صحيفة “الإسبانيول”: محمد السادس قرّر التنحي عن العرش واحتدام الصراع حول خلافته وولي العهد يحتمي بالجيش

يبذل شقيق الملك الأمير رشيد قصارى جهده للاستيلاء على العرش العلوي، حيث يتزايد طموحه يوما بعد يوم، ما تسبب في احتدام الصراعات وتصاعد حدّتها داخل القصر الملكي بين تيارين أحدهما يدعم ابن الملك وولي عهده والآخر يؤيّد شقيقه الأمير رشيد.

وفي هذا السياق، أكدت جريدة “إلإيسبانيول” الإسبانية نقلا عن مصادر موثوقة لها من داخل القصر الملكي المغربي، أن الأمير رشيد يحظى بدعم قوي من قبل شقيقته لالة مريم والمؤسسة الأمنية وعلى رأسها مدير المخابرات عبد اللطيف الحموشي.

وذكرت “الإسبانيول” أن محمد السادس يستعد للتخلي عن سلطته كملك على المغاربة لصالح ابنه مع اكتفائه بالاحتفاظ بلقب “ملك فخري” له، حيث قرّر الإقامة بمدينة تطوان شمال المغرب، أين بدأ في شراء الأراضي والإقامات الفاخرة.

ويعاني ملك المخزن منذ مدّة ليست بالقصيرة من وضع صحي جدّ متدهور، فرض عليه غيابا مستمرا عن مزاولة مهامه في الحكم، وهو غير مستعد للبقاء في منصبه لوقت أطول.

وطرحت صحيفة “الإسبانيول” فرضياتٍ كثيرة لتفسير ما يحدث، حيث لفتت إلى إمكانية قيام مجموعة من الشركات بشنّ حملة إعلامية ممنهجة، عبر استخدام صحف بريطانية بشكل خاص، ضدّ الملك محمد السادس للضغط عليه من أجل التنحي.

من جانب آخر قد يكون كسلُ الملك وغيابُه قد أضرّا كثيرا بمصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني داخل المغرب، الأمر الذي جعلهما يدفعان باتجاه نقل السلطة إلى ملك “شاب وقوي”.

وعلى وقع هذه المستجدات المتلاحقة اضطر محمد السادس للالتجاء إلى سلطة الجيش الملكي، من أجل ضمان حماية لابنه الأمير الحسن، وهو ما يفسّر ظهور ولي العهد مؤخرا خلال الاحتفال، بالذكرى 67 لتأسيس القوات المسلحة الملكية وخرجاته المستمرة والمتكررة مرتديا الزي العسكري.

في مقابل ذلك يصرّ الأمير الحسن على التغيب عن جميع الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة الأمنية، وقد تجلى ذلك بشكل أكبر في عدم حضوره ذكرى تأسيس الأمن الوطني، ما يعكس توترا بين الملك والمؤسسة الأمنية، واختلافا حادا في الرؤى حول انتقال السلطة بين الجيش والمخابرات.

وتتزامن هذه الأحداث المتسارعة بالمغرب، مع زيارة رئيس الكنيست الصهيوني، أمير أوحانا، الأخيرة وتصريحاته الغريبة التي حاول أن يرجه من خلالها رسائل تفيد بتمسك الكيان الصهيوني بنظام المخزن من خلال تركيبته كما هي عليه الآن، إلى درجة أن تتحول المملكة حسب تعبيره إلى “المغرب ديالنا”، ما يؤكد أن هذه الزيارة لها دخل كبير في الترتيبات الحاصلة لانتقال السلطة في المغرب.

هذه الزيارة تؤكد أيضا أنّ عملية التطبيع برمّتها لم تكن تهدف لدعم المخزن في طرحه حول “مغربية الصحراء”، بقدر ما أنها كانت تهدف إلى دعم تولّي الأمير الحسن للعرش، على حساب عمّه الأمير رشيد وتياره في القصر العلوي، فهل سيرضى هذا الأخير بواقع تصنعه قوى خارجية؟

أحمد عاشور