صحة و رياضية : الشاي وفوائده على صحة الرياضيين

أيوب بن مومن

في محاولة للكشف عن سر التفوق بين الرياضيين اليابانيين، كشف الباحثون في المجلة الأمريكية للفسيولوجيا وعلم الأعضاء، عن أن جرعة يومية منتظمة من خلاصة الشاي الأخضر تزيد قدرة التّحمّل الرياضية بنسبة 8 – 24 في المائة.

وأظهرت الدراسة الجديدة التي اختبرت تأثير تعاطي جرعة منتظمة من خلاصة الشاي الأخضر، أن 0.5 في المائة من مكملات هذه الخلاصة حسّنت الأداء الرياضي وزادت قوة التحمل بنسبة 24 في المائة، وبنحو 8 في المائة بجرعة 0.2 في المائة لوحدة الوزن تتم إضافتها إلى الغذاء.

وقال الباحثون حسب صحيفة القدس برس، أن هذه النتائج تدعم الفرضية بأن تنشيط استخدام الأحماض الدهنية في الجسم يمثل استراتيجية واعدة لتحسين القدرات الرياضية وقوة التحمل, مشيرين إلى أن الرياضي الذي يزن 75 كيلوغراما (165 باوندا) , لابد أن يشرب أربعة أكواب على الأقل من الشاي الأخضر أو ما يعادل (0.8 لتر) يوميا للحصول على الفوائد المذكورة.

هذا ومن جانب أخر ، وبالنسبة إلى الفوائد الأخرى للشاي الأخضر حيث انه يخفض مستوى الكوليسترول عموما ويعمل على خفض ضغط الدم المرتفع ويحافظ على سيولة الدم ويقاوم حدوث الجلطات.

من فوائد الشاي الأخضر كذلك انه يقلل من فرصة حدوث الأزمات القلبية ويقلل من فرصة حدوث جلطة في المخ ويقلل من القابلية للإصابة بالسرطان ويزيد من كفاءة الجهاز المناعي ويساعد على الهضم ويقاوم حدوث تسوس الأسنان والتهابات الجيوب واللثة.

من المهم جدا تناول الفرد الشاي الأخضر لفترات طويلة لأنه يوقف عملية نمو الأوعية الدموية المغذية للأورام مشيرة إلى انه بإمكان أن يشربه الفرد العادي من أربع إلى خمس مرات في اليوم.

هذا وأكد العلماء في كلية هارفارد الطبية أيضا، أن تناول الفواكه والشاي الأخضر ضمن الوجبات الغذائية اليومية يعزز وسائل الدفاع في الجسم، وخصوصا في الجهاز الهضمي، ويمثل قوة فتاكة ضد السرطان.

وأوضح الخبراء في الدراسة التي نشرتها مجلة نيوساينتست العلمية مؤخرا، أن المركبات الفينولية الطبيعية الموجودة في الشاي الأخضر وتعرف اختصارا باسم (EGCG)، تتمتع

بخصائص وقائية مضادة للأورام السرطانية التي تؤثر على عدد من أعضاء الجهاز الهضمي.

هذا وحول الشاي الأخضر، فقد استخدم الصينيون الشاي الأخضر قبل عدة آلاف من السنين واعتبروه مفيدا من الناحية الصحية، بما في ذلك معالجة الصداع، الغثيان والإسهال. وفي أيامنا هذه يتناول الناس خلاصة الشاي الأخضر كمكمل غذائي اعتقادا منهم أنه يمكن أن يساعدهم على الوقاية من السرطان وأمراض القلب.

ولكن!! هناك بعض المحاذير الخاصة بتناول الشاي الأخضر كمكمل غذائي بسبب احتوائه على 2-4 بالمائة من الكافيين أي أقل مما يحتويه كوب من القهوة بقليل. ومن الأعراض الجانبية للشاي الأخضر، الهياج، الأرق، تسارع نبضات القلب، وذلك بسبب احتوائه على الكافيين.

