14 إلى 16 ساعة، والتي لايتم خلالها تمويل الجسم بأي من العناصر الغذائية اللازمة له.

لذلك فازدياد شدة وكثافة وجهد النشاط البدني المبذول يؤدي إلى استنزاف مقدار أكبر من الطاقة المستهلكة والممولة بالأساس من النظام الغذائي، فإذا نفذت هذه الطاقة اضطر الجسم أن يبحث عن مصادر أخرى كالجلايكوجين العضلى والكبدي، والدهون المختزنة في الجسم. لذلك يجب التحذير من أن نفاذ الطاقة واستنزاف الأملاح المعدنية والسوائل من الجسم قد يؤدي إلى عواقب صحية كالصداع، والتموُج الضوئي، والإغماء وأخطرها الجفاف الذي قد يؤدي إلى الإضرار ببعض الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان كالكلى.

لممارسة الرياضة وجب توفر التهوية الجيدة والنظافة العامة وعدم الازدحام، أن يكون المكان يتميز بالاعتدال في درجة الحرارة والرطوبة، عدم وجود مخلفات وعوادم ملوثة منتشرة كما هو الحال عند ممارسة الرياضة بالقرب من خطوط سير المركبات الرئيسية.