رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وبعد أسابيع قليلة على انتخابه، شدّد على ضرورة إيجاد قيمة مضافة وراء كل من مشروع غار جبيلات وأميزور، بعد أن أعطى أوامر بإعادة استغلالهما.
ومنذ بداية عهدته، أعطى الرئيس تبون تعليمات صارمة بالإسراع في استكمال إجراءات الإطلاق الفعلي لمختلف المشاريع المهيكلة في الاستغلال المنجمي، لاسيما مشروع “غار جبيلات” للحديد و”بلاد الحدبة” للفوسفات بتبسة والمناجم الحجرية الأخرى، بما يؤدي إلى توفير مصدر دخل جديد خارج قطاع المحروقات، ويوفر على البلاد فاتورة استيراد بعض المعادن الهامة.
وفي هذا الجانب، كان الرئيس حريصا على توجيه الحكومات المتعاقبة بضرورة استكشاف كل المعادن، بما فيها المعادن النادرة قصد توفير أقصى الشروط لتعويض تراجع مداخيل الدولة، خاصة مع الأزمات العالمية خلال جائحة كورونا والحرب الأوكرانية الروسية، وكذلك مع تذبذب أسعار النفط والغاز في الأسواق الدولية.
الرئيس تبون أبدى حرصه واهتمامه بأدق تفاصيل برنامج بعث القطاع المنجمي في الجزائر، وهذا ما تبين في تشديده المتكرر والمستمر على خلال اجتماعات مجلس الوزراء، على تفعيل تدابير استعجالية بغرض إنعاش النشاط المنجمي، من بينها إنشاء مصنع لصناعة خطوط السكك الحديدية بولاية بشار لتزويد مشاريع الربط بالسكك الحديدية المتعلقة باستغلال منجم “غار جبيلات” وغيره من المشاريع المستقبلية.
كما دعا في توجيهاته الخاصة بهذا القطاع، إلى الحرص على إشراك المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين الذين يملكون خبرات في مختلف مجالات تحويل المنتجات المنجمية.
ويعد مشروع منجم أميزور للرصاص والزنك بولاية بجاية، والذي أعطى الرئيس تبون بشأنه تعليمات صارمة للحكومة، بغرض تسريع إدخاله قيد الاستغلال، ذو أهمية إستراتيجية للبلاد نظرًا للإمكانيات المنجمية القابلة للاستغلال والتي تقدر بنحو 34 مليون طن بإنتاج سنوي يبلغ 170 ألف طن من مركزات الزنك.
هذه الأرقام تؤكد أهمية هذا المشروع الذي سيقلص من فاتورة الاستيراد من خلال تلبية احتياجات السوق الوطنية ورفع العائدات من العملات الأجنبية عن طريق تصدير فائض الإنتاج.
كما سيسمح المشروع، حسب بيانات وزارية، بتشغيل خريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني، من خلال خلق ما يقرب من 700 فرصة عمل مباشرة، ناهيك عن التأثير الإيجابي للمشروع على التنمية الاقتصادية للمنطقة.
أحمد عاشور