طارق العابد لدزاير توب: المدن الذكية.. تحقيق الرفاهية للجزائريين

طارق العابد لدزاير توب: المدن الذكية.. تحقيق الرفاهية للجزائريين

تحدث المدير العام للمؤسسة الناشئة “مريغل سمارت” طارق العابد، في حوار حصري لدزاير توب، عن المدن الذكية والايكولوجية، باعتبارها في الأصل المدينة التي تسهل الحياة للساكنة وتوفر الرفاهية، من خلال تقديم خدمات سريعة ومبتكرة.

وكشف العابد، أن الفريق التقني لمؤسسة مريغل سمارت ابتكر برنامجا مبتكرا ل”المدن الذكية” و” المدن الايكولوجية” الذي يراهن على توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة، بما يمكن من تحسين كفاءة استهلاك للموارد وتحسين مستوى المعيشة.

وأضاف محدثنا أن اكتساب أي مدينة صفة الذكاء، يتوقف على مدى التحكم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأن تكون هذه المدن قادرة على تلبية احتياجات الأجيال الحالية والقادمة في مختلف المجالات.

ويفصل الخبير الدولي في البرمجيات، طارق العابد، رؤية أكثر للمدن الذكية، التي ترتكز على عدة عناصر، على غرار التنقل الذكي والبيئة الذكية والحياة الذكية والاقتصاد الذكي، والأفراد الأذكياء.

التنقل الذكي 

وضرب طارق العابد مثالا على ذلك، باستعمال تطبيق معين للوصول إلى سيارة أجرة وما إلى ذلك، مشيراً إلى أنه لا توجد الكثير من هذه التطبيقات في الجزائر.

وفي هذا الصدد، وبالحديث عن التطبيق المخصص لكراء سيارات الأجرة على سبيل المثال، قال العابد: ” يمكن لكل سكان الجزائر العاصمة إستعمال نفس التطبيق، في حال ما تحدثنا عن ولاية الجزائر ، الأمر الذي يمكن أن يتطور ليشمل الجزائر كاملةً، لتصبح بلاداً ذكية”، قبل أن يشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر بلاداً ذكية لأن كل مدينة فيها تعمل بنسبة معينة من الذكاء.

محطات نقل ذكية

وفي السياق ذاته، أشار ضيف دزاير توب إلى أن أصل تسمية “المدينة الذكية” نابع من كون هذه المدينة توفر خدمات، “حيث وبالمقارنة بين ما نعيشه نحن اليوم، وفي حالة أردت التنقل من مدينة إلى أخرى تضطر إلى الإنتظار في محطة الحافلات “الصماء” إلى غاية قدوم الحافلة، لكن الأمر مغاير بالنسبة للدول والمدن الذكية، تلك التي تحتوي على محطات ذكية وحافلات مجهزة بتكنولوجيات عالية، سيما الفتح والإغلاق الأوتوماتيكي للأبواب وكاميرات المراقبة لتأمين الأشخاص”.

كما تحتوي على مكيفات للهواء صيفاً وشتاءً، إضافة إلى عرض التوقيت الدقيق لوصول الحافلة إلى المحطة الموالية، وفقاً للمدير العام للمؤسسة الناشئة “مريغل سمارت”، الذي اعتبرها نوعاً من أنواع المحطات الذكية، قبل أن يتطرق إلى إمكانية تعميم هذه الخدمات لتشمل المدينة والبلد بشكل عام، وهو ما يشكل نمط تنقل للساكنة.

تطبيق ذكي يوفر خدمة بيع النفايات من المنزل

وفي سياق آخر، وبالحديث عن النفايات المنزلية وما إلى ذلك، ذكَّر طارق العابد، بالتطبيق الذي عمل على تجسيده رفقة فريقه التقني، هذا الأخير الذي يوفر معطيات عديدة، سيما معرفة موقع شاحنات نقل النفايات، توقيت وصولها وكل ما يتعلق بذلك، قبل أن يؤكد أن الأمر يدخل في مجال “الرفاهية” و”الذكاء”.

وكشف محدثنا عن عديد التطبيقات الأخرى التي قام بإنشائها رفقة فريقه، على سبيل المثال التطبيق الذي يشرح كيفية القيام بإعادة رسلكة النفايات المنزلية، من خلال فرز النفايات، ثم عرضها للبيع من خلال التطبيق السالف الذكر، كالبلاستيك، الكارتون وغيرها، هذا الأمر الذي سيسهل على جامعي النفايات العمل بشكل كبير، فبدل أن يحصل عليها من خلال مكب النفايات، يمكنه الوصول إليها مباشرة من خلال التطبيق.

وقدّم الرئيس المدير العام، شرحاً مطولاً عن هذا التطبيق، حيث قال أنه سهل وعملي للطرفين “البائع والمشتري”، حيث يمكن للساكنة عرض بقايا النفايات من بلاستيك وكارتون وغيرها، كما يمكن للمشتري أن يطلع على مكان تواجد هذه النفايات، وزنها وكل المعطيات من خلال تلقي إشعار على الهاتف مباشرة، إضافة إلى تلقي عروض من المواطنين، وما عليه إلا الضغط على خانة “قبول – j’accepte” فقط.

كما يمكن إبرام شراكة مع متعاملي الهاتف النقال، والحصول على خدمات إنترنت مجانية مقابل كل كمية بلاستيك يقوم بتسليمها للجامع، الأمر الذي سيساهم في القضاء على التلوث البيئي، يضيف طارق العابد.