أما في الأطفال فقد يؤدي الشاي الأخضر إلى خلل في أيض الحديد. كذلك ينبغي على الحوامل التقليل من تناول هذا النوع من الشاي لان جرعات الكافيين التي يحتويها يمكن أن تؤذي الجنين الآخذ بالنمو. وبالإضافة إلى ذلك فإن تناول كميات كبيرة من الشاي الأخضر يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في المعدة.

وبخصوص الأبحاث المتعلقة بالشاي الأخضر وفعاليته كمكمل غذائي فإنها لا تزال قليلة ولكن الدراسات التمهيدية تشير إلى أن تناول الشاي الأخضر على شكل مشروب يمكن أن يساعد على الوقاية من أنواع عديدة من السرطان بما في ذلك سرطان الثدي، الرئة، المعدة والقولون.

واستمر الباحثون بدراسة آثار الشاي الأخضر على سرطان البروستات والأشكال الأخرى منه وأظهرت دراساتهم أنه يمكن أن يساعد في خفض معدل الإصابة بمرض القلب والجلطة الدماغية وتخفيف الوزن ومنع تسوس الأسنان.

ومن الجدير بالذكر ما كشفه الباحثون في سويسرا عن إمكانية تخفيف الوزن بشكل فعال باستخدام الشاي الأخضر الذي يحتوي على مكونات طبيعية تساعد في زيادة حرق الدهون والسعرات الحرارية في الجسم.

وأوضح الباحثون في جامعة فرايبورج بسويسرا أن بعض المكونات النباتية الموجودة في الشاي الأخضر تساعد الرياضي في تعديل النظام الكظري الودي في الجسم الذي ينظم السعرات الحرارية وعمليات حرق الدهون ومواد كيميائية عصبية معينة عبر الجهاز العصبي الودي (السيمبثاوي) والغدد الكظرية فوق الكلوية، مشيرين إلى أن الإشارات

العصبية الكظرية الودية تغير معدل حرق الدهون لذلك فإن المركبات التي تؤثر على هذا النظام قد تغير بنية الجسم بشكل ملحوظ.

وهدف البحث السويسري هو التعرف على خصائص حرق الدهون التي يتمتع بها الشاي الأخضر من خلال اختبار آثاره على استهلاك الطاقة في 24 ساعة وأكسدة الدهون لدى الرياضيين، وبحث ما إذا كانت أثاره الأيضية أكبر من تلك التي تحدثها نفس الكمية من الكافيين الذي يعتبر عاملاً حرارياً خفيفاً.

وأشار الباحثون إلى عملية توليد السعرات الحرارية أو حرق السعرات الزائدة تنتج حرارة أكبر في علميات الأيض أثناء فترة الراحة لذلك فإن تناول مادة مولدة للحرارة يزيد استهلاك الجسم للطاقة الناتجة عن حرق الدهون، واستند الباحثون في دراستهم عل متابعة عشرة رياضيين تلقوا ثلاث جرعات يومية إما من دواء عادي أو 50 ملليجراماً من الكافيين أو خلاصة الشاي الأخضر التي تحتوي على 50 ملليجرام كافيين و 90 ملليجراما من مادة “ايبيجاللوكاتيشين جاليت” أحد أهم مركبات الكاتيشين الموجودة في الشاي.

ولاحظ هؤلاء في الدراسة التي نشرتها المجلة الأميركية للتغذية السريرية أن تناول خلاصة الشاي الأخضر سبب زيادة كبيرة في استهلاك طاقة الـ 24 ونسبة السعرات الدهنية المحروقة بصورة أكبر مما أحدثه الكافيين النقي والدواء العادي.

وخلص الباحثون إلى أن خلاصة الشاي الأخضر قد تلعب دورا في السيطرة على بنية الجسم من خلال التنشيط السيمبثاوي للتوليد الحراري أو عملية أكسدة الدهون أم كلتيهما معاً.

شارك المقال على :