توجه المفوضية الأوروبية ضربة لأولئك الذين، على غرار وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، حافظوا على الوضع الطبيعي لخط رايان إير الذي تم افتتاحه مؤخرًا بين مدريد والداخلة، في أراضي الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب، وفي خضم مفاوضات بين المغرب وإسبانيا بشأن نقل المجال الجوي للمستعمرة الإسبانية السابقة.
وفي رد مكتوب نشر يوم الاثنين الماضي، أقر المفوض الأوروبي للنقل والسياحة المستدامين اليوناني، أبوستولوس تزيتزيكوستاس، بأن “اتفاقية الطيران الأورومتوسطية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا تنطبق على الخطوط من أراضي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى أراضي الصحراء الغربية”.
وبحسب المفوض، تم نقل هذه الحقيقة إلى شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي “في 3 ديسمبر 2024، خلال اجتماع المنتدى الاستشاري حول سياسة الطيران الخارجية للاتحاد الأوروبي” والتي تستند إلى استشارة صادرة عن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي.
ويستشهد تزيتزيكوستاس صراحة بإحدى فقرات حكم محكمة العدل الذي يقضي في عام 2021 بإعلان اتفاقيات الصيد والزراعة الموقعة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لاغية وباطلة، والتي تم التصديق عليها في أكتوبر الماضي.، حيث قررت المحكمة أنه بموجب القانون الدولي، فإن الصحراء الغربية هي منطقة منفصلة عن المغرب وأن أي نشاط اقتصادي يجب أن يحظى بموافقة الشعب الصحراوي.
وفي ديسمبر الماضي، أكد ألباريس، في مجلس النواب الإسباني، أن قرارات شركات الطيران الخاصة يتم اتخاذها بين الشركات الخاصة والوكالات المختصة في مجال الطيران المدني، وبالتالي “إنها قرارات على المستوى الفني”، وذلك ردا على فتح خطوط جوية جديدة من قبل شركة رايان إير بين الداخلة (الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب) ومدريد ولانزاروت بجزر الكناري. وفي نفس المداخلة، رفض وزير الخارجية الإسباني تقديم معلومات حول المحادثات مع المغرب للتخلي عن المجال الجوي للصحراء الغربية.
ترحيل ناشطين وصحفي من الداخلة
على وجه التحديد، تم إطلاق خط “ريان إير” هذا الأسبوع وسط جدل، حيث استنكر منسق إسبانيا لجمعيات التضامن مع الصحراء “طرد ناشطين إسبان وصحفي من مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة من قبل قوات الاحتلال المغربي”.
وجاء في بيان المنظمة الإسبانية: “كان الثلاثة يشاركون في مهمة مراقبة لحالة حقوق الإنسان المثيرة للقلق التي يعيشها السكان المدنيون الصحراويون في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. وقد وصل الناشطان والصحفي إلى الداخلة على متن رحلة جوية من مدريد تديرها شركة رايان إير، من بين شركات أخرى، للتنديد بعدم شرعية فتح هذا الخط”.
واستنكر المنسق الإسباني الذي لفتت انتباه وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية إلى الحقائق، الواقعة بقوله: “إن الطرد، أيضا، في هذا السياق، يمثل مثالا آخر على تواطؤ الشركة في الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية”، مبرزا أنّ على الوزارة تقديم شكوى رسمية إلى السلطات المغربية بعد منعها من القيام بأعمال المراقبة.