كما يتعامل التطبيق مع الحالات الاستثنائية، فمثلاً خلال حفلات الأعراس أو المناسبات التي ينتج عنها نفايات كبيرة، فيمكن طلب شاحنة من الحجم الصغير لتتولى الأمر من خلال تطبيق “مريڨل نظافة”، مضيفاً أنه من غير المعقول أن تكون هنالك نفايات بصفة يومية، الأمر الذي يوفر على جامعي النفايات عناء التنقل الدائم من خلال تنظيم اوقات رفع النفايات وتقليصها.

تفعيل دور شرطة البيئة

وفي سياق متصل، أشار محدثنا إلى شرطة البيئة في الجزائر، هذه الأخيرة التي تمتلك خبرة كبيرة في المجال، ويمكن لها التدخل في حال مخالفة البرنامج المسطر الذي يفرضه نظام “مريڨل نظافة”، من خلال تتبع مسار الشاحنات الدقيق وفرض عقوبات على المخالفين.

وأوضح محدثنا، أن التركيبة المجتمعية للجزائريين، تنقسم إلى ثلاثة أصناف، وهي : الصنف الأول والذي يهتم بنظافة المحيط بشكل كبير، والصنف الثاني الذي سيتأقلم مع النظام بمرور الوقت، أما الصنف الثالث فهو الصنف الذي يستدعي الردع وحتى السجن طبقاً للقانون.

وبالحديث عن الطموح بالوصول إلى مدينة ذكية وبلاد ذكية، أشار ضيف أول قناة وموقع الكترونيين في الجزائر، إلى أنه من الضروري تعميم تطبيقات مريڨل نظافة، وتوفير خدمة أنترنت المدينة “WiFi”.

سيدي عبد الله.. مدينة تحتاج إلى ذكاء

وتابع محدثنا، أنه وللحد من التلوث البيئي ومخلفاته، نأخذ مدينة “سيدي عبد الله” كنموذج، فهذه المدينة تفرز ما يزيد عن إلى 1500 طن من النفايات يومياً، بحيث يتم الاتجاه مباشرة نحو الردم التقني لها، وهذا ما يسبب في مشاكل بيئية مستقبلاً، وتحرم أجيالاً عديدة من استغلالها.

وعن سبب اختياره لمدينة سيدي عبد الله كنموذج في حديثه، قال بأنها ستكون تحت أنظار العديد من المهتمين لأنها عُرِفت على أنها “مدينة ذكية”، مجدِداً الدعوة إلى اعتماد نظام مريڨل نظافة الذي يسمح لها بأن تكون فعلاً ذكية، بدل المخطط الكلاسيكي الحالي الذي يكلف الخزينة أموالاً طائلة. ويمكن من ان تدر اموال اضافية ومستدامة للخزينة.

توليد الطاقة الكهربائية من النفايات..

وفي سياق ذي صلة، أفاد طارق العابد أن النظام الجديد المقترح يعمل على حرق النفايات الزائدة تلك التي لا يمكن إعادة رسكلتها، والتي يتم تحويلها إلى طاقة كهربائية، وهنا تتحول مدينة سيدي عبد الله على سبيل المثال إلى مدينة ذكية، حيث أنها تستهلك طاقتها الكهربائية مما تنتجه من النفايات.

وأفاد محدثنا أن المخطط الجديد الذي يجري التحضير له من أجل انتهاج طريقة كلاسيكية للرسكلة وبتكاليف باهضة على مستوى مدينة سيدي عبد الله، من المتوقع أن يكلف 126 مليار سنتيم.

وعاد ضيف أول قناة الكترونية في الجزائر، للحديث عن النظام الجديد والمتكامل للرسكلة، هذا الأخير الذي يتمثل في رسكلة النفايات المنزلية وإعادة تدويرها وفقاً للمخطط السالف الذكر، إضافة إلى حرق النفايات غير القابلة لإعادة الرسكلة بطريقة معينة وإستغلالها في إنتاج الطاقة الكهربائية للمدينة التي خرجت منها ذات النفايات، وهذا ما يجعل المدينة ذكية ومنتجة بامتياز ومستدامة .

الحصاد المائي..تخزين التساقطات المطرية في المدن الذكية

وتطرق محدثنا إلى الثروة المائية في الجزائر، حيث قال أنه، من الأجدر إنشاء مخازن جوفية لتجميع مياه الأمطار بغرض تزويد المدن الذكية بها واستعمالها للتزويد بمياه السقي، وهذا ما سيجعل المدن فعلاً ذكية، بعد أن كانت صماء.

ويشير محدثنا إلى أن نظام “مريڨل نظافة” يعتبر لبنة أساسية في بناء المدينة الذكية، وإضافة جيدة للمجتمع، مشيراً في الوقت ذاته إلى مستوى النظافة الذي وصلت إليه مدن عالمية كسنغافورة وغيرها، مشددا على أن المدن الذكية هي أساس إنعاش الإقتصاد.

الاعلام محرك برامج التنمية المستدامة 

وقال طارق العابد، أن ألمانيا اليوم تُدِر أرباحاً تصل إلى 100 مليار دولار سنويا من عملية إعادة رسكلة النفايات فقط، قبل أن يشدد على أن دور الإعلام يكمن في ضرورة إيصال الرسالة إلى السلطات المعنية “صوتا وصورة”، كما تحدث لنا عن المشاريع غير الربحية، وهنا قال يجب إجراء دراسات سوسيولوجية قبل كل شيئ.

وفي ختام تدخله، أعرب الرئيس المدير العام للمؤسسة الناشئة “مريغل سمارت، طارق العابد، عن أمله في الوصول إلى مدن ذكية في الجزائر، باستعمال مختلف الوسائل التكتولوجية والعلمية المتاحة.